قصة صبي لاجئ في فنلندا توقف عن النمو

"إيغلو" يعرض شريط فيديو عن الواقع الافتراضي بـ 360 درجة حول عمر الذي يعاني من نقص في هرمون النمو ويتلقى العلاج مجدداً في منزله الجديد في فنلندا.

 

كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (جالسة، يسار)؛ مينا أيلا، نائبة رئيس نوكيا للتسويق (وسط) وعمر (يمين) داخل "الإيغلو" للواقع الافتراضي في قصر الأمم في جنيف.   © UNHCR/Jean-Marc Ferré

جنيف- يسمى "الإيغلو" وهو مصنوع من مواد قطبية، ولكنه ليس مكاناً صالحاً العيش، إنما هو مكان للمشاهدة والتعلم واكتساب الخبرة.

داخل هذا "الإيغلو" يوجد شريط فيديو يعرض قصة السفر إلى الشمال، قصة عمر وهو صبي سوري لاجئ وإعادة توطينه في فنلندا. يحمل شريط الفيديو عنوان "الحياة في زمن اللاجئين" وهو عرض للواقع الافتراضي بـ 360 درجة على جدران الهيكل المستأجر من شركة إيغلو البريطانية والتي تستخدم كاميرا جديدة نموذجية قامت شركة نوكيا بتطويرها.

ساعد العرض الأول على إطلاق حوار المفوض السامي حول تحديات الحماية. في هذا العام، تم تخصيصه لموضوع "الأطفال المتنقلين".

يبلغ عمر التاسعة من العمر وهو يعاني من نقص في هرمون النمو منذ ولادته ويحتاج إلى حقن يومية حتى يتمكن من النمو. عندما فرت عائلته من سوريا إلى لبنان، لم يعد والداه يستطيعان تأمين الحقن، فتوقف عن النمو.

في عام 2015، أُعيد توطين عائلته في فنلندا. وعمر الآن في المدرسة وهو يحصل على الحقن اليومية وينمو مجدداً. هناك جزء مؤثر في هذا الشريط حين تقول له الممرضة بأن وزنه الآن أصبح أكثر من 20 كيلوغراماً ولكن ذلك ما زال غير كافٍ بالنسبة له.

ويقول في الشريط: "لدي الطاولة الأصغر في الصف. وفي حوض السباحة لا تلمس رجلاي الأرض. وأتعرض للمضايقة من الأطفال الآخرين ولكنني أسبح أسرع من أي شخص آخر."

شاهد عمر نفسه مع والده ومع كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومدراء تنفيذيين من نوكيا التي قدمت الكاميرا وتولت تمويل معظم تكاليف المشروع.

وقالت كليمنتس: "قصة كهذه تجعل يومي المؤتمر أكثر واقعيةً فهي تظهر للأشخاص التأثير الإيجابي لإعادة توطين اللاجئين." وتواصل المفوضية المحادثات مع نوكيا من أجل إعداد المزيد من أشرطة الفيديو لعرضها على كل من صانعي السياسات والأفراد في المجتمع من أجل إظهار تأثير النزوح.

وقالت مينا أيلا، نائبة رئيس نوكيا للتسويق: "كانت لحظة عاطفية بالنسبة لي. إنها قصة سعيدة من بين العديد من القصص الحزينة. وإن تمكنّا من إظهار التعاطف للناس، فهذه خطوة مهمة بالنسبة لنا."

بعد عرض شريط الفيديو، تحدثت أيلا مع عمر باللغة الفنلندية: "لغته الفنلندية جيدة وهو صبي ذكي."

بالنسبة للمخرج دافيد غوغ والمصور توماس مادنز، كان الفيديو الأول من نوعه ويشكل تحدياً.

بفضل خصائص الكاميرا، استغرق كل مشهد حوالي ساعة لتصويره. واستغرق أحدها أربع ساعات.

وقال غوغ: "إنها طريقة رائعة لرواية قصة."

أما عمر فقد أعجبه بشكل خاص المشهد الذي قام فيه برمي الحجارة في البحيرة. "جعلني ذلك أضحك."