المفوض السامي يدعو إلى تمكين النساء في عالم يتخبط في الأزمات

قصص أخبارية, 17 يونيو/ حزيران 2014

UNHCR/S.Hopper ©
المفوض السامي أنطونيو غوتيريس يتلقى هدية من لوس ميري ميسا من الإكوادور خلال المشاورات مع المنظمات غير الحكومية اليوم في جنيف حيث تحدث غوتيريس على أهمية تمكين المرأة.

جنيف، 17 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، يوم الثلاثاء لمئات من موظفي الإغاثة في جنيف أنّ تمكين النساء ضروري وهو الحل الأنسب لمجموعة من المشاكل التي يواجهها العالم، بما في ذلك النزاعات المتعددة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وقال غوتيريس في افتتاح المشاورات السنوية التي تستمر لثلاثة أيام بين المفوضية وشركائها من المنظمات غير الحكومية "إنّ المسألة الرئيسية التي تسمح بأن يصبح العالم أكثر سلماً، وأكثر فاعلية، مع مزيد من التضامن وقدرة أفضل للعاملين في المجال الإنساني على تقديم [المساعدة] بما يتناسب مع مبادئنا...هي إشراك النساء."

وأثناء الترحيب بموضوع الاجتماع لهذه السنة، "قيادة النساء ومشاركتهن"، شدد المفوض السامي على أهمية تمكين النساء والفتيات. وأكمل بالتعبير عن أمله بأن يؤدي اللقاء إلى "التزام بنّاء منا جميعاً لبذل ما في وسعنا لترجمة هذا التمكين على أرض الواقع."

وأشار غوتيريس إلى أنّ "إحدى المشاكل في عالمنا اليوم، وأحد أسباب تعدد النزاعات وانتشار انتهاكات حقوق الإنسان المروعة في كل مكان، هو أننا ما زلنا نعيش فعلياً، بخاصة من الناحية السياسية، في عالم من الهيمنة الذكورية الواضحة. ولا زالت ثقافة الهيمنة الذكورية هي التي تسود بوضوح في طريقة عمل الحكومات، وطريقة عمل كثير من المنظمات الدولية... وحتى في طريقة تنظيم المجتمع المدني في بعض المجتمعات."

وتوجّه إلى المندوبين الذين يقارب عددهم 500 مندوب، والذين يمثلون أكثر من 260 منظمة حاضرة في الجلسة الافتتاحية العامة، بقوله "يمر العالم اليوم بأزمة ونحن، كعاملين في المجال الإنساني، في مأزق". وأردف قائلاً "إنّ التحديات التي نواجهها تنمو وتزداد بشكل لم يسبق له مثيل" مضيفاً أنّ النزوح القسري القياسي ناتج من مجموعة من الأزمات الجديدة في وقت لا تزال فيه النزاعات القديمة، مثل الصومال وأفغانستان، غير محلولة.

"يؤدي ذلك إلى زيادة هائلة في الحاجات الإنسانية في كل مكان وإلى تحد هائل لقدرتنا على إيصال المساعدات. لكن الضرر الناتج من النزاعات ليس وحده الذي يتفاقم، بل هو أيضاً مزيج العوامل من التغير المناخي، إلى النمو السكاني، وصولاً إلى انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه."

وقال إنه في حين يزيد عدد المشاكل الضخم من الحاجات الإنسانية، يؤدي كل من النقص في الموارد المتاحة، وتقلص الحيز الإنساني حيث يمكن للأشخاص إيجاد الملجأ والحصول على المساعدة، ومظاهر العداء للأجانب والعنصرية "إلى جعل عملنا أكثر تعقيداً وصعوبة وتطلباً"، ويؤثر ذلك على القدرة على إيصال المساعدة إلى الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية.

وشدد على أنّ هذا هو سبب أهمية العلاقات بين المفوضية والمنظمات غير الحكومية، قائلاً "في هذا الإطار، تصبح للشراكة قيمة أكبر وأكبر. فمع ازدياد صعوبة بيئات العمل، لا يمكننا القيام بذلك [إنجاز المهمة] إلا إذا قمنا به معاً."

وقال المفوض السامي في اللقاء "أعتقد أنه من المهم جداً أنّ تكون شراكتنا ... عالمية،" مضيفاً "يجب أن تكون الشراكة استراتيجية، ويجب أن يكون لنا نظرة مشتركة إلى المشاكل واستراتيجية مشتركة لمواجهتها... ولذلك تغمرني الحماسة لحوارنا وجهودنا الهيكلية للحرص على أنّ ينعكس هذا الحوار في العمل الميداني."

