الشتاء القاسي يجعل حياة اللاجئين أكثر صعوبةً
قصص أخبارية, 23 يناير/ كانون الثاني 2016
بريسيفو، صربيا، يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – درجات الحرارة في الشتاء القاسي والظروف الجوية المصاحبة لها، بما في ذلك تساقط الثلوج بكثافة، تجعل الحياة أكثر صعوبةً للاجئين الذين يكافحون للتغلب على العقبات في جميع أنحاء جنوب شبه جزيرة البلقان وشرقها وتركيا وشرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وقد انخفضت درجات الحرارة في جنوب صربيا إلى ما دون الـ15 درجة مئوية في الأيام الأخيرة. ويضطر اللاجئون الواصلون من مقدونيا إلى السير في الثلج لمسافة تزيد عن كيلومترين عبر الحقول الجليدية في المنطقة الحدودية.
ويوم الأربعاء، قبالة جزيرة ليسفوس اليونانية – حيث هبت رياح باردة جليدية وتساقطت الثلوج في الشمال وسيطر الصقيع في الجنوب – أفيد عن وفاة طفل سوري يبلغ من العمر ثلاثة أعوام وامرأة سورية تبلغ من العمر 43 عاماً بسبب انخفاض حرارة جسمهما في حادثين منفصلين على الرغم من جهود خفر السواحل اليوناني والمتطوعين لإنقاذ حياتهما. وكانا قد سقطا في المياه من قوارب المهربين التي لا تزال تنقل أعداداً كبيرة من الأشخاص إلى جميع أنحاء منطقة بحر إيجه من تركيا، بصورة مثيرة للقلق.
وشهدت كرواتيا أيضاً انخفاضاً في درجات الحرارة إلى ما دون الـ12 درجة مئوية خلال الليل. واستجابة لذلك، قامت الشرطة بتقصير مدة الانتظار في مركز الاستقبال ومركز العبور في سلافونسكي برود من خلال إنزال اللاجئين من القطارات الكبيرة الواصلة في وقت واحد. وفي الوقت نفسه، وزعت المفوضية الملابس الشتوية والبطانيات بعد التسجيل وقدّمت المشروبات الساخنة للاجئين الذين يشعرون بالبرد.
ووفرت المفوضية المساعدة للحكومة من خلال مكان إقامة لفصل الشتاء في ثلاث خيم كبيرة مجهزة بالتدفئة في مركز الاستقبال ومركز العبور لما يصل إلى 1,500 شخص. كما وفرت الحكومة وشركاء آخرون الإقامة في أماكن مزودة بالتدفئة لـ3,500 شخص إضافي.
ويرتدي غالبية اللاجئين ملابس غير كافية في هذا الطقس البارد ولا يملكون أحذية لفصل الشتاء ويعاني الكثير منهم من مشاكل صحية بسبب الطقس البارد في مكان آخر.
وفي الوقت نفسه، في سهل البقاع في لبنان حيث يعيش حوالي 148,000 لاجئ سوري في حوالي 3,000 مخيم غير رسمي، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى 7 درجات تحت الصفر في الأيام المقبلة مع تساقط للثلوج بين الحين والآخر.
ولحماية اللاجئين وهم بغالبيتهم عائلات لها أطفال صغار، نصبت المفوضية خيماً مقاومة لعوامل الطقس ومعزولة وبنت شبكات صرف صحي للحد من الفيضانات نتيجة ذوبان الثلوج. ووزعت المفوضية أيضاً الخشب الرقائقي والخشب لتعزيز مساكن اللاجئين المؤقتة لتحمّل هبوب الرياح، فضلاً عن تساقط الثلج والمطر.
بالإضافة إلى ذلك، وزعت المفوضية وشركاؤها النقد على اللاجئين ليتمكنوا من شراء المواد التي يحتاجون إليها كالوقود للتدفئة والملابس السميكة.
وقالت وطفة وهي أم سورية تمضي شتاءها الثاني في أكثر المناطق برودةً في لبنان: "بفضل المساعدة الشتوية، أحضر زوجي بعض الوقود للموقد وأحضرت أنا بعض الملابس السميكة لأطفالي الخمسة. وبفضل المساعدة الغذائية، تمكنتُ من تخزين بعض الضروريات كالأرز والحبوب في حال علقنا في الثلوج لبضعة أيام".
وبالعوة إلى صربيا، توفر المفوضية القافلات التي تنقل الأشخاص من الحدود مع مقدونيا إلى مركز الاستقبال في بريسيفو.
ومع ذلك، اختار الكثير من اللاجئين ركوب القطار في رحلة تستغرق 12 ساعةً للوصول إلى مدينة سيد على الحدود مع كرواتيا. وقبل الصعود على متن القطار، يضطر اللاجئون إلى الانتظار لساعات في العراء.
الأطفال يبكون، ولا مكان لتتمكن الأمهات من إطعامهم كما أن الطبقات العديدة من البطانيات لا تحميهم من البرد. وبحلول وقت وصول القطار ومع اندفاع الأشخاص للصعود على متنه، بالكاد يتمكن الكثيرون من التحرك بسبب البرد.
وسأل أحد المسافرين واسمه محمود قائلاً: "هل تعتقدون حقاً بأننا قد نقوم بهذه الرحلة الخطيرة ونتجمد خارجاً لو كنا بأمان في سوريا؟" حيث يقف مع زوجته وطفليه، وعمر أحدهما أربعة أعوام والآخر أربعة أشهر، على منصة مغطاة بالجليد والثلج في محطة القطار في بريسيفو منذ أكثر من ثلاث ساعات.
وتعمل المفوضية نهاراً وليلاً لتوفير المساعدة الأساسية ولضمان إقامة اللاجئين، لا سيما العائلات التي تضم أطفالاً، في مساكن ضمن وحدات إسكان للاجئين مجهزة بالتدفئة في أسرع وقت ممكن، وإحالة الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة إلى الأطباء في المستشفيات.
وفي مركز الاستقبال في بريسيفو، توفر المفوضية وشركاؤها، بالتعاون مع السلطات، الغذاء والشاي الساخن والملابس السميكة والبطانيات ومواد أخرى للاجئين، فضلاً عن المساعدة الطبية. وثمة أماكن استحمام بالمياه الساخنة وغرف لتبديل الملابس وأماكن خاصة للأطفال مع دمى وألعاب وغرف للنساء وأطفالهن.
وهناك أيضاً أماكن مجهزة بالتدفئة لقضاء الليل، ومع ذلك، يختار الواصلون في أوقات متأخرة من الليل أو العائلات التي نفذت مدخراتها فقط المكوث فيها.
علي، وهو رجل في منتصف العقد الرابع، من بين الـ300 شخص الذين ينتظرون وصول القطار. غادر حلب في سوريا وعبر البحر مع زوجته وأطفاله التسعة منذ بضعة أسابيع. وقال وهو يلف نفسه ببطانية:" كان علينا اتخاذ القرار- إما الموت في الوطن أو القيام بهذه الرحلة والتعرض لخطر الموت في البحر".
بقلم لييني فيدي في صربيا، وتاتيانا عودة في لبنان.
Tweets by @UNHCR_Arabic