في مؤتمر الشارقة، المفوضية تحث على توفير الحماية العاجلة للأطفال اللاجئين
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الأربعاء، في مؤتمر تاريخي في الشارقة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز حماية ملايين الأطفال اللاجئين.
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 16 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الأربعاء، في مؤتمر تاريخي في الشارقة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز حماية ملايين الأطفال اللاجئين.
وقال غوتيريس للمشاركين في افتتاح مؤتمر "الاستثمار في المستقبل: حماية الأطفال اللاجئين" والذي يعقد باستضافة كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ويستمر على مدى يومين، إن "حماية الأطفال اللاجئين هي أولوية أساسية بالنسبة للمفوضية، ويتطلب عمل ذلك بالشكل المناسب تعاوناً وثيقاً بين كافة أصحاب المصلحة". هذا وينصب تركيز المؤتمر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف المفوض السامي قائلاً: "يجب علينا القيام بما هو أفضل للحفاظ على سلامة الأطفال اللاجئين - من خلال منحهم فرص الحصول على التعليم الجيد، والرعاية النفسية والاجتماعية والدعم المناسب لأولئك الذين لديهم احتياجات خاصة، وضمان تسجيلهم عند الولادة. ولكن على نفس القدر من الأهمية ينبغي توفير الدعم لأسرهم ومجتمعاتهم حتى يتمكنوا من حمايتهم بشكل أفضل".
وقال غوتيريس إن مؤتمر الشارقة وفر فرصة "للعمل معاً من أجل تحسين حماية الأطفال اللاجئين في المنطقة. آمل أن يساهم هذا الاجتماع في توسيع الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والقطاع الخاص وتعزيزها، وأن نتمكن من خلال مناقشاتنا من تحديد إجراءات محددة لضمان توفير حماية أفضل للأطفال واليافعين اللاجئين ومنحهم الأمل في مستقبل أفضل".
وأشار إلى أن الأطفال، وهم المجموعة السكانية الأكثر ضعفاً في أوقات الصراع والنزوح، باتوا يشكّلون نصف لاجئي العالم؛ وهو المعدّل الأعلى منذ أكثر من عشرة أعوام. ومع وجود أزمات تتسم بالخطورة في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا والعراق، قال غوتيريس: " مع كل دقيقة، يضطر طفل آخر، هنا في هذه المنطقة، إلى الفرار من وطنه.
وقال غوتيريس "إن تأثير النزوح القسري على الأطفال هائل فقد اختبر الكثير من الأطفال اللاجئين الذين التقيتُهم عنف الحرب وقسوتها، أو فقدوا بعضاً من أحبائهم أو تعرّضوا للإصابة".
وتتسم حياة الأطفال في المنفى بقدر كبير من عدم اليقين والصراعات اليومية. " فالكثيرون منهم انفصلوا عن عائلاتهم، ويواجهون صعوباتٍ في الحصول على الخدمات الأساسية ويعيشون في فقر يقسو عليهم يوماً بعد يوم. هذا، ويستفيد طفل واحد فقط من أصل طفلين سوريين لاجئين في البلدان المجاورة من التعليم".
" نعلم جميعاً أن الأطفال اللاجئين معرضون أكثر فأكثر لخطر العمالة والتجنيد، كما أنهم أكثر عرضةً للعنف والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس، في منازلهم أو مجتمعاتهم أو مدارسهم؛ وهو سبب يُضاف إلى الصعوبات المالية التي تدفع المزيد من الأهالي اللاجئين، للموافقة على تزويج بناتهم وهن لا يزلن في سن الطفولة".
وقال المفوض السامي إن "العنف ضدّ الأطفال له عواقب خطيرة وطويلة الأمد ومكلفة، وذلك بالنسبة إلى الأطفال المتضررين وإلى مجتمعاتهم على حد سواء. تضع المفوضية حماية الأطفال اللاجئين على رأس أولوياتها، إلا أن تأمين الحماية بالشكل الصحيح يستوجب تعاوناً وثيقاً بين أصحاب المصلحة".
وأضاف: "ينبغي علينا القيام بما في وسعنا للحؤول دون تحول هؤلاء الأطفال إلى جيلٍ ضائع؛ فإن لم نؤمّن لهم الحماية اللازمة من الاستغلال والإيذاء ولم نوفر لهم التعليم وفرص اكتساب المهارات، فإن ذلك سيؤخر تعافي بلدانهم ونموها لسنوات".
وفي خطاب منفصل، وصفت الملكة رانيا العبد الله النزوح الجماعي في سوريا بأنه "صفعة في وجه الإنسانية". كما حثت على استمرار الدعم الدولي للدول المضيفة للاجئين مثل الأردن، وأضاف بأن "الاحتياجات أكبر بكثير من الدعم المقدم".
هذا ويناقش أكثر من 300 مندوب، من بينهم مسؤولون حكوميون ومسؤولو الإغاثة الإنسانية وخبراء في شؤون اللاجئين وحماية الطفل، مجموعة واسعة من القضايا خلال أعمال هذا المؤتمر. وتشمل الموضوعات العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس؛ وحماية الأطفال المتضررين من الصراعات المسلحة؛ وتسجيل المواليد والوثائق القانونية للأطفال الذين يولدون في بلدان اللجوء؛ والاستغلال والانفصال والتعليم، وتمكين الشباب كعوامل للتغيير.
يجدر الذكر أنه كان لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة والمناصرة البارزة للمفوضية للأطفال اللاجئين، مساهمات جليلة في تنظيم المؤتمر والإعداد له وتوفير كافة سبل الدعم اللازم لإنجاحه، وهو الأول من نوعه في المنطقة. ومن المتوقع ان يخرج المؤتمر بمجموعة من المبادئ بشأن حماية الأطفال اللاجئين قبل أن يختتم أعماله بعد ظهر يوم الخميس.
بقلم محمد أبو عساكر، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة