مدرسة تمنح فتيات سوريات في الأردن فرصة للتفوق
كانت فرصة تعليم اللاجئة السورية إزدهار في خطر إلى أن وجد والدها عملاً، مما سمح لها بالانضمام إلى فتيات سوريات أخريات التحقن بالمدرسة في الأردن.
حلت هؤلاء الأخوات السوريات إزدهار (يسار)، 8 أعوام، وأليمار (وسط)، 6 أعوام، وعبير (يمين)، 5 أعوام، في المرتبة الأولى في صفوفهن الدراسية.
© UNHCR/Annie Sakkab
تعج الطفلة إزدهار البالغة من العمر ثمانية أعوام بالطاقة ويطغو عليها الحماس مع بدء يومها. تنهض بنشاط من السرير في كل صباح ما عدا أيام الجمعة، عندما تكون مدرستها المحلية مغلقة كما تقول.
تقول إزدهار: "نستيقظ [أيام الجمعة] ولا نفعل شيئاً بل نبقى في المنزل. المدرسة أفضل بكثير من المنزل".
قد لا يكون هذا السلوك نموذجياً لمعظم الأطفال في سنها، ولكنْ بعد أن فرّت مع عائلتها من الصراع في سوريا في عام 2013 وأمضوا الأعوام القليلة الأولى كلاجئين في الأردن، فإنهم ينفقون مدخراتهم المتضائلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بدا الأمر وكأن إزدهار لن تحظى على الإطلاق بفرصة للذهاب إلى المدرسة.
ونظراً لعجزه عن إيجاد عمل له في الأعوام الثلاثة الأولى، كان والد إزدهار، محمد أليمار كبور متردداً في تسجيل ابنته الكبرى في المدرسة بسبب التكلفة. فعلى الرغم من أن المدارس العامة في الأردن مجانية للاجئين السوريين، بشرط وجود أماكن متاحة، إلا أن تكاليف النقل واللوازم المدرسية وغيرها قد تكون باهظة بالنسبة للأسر اللاجئة، والتي تعيش بمعظمها بما يقل عن 3 دولارات أميركية في اليوم.
ولكن الأمور تغيرت في نهاية عام 2016، عندما وجد محمد عملاً في مصنع في العاصمة عمّان. فقد تمكّن من الحصول على تصريح عمل، ليستأجر شقة صغيرة قريبة من مدرسة ابتدائية محلية تذهب إليها اليوم إزدهار وشقيقتها أليمار.
يشعر الوالد هو وزوجته نور بالارتياح لأن ابنتيهما لا تحصلان على التعليم فحسب، بل تتفوقان وتحلان في المرتبة الأولى في المدرسة. وباعتبارهما من خريجي المدرسة الثانوية، يدرك الوالدان قيمة التعليم، خاصةً بالنسبة للفتيات.
"التعليم بمثابة سلاح، خاصةً بالنسبة للمرأة"
تقول نور: "نحب أنا وزوجي رؤية بناتنا وهن يحصلن على التعليم لكي يتمكنّ من الاعتماد على أنفسهن والحصول على وظائف جيدة. مع التربية والتعليم، يمكنك تحقيق أحلامك. التعليم بمثابة سلاح، خاصةً بالنسبة للمرأة".
وتدعم الإحصائيات ذلك. فوفقاً للبنك الدولي، إذا أتمت جميع الفتيات التعليم الابتدائي، فإنّ زواج الأطفال سينخفض بنسبة 14%، في حين أن إنهاء التعليم الثانوي يؤدي إلى انخفاض هذا الرقم بنسبة 64%. وتبيِّن البحوث أنه من المرجح أن ترسل الأمهات المتعلمات أطفالهن وخاصةً الفتيات إلى المدرسة، وأن سنة إضافية من التعليم قد ترفع دخل المرأة إلى الخمس.
يستضيف الأردن حالياً أكثر من 657,000 لاجئ سوري مسجل. ومن بين 232,500 طفل سوري لاجئ في سن المدرسة، تم تسجيل 145,000 طفل في المدارس في العام الماضي، وقد تجاوزت معدلات التحاق الفتيات اللاجئات المعدل العام إذ بلغت 66.2%، مقارنةً بـ 62% لجميع الأطفال السوريين.
عند عودته إلى الشقة بعد عمله في المصنع، يجلس محمد مع زوجته وبناته وينجزون معاً الفروض المنزلية لليوم التالي. وهو يصف ارتياحه لرؤية ابنتيه وهما مستغرقتين في دراستيهما. ويشعر بالسعادة لأنه على الرغم من عيشهم خارج وطنهم، إلا أنه لا تزال لديهم فرصة للحصول على التعليم.
يقول محمد: "بالطبع، الحياة مختلفة في الأردن عن الحياة في بلدنا. لكننا نعيش بأمان لا يمكننا إيجاده في سوريا. يكبر الأطفال في سوريا على صوت الدبابات والقنابل، بينما يكبرون هنا مع الأقلام والأوراق والكتب".
تظهر هذه القصة في "دورها"، وهو تقرير جديد صادر عن المفوضية، يكشف أن عدد الفتيات اللاجئات في المرحلة الثانوية اللواتي يحتمل التحاقهن بالمدارس هو نصف عدد زملائهن الذكور، على الرغم من أن الفتيات يشكلن نصف عدد اللاجئين في سن الدراسة.