قصة هودان، أثيوبيا
ليست هودان متأكدة من هوية الجماعة المسلحة التي أطلقت القذيفة التي غيّرت حياتها تغييراً كبيراً وسلبتها نعمة البصر حين كانت لا تزال تبلغ 9 سنوات من العمر في الصومال. تلاشى الألم مع الوقت لتستبدله بالعزيمة. ساعدتها عائلتها على تعلم القراءة باستخدام طريقة “برايل”. تقول هودان: “كان تعلم طريقة برايل سهلاً بمجرد أن بدأت. لقد استمتعت بتعلمها. عندما آتي إلى المدرسة، يراودني شعور مختلف. فالمدرسة تمنحني الأمل وتفسح لي المجال لأكون جزءاً من أمر أكبر يفوقني حجماً. عندما أكون في المدرسة، لا أشعر بأنني عبء على عائلتي ولا أشعر بالوحدة. أكون قادرة على التعلّم ومساعدة الآخرين على التعلّم.”
أصبحت هودان، بعد مضي عشر سنوات على العيش كلاجئة في أثيوبيا، شابة واثقة الخطى وذكية ومحبة للاستطلاع ذات إصرار قوي على تحقيق العدالة لأولئك الناس الذين ألحقت بهم أضرار كبيرة بسبب الحرب.
ترغب هودان في أن تتابع تحصيلها العلمي في الجامعة وأن تصبح محامية في المحكمة الجنائية الدولية لتتمكن يوماً ما من توقيف أولئك الذين ارتكبوا جرائم إنسانية ومحاسبتهم في المحكمة وتقديمهم للعدالة. تقول هودان: “العدالة هي كل ما أحلم به، لنضع حداً للعنف والقتال. الوضع ليس آمناً لأعود الآن ولكنني آمل أن أتمكن من العودة يوماً ما وأرغب في أن أؤدي دوري تجاه وطني.”