• حجم النص  | | |

لاجئة كونغولية في موريتانيا تدرب نظيراتها على التواصل مع أسرهن عبر الإنترنت

قصص أخبارية, 18 أغسطس/ آب 2015

UNHCR/Agron Dragaj ©
بودياكي تساعد إحدى الطالبات خلال دورة تدريبية على المهارات الأساسية للكومبيوتر في مركز نسائي في نواكشوط.

في موريتانيا، وبعد مضي 17 عاماً على حياتها كلاجئة، تساعد أمّ كونغولية اللاجئين على إعادة التواصل مع ذويهم من خلال تعليمهم مهارات تكنولوجيا المعلومات.

لا تعدّ مدينة نواكشوط في موريتانيا غريبةً عن اللاجئين. في الوقت الراهن، يعتبر حوالي 1,500 شخصٍ ممن كانوا قد فرّوا من بعض النزاعات الأكثر دمويةً في إفريقيا أنّ هذا البلد وطنهم. ولدى وصولي، كانت بودياكي*، وهي واحدة منهم، تجلس في غرفة مخصصة لأجهزة الكومبيوتر في مركز نسائي مكتظ مستخدمةً تجارب الفرار التي مرّت بها على مدى حياتها لمساعدة النساء اللواتي يعانينَ من وضع مماثل لوضعها.

عندما تهجرت عائلتها للمرّة الأولى بسبب الاشتباكات العنيفة في كينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانت تبلغ آنذاك 15 عاماً من العمر. وقد كان لديهم سبب يدفعهم للشعور بالقلق، إذ أنّ أختها تزوجّت بأحد أفراد عائلة الديكتاتور المخلوع موبوتو سيسي سيكو، الأمر الذي كان يعرّضهم جميعاً للخطر. وتتذكّر هذه المرأة البالغة 32 عاماً من العمر قائلةً: "كنتُ في المدرسة عندما أتت ]مجموعة من الرجال المسلّحين[. فعدتُ مسرعةً إلى منزل عمّي حيث رأيتُ الجنود يسيطرون عليه".

شعرت بودياكي بالخوف فاختبأت في الأحياء الفقيرة في كينشاسا ولكنّها سرعان ما أدركت أنّ فرصتها الأفضل للنجاة هي الفرار. وكانت تعلم أنّها لن ترى مجدّداً والدَيْها اللذين عاشا في الريف وعملا في الزراعة أو عمّها الذي عاشت معه.

وعندها بدأت مشوارها الطويل، وانطلقت في رحلة محفوفة بالمخاطر على متن زورق عبر نهر الكونغو الضخم والسريع التدفق الذي يمتدّ بين كينشاسا وبرازافيل. ومن جهة أخرى، تمكّنت من العثور على عمل لها في جمهورية الكونغو الديمقراطية في أحد الملاهي الليلية والتقت أخيراً بزوجها عمر.

UNHCR/Agron Dragaj ©
طالبات لاجئات يستعملن وسائل التواصل الاجتماعي للاتصال بعائلاتهن خلال دورة تدريبية على مهارات الكومبيوتر التي تقدمها بودياكي.

وسرعان ما رُزق الزوجان بفتاة. وبمساعدة والد عمر، غادرت العائلة برازافيل حيث كانت الحرب على وشك الاندلاع، لبدء حياة جديدة في مالي. ولكن سرعان ما تحوّل الحلم إلى كابوس في هذا البلد.

في باماكو، واجهت بودياكي تهديداً جديداً ألا وهو ختان الإناث. وقالت: "كان هناك فجوة كبيرة بين النساء في عائلة زوجي وبيني. فهنّ لم يكن لديهن فرصة الذهاب إلى المدرسة".

وفي أحد الأيّام، طرق إبن عمّ عمر باب منزلها. وتتذكّر أنّه قال لها أن بانتها سوف تتعرض للختان. شعرت بودياكي بالرعب وفرّت مع طفلتها حيث سافرت على متن شاحنة يملكها صديق عمر. ومرّةً أخرى، وجدت نفسها مضطرةً إلى الفرار.

