تعليم اللاجئين يجب أن يكون على "رأس جدول الأعمال"
قالت الناشطة السورية الشابة مزون المليحان لمنتدى في الأمم المتحدة بأن التعليم هو "أهم سلاح يساعدنا في الكفاح من أجل الحصول على حقوقنا وتحقيق أحلامنا".
جنيف – يوم اضطرت مزون المليحان للفرار قبل خمسة أعوام من منزلها في درعا جنوب سوريا، لم تكن تعلم ما إذا كانت ستتمكن من الالتحاق بالمدرسة في مخيم اللاجئين في الأردن. لذا، حقبت الفتاة التي كانت في الرابعة عشرة من عمرها في ذلك الحين كتبها المدرسية مع الأمتعة القليلة التي سمح لها بأخذها إلى بر الأمان.
وخلال اجتماع عُقد اليوم في جنيف، روت مزون للمسؤولين الحكوميين والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، قائلةً: "كنت قلقة جداً بشأن التعليم. إنه أهم سلاح يساعدنا في الكفاح من أجل الحصول على حقوقنا وتحقيق أحلامنا".
عُقِد اجتماع "دعوهم يتعلمون: إتاحة التعليم للأطفال اللاجئين" في قصر الأمم، وذلك على هامش المحادثات الرسمية لمناقشة كيفية تحسين وصول اللاجئين إلى التعليم ذي الجودة كجزء من الميثاق العالمي الجديد بشأن اللاجئين.
تذكَر مزون الارتياح والإحساس بالأمل الذي شعرت به عندما تمكنت من الالتحاق بالمدرسة في مخيم الزعتري للاجئين، حيث سرعان ما أصبحت ناشطة في إقناع الأطفال الآخرين بالذهاب إلى المدرسة.
"عندما عرفت أنني أستطيع الذهاب إلى المدرسة في المخيم، تغيَّرت حياتي"
وقالت مزون البالغة من العمر الآن 20 عاماً والتي انتقلت إلى المملكة المتحدة مع أسرتها وأصبحت أصغر سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف: "عندما عرفت أنني أستطيع الذهاب إلى المدرسة في المخيم، تغيرت حياتي. منحني ذلك الأمل والقوة لأصبح ما أنا عليه الآن. أنا محظوظة جداً الآن لأنني أعيش في المملكة المتحدة مع أسرتي. لكنني لا أستطيع أن أكون سعيدةً تماماً دون رؤية كل طفل في العالم يتمتع بإمكانية الوصول إلى التعليم الجيد. أنا أكافح من أجل كل طفل، ليس للاجئين فحسب، بل لكل طفل في العالم".
ودعت المليحان الحكومات حول العالم، المجتمعة في جنيف هذا الأسبوع كجزء من المشاورات الرسمية حول الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، لوضع التعليم على "رأس جدول الأعمال".
ويهدف الميثاق لتغيير الطريقة التي يستجيب فيها المجتمع الدولي لأزمات اللاجئين، وعلى وجه الخصوص لإيجاد طرق لشمل اللاجئين بشكل أفضل في المجتمعات المستضيفة التي ينبغي أن تتلقى بدورها دعماً أقوى يمكن الاعتماد عليه.
ودعا متحدثون آخرون في اجتماع اليوم الحكومات لضمان الوصول إلى فرص التعليم الجيدة وفي الوقت المناسب للأطفال والشباب اللاجئين الذين يتأخرون كثيراً عن أقرانهم في هذا المجال.
ففي جميع أنحاء العالم، يلتحق 61% فقط من الأطفال اللاجئين بالمدارس الابتدائية مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 91%، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها المفوضية بعنوان "منسيون: أزمة في تعليم اللاجئين". ويلتحق عدد أقل من الأطفال اللاجئين تبلغ نسبتهم 23%، بالمدارس الثانوية مقارنةً بالمعدل العالمي البالغ 84%. ولا تتخطى نسبة الشباب اللاجئين الذين يلتحقون بالجامعة 1% فقط مقارنةً بـ 36% من الشباب على مستوى العالم.
وقال جوزيف نهان-أورايلي، رئيس قسم السياسات التعليمية وحشد الدعم في منظمة "أنقذوا الأطفال": "تواجه الغالبية العظمى من الأطفال اللاجئين الخطر المزدوج المتمثل في فقدان منازلهم وتعليمهم".
"التعليم الجيد هو حقاً كل شيء"
وأشار نهان-أورايلي إلى أنَّ اللاجئين قد يواجهون تحديات خاصة ودعا إلى تفصيل الإجراءات العملية التي "ستساهم في سد الفجوة التعليمية" في الميثاق، مما سيحدث فارقاً ملموساً للأطفال اللاجئين.
وأُشير في الاجتماع إلى الحاجة للدعم التقني والمالي المناسب للحكومات المستضيفة لكي تتمكن من إدراج اللاجئين في خططها الوطنية الخاصة بقطاع التعليم. وقد يحتاج اللاجئون أيضاً إلى برامج انتقالية أو دعم لغوي مكثف من أجل التأقلم في المدارس المحلية.
وفي تلخيصه لاجتماع اليوم، أشار مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية، فولكر تورك، إلى أن: "التعليم الجيد هو في الواقع كل شيء، فهو يساعد على حماية الأطفال اللاجئين ويمنحهم الأمل بمستقبلهم ويعزز التماسك الاجتماعي. ويمكن للاستثمارات في التعليم أن توفر فرصاً حقيقية للمجتمعات المستضيفة".
هذا وقد تم تكليف المفوضية بمهمة وضع ميثاق عالمي بشأن اللاجئين من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إعلان نيويورك التاريخي للاجئين والمهاجرين المعتمَد في 19 سبتمبر 2016، حيث تعهدت 193 حكومة بوضع نظام عالمي أكثر إنصافاً. وتجري حالياً مشاورات رسمية، ويُتوقع أن تعتمد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الميثاق في نهاية عام 2018.
- اقرأ أيضاً: مدرسة تمنح فتيات سوريات في الأردن فرصة للتفوق