ذكر غوتيريس أيضاً مواضع حماية رئيسية ستركز عليها المفوضية هذا العام الإنقاذ في البحر، والاحتجاز، والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس، واحتجاز طالبي اللجوء لدخولهم غير الشرعي، وحماية الأطفال بخاصة القاصرين بدون مرافق وطلب من المنظمات غير الحكومية إظهار التزامات قوية للمفوضية في هذه المسائل.

ستغطي المشاورات السنوية مجموعة واسعة من القضايا في النشاطات الجانبية والجلسات المواضيعية والجلسات الإقليمية. وبالإضافة إلى قيادة النساء، تشمل المواضيع كل من الشراكة، وتحقيق الاعتماد على النفس، والحماية في البحر من وجهة نظر النساء، ومراقبة أماكن احتجاز المهاجرين، والنزوح الداخلي، والصحة النفسية، والدعم النفسي الاجتماعي، وغيرها.

وللمرة الأولى، تلجأ المشاورات السنوية إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإفساح المجال أمام مناقشة أكثر تفاعلية ولتمكين المنظمات غير الحكومية، وكذلك الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية غير القادرين على التواجد في جنيف، من مشاطرة وجهات نظرهم.

تجمع المشاورات في جنيف منذ أكثر من عقدين من الزمن مدراء كل من المنظمات غير الحكومية والمفوضية للنظر في جميع مظاهر الشراكة بينهم لأجل الأشخاص المهجرين في العالم. تشكّل المنظمات غير الحكومية شريكاً حيوياً للمفوضية، فهي تنفذ المشاريع للاجئين والنازحين داخلياً في بعض أكثر الأماكن النائية والصعبة في العالم.

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

حوار المفوض السامي لعام 2010 بشأن تحديات الحماية

يومان من المناقشات الدولية حول الثغرات والاستجابة الخاصة بالحماية.

المفوض السامي

فيليبو غراندي، والذي انضم للمفوضية في 1 يناير 2016، هو المفوض السامي الحادي عشر لشؤون للاجئين.

مخاوف النساء

تختلف هذه المخاوف من سياق إلى آخر، ولكن هناك بعض القضايا المتقاطعة.

كيف تقدم المفوضية المساعدة للنساء؟

من خلال ضمان مشاركتهن في صنع القرار وتعزيز اعتمادهن على أنفسهن.

الحوارات الإقليمية مع النساء والفتيات

تقوم المفوضية بتنظيم سلسلة من الحوارات مع النساء والفتيات النازحات قسرا.

حوار المفوض السامي بشأن تحديات الحماية

مناقشات دولية لمدة يومين تركز على ثغرات الحماية والتصدي لها.

ولاية المفوض السامي

مذكرة بشأن ولاية المفوض السامي ومكتبه

النساء

تتعرض النساء والفتيات بشكل خاص للإساءة في حالات النزوح الجماعي.

النساء القياديات الداعمات للمرأة اللاجئة في البحث عن مصادر الرزق

برنامج يهدف إلى تمكين الاستقلال الإقتصادي للنساء اللاجئات.

مع من نعمل لحماية المرأة؟

مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الشعبية ومؤسسات القطاعين العام والخاص.

اليوم العالمي للمرأة 2013

لا تزال المساواة بين الجنسين هدفاً بعيد المنال بالنسبة للعديد من النساء والفتيات حول العالم، وخاصة النازحات قسراً أو عديمات الجنسية. كما تَحُول عدة صور من التمييز دون تمتعهن بحقوقهن الأساسية ومنها: استمرار العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس بصور وحشية، وصراع الفتيات والنساء من أجل الحصول على التعليم وفرص كسب العيش، والوهن الغالب على صوت المرأة عند اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتها. وينتهي الحال بالمرأة النازحة في كثير من الأحيان وحيدةً، أو والدةً وحيدةً تكافح من أجل تلبية الاحتياجات. أما الفتيات اللاتي ينفصلن عن عائلاتهن أو يفقدنها أثناء الصراعات فيَكُنَّ ضعيفات بصفة خاصة ويتعرضن لسوء الاستغلال.

في اليوم الدولي للمرأة، تؤكد المفوضية مجدداً على التزامها نحو دعم المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث تعمل في كافة أنحاء العالم على دعم مشاركة المرأة اللاجئة وقيادتها للجان إدارة المخيم والهياكل المجتمعية، وبذلك تتمكن من التحكم بقدر أكبر في حياتها. كما كثفت المفوضية من جهودها لمنع حوادث العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس والاستجابة لها، مع التركيز على حالات الطوارئ وتشمل تحسين قدرة الناجيات على الاحتكام إلى القضاء.

وتُولي المفوضية اهتماماً كبيراً للعمل المتزايد مع الرجال والفتيان، إضافة إلى النساء والفتيات، لوضع حد للعنف وتعزيز المساواة بين الجنسين.

