ارتفع عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية في أوروبا بشكل كبير في الأعوام الأخيرة. ونظراً لأن الصراعات وأعمال العنف في أجزاء أخرى من العالم تؤدي إلى نزوح واسع النطاق وطويل المدى، يسعى بعض اللاجئين إلى إيجاد الأمان خارج المنطقة المجاورة. 

بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لمحدودية السبل الآمنة والوقت الطويل التي تستغرقه عملية الوصول إليهم، لا يجد عدد كبير من الأشخاص الفارين من الاضطهاد أمامهم سوى عدد قليل من الخيارات، بمن فيهم الأشخاص الذين يحاولون لم شملهم مع أفراد عائلاتهم في أوروبا. وما زال عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين يقومون برحلات خطيرة عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد فقد أشخاص عديدون حياتهم في البحر أو رأوا أحباءهم يغرقون لدى محاولتهم العبور إلى بر الأمان.

تحث المفوضية على اتخاذ إجراءات أوروبية متضافرة للحد من الخسائر البشرية في البحر. ونحن نعمل أيضاً على ضمان الوصول إلى سبل اللجوء وتوفير ظروف استقبال كريمة وإيجاد حلول دائمة للاجئين، مع التركيز بشكل خاص على الأشخاص ذوي الاحتياجات الملحة ومن الفئات الأشد ضعفاً. 

أدى كل من نطاق وعدم استقرار تحركات اللاجئين في أوروبا إلى فرض تحديات كبيرة على أنظمة اللجوء ومرافق الاستقبال في عدد كبير من البلدان. ونظراً للضغوطات الداخلية التي تواجهها، استجابت بلدان عديدة بصورة منفردة من خلال فرض قيود قانونية ومادية أكثر صرامة على الوصول إلى أراضيها.

وتدعو المفوضية إلى اعتماد أنظمة لجوء فعالة ومنصفة في أوروبا لضمان تمكن طالبي اللجوء من الحصول على اللجوء والحماية الفعالة. ونحن ندعو أيضاً مع الحكومات لتعزيز الفرص والدعم لاندماج اللاجئين محلياً. ومع غياب أنظمة اللجوء الفاعلة في بعض البلدان الأوروبية، تساعد المفوضية الدول في اعتماد إجراءات لجوء منصفة وفعالة.

ومن بين ملايين الأشخاص عديمي الجنسية حول العالم، تقدر المفوضية بأن يكون حوالي 570,000 شخص منهم في أوروبا. نحن نساعد الدول الأوروبية على تحديد وحماية الأشخاص عديمي الجنسية بالإضافة إلى الحد من حالات انعدام الجنسية وخفضها في أوروبا.

تغطي المكتب الإقليمي للمفوضية في أوروبا 49 بلداً. ونحن نعمل مع مجموعة من المنظمات والشركاء، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والوكالات التابعة له ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة والمجتمع المدني ومنظمات غير حكومية. وتعمل الإدارة أيضاً مع مؤسسات قانونية دولية، بما في ذلك المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومحكمة العدل للاتحاد الأوروبي.

الأطفال المتنقلون وغير المصحوبين والمنفصلون عن ذويهم

في عام 2016، وصل حوالي 100,300 طفل لاجئ ومهاجر إلى بلغاريا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، ومن بين كل ثلاثة أطفال، كان طفل واحد غير مصحوب أو منفصل عن عائلته. يواجه الأطفال المتنقلون وغير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم مخاطر عديدة على صعيد الحماية في أوروبا، بما في ذلك الاحتجاز والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس والمزيد من الانفصال في الأسر والمعاناة النفسية والمخاطر الأمنية. وتتفاقم هذه المخاطر عندما يوضعون في مرافق استقبال غير ملائمة وعندما لا يحصلون على الرعاية المناسبة. كذلك، يؤثر عدم توفر الفرص التعليمية أو الأنشطة الترفيهية على رفاههم. 

استجابة المفوضية لوضع اللاجئين والمهاجرين في أوروبا

في عام 2015، وفي الأشهر الأولى من عام 2016، وصل حوالي 1.2 مليون لاجئ ومهاجر إلى الشواطئ الأوروبية، وكان معظمهم قد فروا من الصراعات والاضطهادات. خسر العديد منهم حياتهم أو رأوا أحباءهم يغرقون في البحر لدى محاولتهم الوصول إلى بر الأمان. وقام عدد متزايد من العائلات والنساء والأطفال غير المصحوبين برحلات خطيرة في عدة بلدان وتعرضوا في غالبية الأحيان للاستغلال على يد مهربين. 

المفوضية في أوكرانيا

نتيجة الصراع القائم في أوكرانيا، تم تسجيل أكثر من 1.6 مليون شخص كنازحين داخلياً مع نهاية ديسمبر 2016. وطلب 470,000 شخص آخرين اللجوء في البلدان المجاورة مع نهاية العام، و94% منهم في روسيا الاتحادية. وفي إطار استجابة منسقة من الأمم المتحدة، تقود المفوضية وتنسق الاستجابة الانسانية في ما يتعلق بالحماية والمآوي الطارئة والمساعدة غير الغذائية للأشخاص النازحين داخل أوكرانيا.