صراع للبقاء في شرق أوكرانيا مع دخول فصل الشتاء
قصص أخبارية, 23 ديسمبر/ كانون الأول 2015
زايتسيفي، أوكرانيا، 23 ديسمبر/ كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – عندما حطمت المدفعية سقف كوخها في هذه القرية في شرق أوكرانيا، سعت نينا وهي أم عزباء لإيجاد منزل يوفر لها ولأطفالها الصغار الخمسة المزيد من الحماية من القتال.
تحدّثت عن المنزل الذي ساعدها مجلس القرية على إيجاده في منطقة الحرب هذه قائلةً: "ربما لا يزال غير مناسب للحماية من القذائف، لكن عندما يبدأ القصف، تنضم إلينا شقيقتي مع أطفالها. ونجلس جميعنا هنا نصارع الخوف".
اضطر أكثر من مليوني مدني في شرق أوكرانيا إلى مغادرة منازلهم منذ بداية الصراع في عام 2014. ونزح الكثيرون الذين يعيشون كنينا في وضع مريب في بلدهم حيث يسبب استمرار القتال وتوقف الخدمات صراعاً يومياً لهم.
وحالياً، مع إنخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، يقدر بأن يكون هناك 800,000 لاجئ يعيشون في ظروف صعبة وخطيرة على جانبي خط المواجهة وسط استمرار القتال. ومع أول تساقط للثلوج وانخفاض درجات الحرارة، يصبح إيصال المساعدات لفصل الشتاء إلى هذه المجتمعات التي تعيش في منطاق نائية أمراً ضرورياً.
تتقاسم ثلاث قرى صغيرة مدرسة واحدة في زايتسيفي. ويتم نقل الطلاب من القريتين الأخريين بحافلة مدرسية. وخلال القتال العنيف، لم تُفتح المدرسة بل كان التدريس يتم في المنزل وتُعطى الواجبات المدرسية عن طريق الهاتف. وتشير ليودميلا، مديرة المدرسة، إلى زجاج النوافذ الجديد في الممر بينما تتحدّث.
وتقول: "لا يمكنني تقبّل ذكريات القصف والبحث عن مأوى واصطحاب التلاميذ إلى مكان آمن. وعندما يتجدد القتال، كنا نتصل فوراً بسائق حافلة المدرسة لإعادة الأطفال إلى قراهم".
هذا الشتاء، ومع نقص الإمدادات خلال النهار، ستقوم الحافلة المدرسية في زايتسيفي بإعادة بعض الطلاب إلى قراهم بعد غروب الشمس أي في الوقت الذي تُستأنف فيه المعركة المسلحة. إذ لا توجد مواكبة مسلحة للحافلة.
مع استمرار تدهور الوضع في شرق أوكرانيا، سيبقى الكثيرون في المناطق المتأثرة بالصراع محاصرين ومعزولين هذا الشتاء. ويصعّب القتال وصول المساعدات الإنسانية لا سيما إلى ما يُسمى بـ"المناطق الرمادية" التي تقع بالقرب من خط المواجهة حيث الاحتياجات هي الأكبر.
منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، أرسلت المفوضية حوالي 1,000 طن متري من المواد الإنسانية ومواد الإغاثة في حالات الطوارئ للسكان المتضررين، ويتم حشد المزيد من الموارد للوافدين القادمين إلى الأراضي غير الخاضعة للرقابة الحكومية.
على الرغم من تدهور الأوضاع، تشعر الأم العزباء نينا بالامتنان للدعم الذي حصلت عليه حتى الآن بينما تحاول إعادة بناء حياة لها ولأطفالها في ظروف معاكسة.
وتقول: "حصلت للأطفال على بعض الإعانة من الدولة. لكن يجب أن أعيد المال الذي اقترضته. وإذا احتجنا لمراجة الطبيب نستقل سيارة أجرة إلى زايتسيفي. ونتوجه مرة أو مرتين في الشهر بواسطة سيارة أجرة أيضاً، لعدم توفر بديل، إلى أرتيميفسك في الشمال لشراء كميات كبيرة من البقالة وغيرها. وفي القرية، ثمة شخص يزودنا بالحليب من بقرته. ويتم إمدادنا بالمساعدات الإنسانية هنا أيضاً."
بقلم ماكس لفين في زايتسيفي، أوكرانيا
Tweets by @UNHCR_Arabic