وفي النهاية، وصلت إلى نواكشوط وساعدتها المفوضية على بدء حياة جديدة. وبعد وصولها، خضعت بودياكي للتدريب في المركز النسائي حيث تقدّم المفوضية للاجئات فرصة لدراسة عدّة مواد على غرار تكنولوجيا المعلومات والطبخ والخياطة والأزياء.

واليوم، تعمل بودياكي كمدربة مؤهّلة تدرّس تكنولوجيا المعلومات وكممثّلة للنساء اللاجئات اللواتي يعشنَ في نواكشوط. تقدم الدروس ثلاث مرّات في الأسبوع وتساعد حالياً خمس نساء أخريات على تعقّب عائلاتهن في الخارج والتواصل معها من خلال تعليمهنّ كيفية فتح حساب على موقع سكايب والقيام بالبحوث الضرورية عن طريق استخدام مهارات الإنترنت التي تدرك بودياكي مدى أهميتها جيداً بالنسبة إلى الجميع.

وتشرح قائلةً: "أعرف ما الذي يشعر به المرء عندما لا يكون على علمٍ بمكان وجود أقربائه ومدى أهمية التواصل معهم. لهذا السبب اخترت أن أكون مدربةً في مجال تكنولوجيا المعلومات وأن أساعد المزيد من الأشخاص على إيجاد عائلاتهم. ولن أنسى أبداً ابتسامة إحدى الطالبات حين علّمتها للمرّة الأولى كيفية فتح حساب على موقع سكايب وتمكّنت من التحدّث إلى عائلتها للمرّة الأولى منذ أن تشتت أفراد هذه العائلة".

وللأسف لا زالت بودياكي تبحث عن عائلتها دون أن تعرف أي خبر عن والدَيْها أو أختها أو عمّها بعد مضي 17 عاماً تقريباً على فرارها. وتقول: "لا أدري ما إذا كنتُ سأرى إخوتي من جديد ولكن وبفضل تكنولوجيا الإنترنت نستطيع على الأقل أن نبقى على تواصل. والآن أصبح لدي عائلتي الخاصّة هنا في موريتانيا. فأنا لم أولد كلاجئة ولكّن أولادي وُلدوا كذلك. وكلّ ما أحاول إنجازه هو من أجلهم. وأنا أخطّط حالياً لمواصلة تدريب اللاجئات والاستفادة من مهاراتي في تكنولوجيا المعلومات في مجال إدارة الموارد البشرية".

*تمّ تغيير الأسماء لأغراض الحماية

بقلم هيلينا بيس، موريتانيا

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

مخاوف النساء

تختلف هذه المخاوف من سياق إلى آخر، ولكن هناك بعض القضايا المتقاطعة.

كيف تقدم المفوضية المساعدة للنساء؟

من خلال ضمان مشاركتهن في صنع القرار وتعزيز اعتمادهن على أنفسهن.

الحوارات الإقليمية مع النساء والفتيات

تقوم المفوضية بتنظيم سلسلة من الحوارات مع النساء والفتيات النازحات قسرا.

النساء

تتعرض النساء والفتيات بشكل خاص للإساءة في حالات النزوح الجماعي.

النساء القياديات الداعمات للمرأة اللاجئة في البحث عن مصادر الرزق

برنامج يهدف إلى تمكين الاستقلال الإقتصادي للنساء اللاجئات.

مع من نعمل لحماية المرأة؟

مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الشعبية ومؤسسات القطاعين العام والخاص.

نساء بمفردهن :قصّة فاديا

على إحدى التلال خارج مدينة طرابلس اللبنانية، تعيش فاديا مع أولادها الأربعة في برج معزول. اضطرت للفرار من الحرب المروّعة في سوريا بعد أن قُتل زوجها في مايو/ أيار من العام 2012، وهي تشعر اليوم بالضعف والوحدة.

