قصة خلود، رومانيا
“عندما يخبرونك بأنك ستغادر إلى مركز عبور لحالات الطوارئ في رومانيا، يخبرونك أيضاً بأنه بإمكانك أخذ 5 كيلوغرام من أمتعة المقصورة و20 كيلوغرام في حقيبة السفر. هذا كل ما تحصل عليه. ومن ثم تتأمل منزلك وفجأة يصبح كل شيء مهماً. ماذا ستأخذ معك؟”
كالكثير من اللاجئين العراقيين في سوريا، أمضت خلود، ذات ال48 سنة، سنوات في شقتها في دمشق فيما تنتظر جواب طلب إعادة التوطين في دولة ثالثة أو تنتظر أن يعم الأمان في بغداد من جديد.
ولكن اندلعت الحرب في سوريا. ولهذا السبب تم نقل خلود ولاجئين عراقيين آخرين إلى مركز العبور لحالات الطوارئ في تيميشوارا، رومانيا حيث سيبقون لحوالي ستة أشهر.
“وجودي هنا كالانتظار في محطة الباصات. قد يكون الأمر صعباً أحياناً ولكنني أنظر إلى وقتي هنا وكأنه نعمة وأحاول تحقيق الاستفادة الأقصى منه. أريد أن أبقى الشخص نفسه الذي اعتدت أن أكون عليه. ولهذا السبب أستيقظ كل صباح وأمارس التمارين الرياضية كما كنت أفعل دائماً.”
وحين سألناها عن أهم شيء قررت أن تأخذه معها أخيراً، ابتمست قائلةً: “ستضحك إن أخبرتك…أنا مسيحية والإيمان حياتي. لهذا السبب أخذت صليباً قديماً جداً كان ملكاً لعائلتي. كما أخذت عطري وثلاثة دميات دببة. قد لا تكون قيّمة بالنسبة للآخرين ولكنها الأشياء الأغلى بالنسبة إليّ.”