تشيد هذه الصور بالنساء والفتيات النازحات قسراً حول العالم. وتتضمن صوراً لنساء وفتيات من بعض كبريات أزمات النزوح الحالية وتشمل سوريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي والسودان.

اليوم العالمي للمرأة 2013

نساء بمفردهن :قصّة لينا

تعيش لينا مع أولادها السبعة في خيمة مؤقتة في لبنان. وهي تعيش في هذه الخيمة منذ أكثر من سنة. غادرت العائلة منزلها في سوريا منذ سنتين عندما وصلت المعارك إلى قريتهم. ثم عاد زوج لينا لتفقد منزلهم، ولم يره أحد منذئذ.

لينا هي واحدة من حوالي 150,000 لاجئة سورية تعيش من دون زوجها الذي قتل أو سجن أو فقد أو علق في سوريا وتتحمل مسؤولية رعاية عائلتها بمفردها. وأصبحت الأمهات وربات البيوت، اللواتي لا يضطررن عادة إلى تحمّل الأعباء المادية والأمنية، المسؤولة بمفردها عن هذا العبء. وبالنسبة لمعظمهن، كانت هذه التجربة قاسية جداً.

حالها حال الكثيرات، أصبحت حياة لينا صراعاً يومياً من أجل البقاء. تتلقى بعض الدعم المادي من المفوضية شهرياً ولكنه لا يكفي لتأمين الطعام والدواء لأولادها، الذين يعاني ثلاثة منهم من مرض شديد. اضطرت إلى بناء خيمتها الخاصة بمساعدة أشقائها فجمعوا الخشب وصنعوا جدراناً مؤقتة من قطع نسيجية. تطبخ على موقد في منتصف الخيمة ولا يفارقها الخوف من احتراق الخيمة بسبب الموقد. إنه صراع يومي للمحافظة على قوتها.

نساء بمفردهن :قصّة لينا

جائزة نانسن للاجئ: فراشات كولومبية تفوز باللقب

في منطقة تهيمن عليها أعمال العنف في كولومبيا، تُعرّض مجموعة من النساء الشجاعات حياتهن للخطر من أجل مساعدة الناجين من النزوح القسري والاعتداء الجنسي. فقد شهدت كولومبيا نزوح 5.7 مليون شخص بسبب الصراع وهم يعيشون في إحدى أخطر المدن- بوينافينتورا. وتسجّل هذه المدينة التي تشكل الميناء الرئيسي في كولومبيا أحد أعلى معدلات العنف والنزوح نتيجة تصاعد المنافسة بين المجموعات المسلحة غير الشرعية. وغالباً ما تقوم هذه المجموعات باغتصاب الأشخاص الأكثر ضعفاً - النساء والأطفال- والاعتداء عليهم من أجل إظهار سلطتها أو الانتقام.

في المقابل، تقوم النساء اللواتي يشكلن فريق "الفراشات" في بوينافينتورا بمساعدة الناجين فيسعين إلى تقديم الدعم المباشر لضحايا الاعتداء والوصول إلى مجتمعات مختلفة من أجل تعليم المرأة وتمكينها والضغط على السلطات لدعم حقوق المرأة.

اضطر عدد كبير من أفراد فريق "الفراشات" إلى النزوح قسراً بسبب الصراع خلال الخمسين عاماً الماضية، أو فقدن بعض الأقرباء والأصدقاء. كذلك، فإن عدداً كبيراً من هؤلاء النساء هن في الأصل ناجيات من العنف الأسري والجنسي. وهذه التجربة التي يتشاركنها هي التي تحثهن على الاستمرار بعملهن على الرغم من المخاطر التي يواجهنها.

تقوم غلوريا أمبارو، وماريتزا أسبريلا كروز، وماري ميدينا - ثلاثة منسقات في فريق الفراشات- بزيارة الأحياء الأكثر خطورةً إما سيراً على الأقدام أو باستخدام الحافلة كما أنهن يقدمن المساعدة للنساء في الحصول على الرعاية الطبية والنفسية أو الإبلاغ عن الجرائم. ومن خلال ورش العمل، يرشدن النساء حول حقوقهن وكيفية كسب لقمة العيش. وحتى الآن، قدّمت المتطوعات في فريق الفراشات المساعدة لأكثر من 1,000 إمرأة مع عائلاتهن.

وأصبح فريق الفراشات قوة دافعة لنشر التوعية حول ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة. وعلى الرغم من جذب انتباه المجموعات المسلحة إلا أنهن ينظمن مظاهرات ضد الاعتداء على النساء في شوارع مدينتهن المدمرة مصممات على هدم جدران الخوف والصمت.

جائزة نانسن للاجئ: فراشات كولومبية تفوز باللقب