لا تملك فاديا سوى مبلغاً زهيداً من المال ولا تستطيع أحياناً إعداد أكثر من وجبة واحدة في اليوم. تناول اللحم والخضار بالنسبة إليها من الكماليات المكلفة. تقول: "نأكل اللحم مرّة واحدة في الشهر، عندما نحصل على قسائم غذائية. وقد أشتري اللحم بين الحين والآخر، فلا يفتقد الأولاد تناوله طويلاً."

فاديا هي واحدة من بين 150,000 لاجئة سورية توفي أزواجهن، أو قبض عليهم أو انفصلوا عن عائلاتهم. وبعد أن كنّ ربات منازل فخورات في بيئة داعمة، هن اليوم مضطرات للقيام بكل شيء بأنفسهن. يصارعن كل يوم للحصول على ما يكفي من المال لتلبية الاحتياجات الضرورية، ويتعرضن يومياً للتحرّش والإذلال ممن حولهن من رجال - لمجرّد أنهن بمفردهن. وجدت المفوضية في الأشهر الثلاثة التي أجرت فيها المقابلات، في أوائل العام 2014، أن 60% من النساء اللواتي يرأسن عائلاتهن بمفردهن يشعرن بعدم الأمان. وتشعر واحدة من بين كل ثلاث نساء أُجريت معهن المقابلات، بالخوف الشديد أو الانزعاج لمغادرة المنزل.

ويلقي تقرير جديد صادر عن المفوضية بعنوان "نساء بمفردهن" الضوء على الصراع اليومي الذي تعيشه النساء اللواتي وقعن في دوامة المصاعب والعزلة والقلق؛ وقصة فاديا هي واحدة من هذه القصص.

نساء بمفردهن :قصّة فاديا

استئناف العودة الطوعية لـ43,000 أنغولي في جمهورية الكونغو الديمقراطية

استأنفت المفوضية برنامج العودة الطوعية للاجئين الأنغوليين الذين يعيشون في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد أكد حوالي 43,000 أنغولي أنهم يريدون العودة إلى وطنهم في إطار مشروع كان قد عُلِّق منذ أربعة سنوات لأسباب عدة.

وقد غادرت مجموعة أولى تتكون من 252 من المدنيين الأنغوليين مركز العبور التابع للمفوضية في بلدة كيمبسي الواقعة غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حيث عبروا الحدود بعد ساعات قليلة واستُقبلوا بحفاوة من قبل المسؤولين والمواطنين المحليين في مبانزا كونغو.

في غضون الأسبوعين الأولين من العودة الطوعية، عاد أكثر من 1000 أنغولي إلى وطنهم من مقاطعتي كونغو السفلى في جمهورية الكونغو الديقراطية في الغرب وكاتانغا في الجنوب. واستضافت جمهورية الكونغو الديمقراطية 80,000 لاجئ من بين ما يقرب من 113,000 لاجئ أنغولي يعيشون في البلدان المجاورة.

استئناف العودة الطوعية لـ43,000 أنغولي في جمهورية الكونغو الديمقراطية

من جحيم الحرب إلى العناية المركزة

كان جان دو ديو من جمهورية إفريقيا الوسطى في طريقه إلى السوق في منتصف شهر يناير/كانون الثاني عندما تعرّض لإطلاق نارٍ. كان الراعي البالغ 24 عاماً من العمر قد فرّ من بلاده مع عائلته قبل شهرَيْن ولجأوا إلى جزيرة في نهر أوبانغي تابعة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكان جان يعبر النهر أحياناً ليعود إلى بلدته للاطمئنان إلى ماشيته، ولكن الحظ تخلى عنه الأسبوع الماضي عندما ذهب ليصطحب أحد الحيوانات إلى السوق. وبعد بضع ساعات، كان الأطباء يسعون جاهدين لإنقاذ حياته في غرفة عمليات مؤقتة في دولا وهي بلدة كونغولية حدودية تقع على ضفاف نهر أوبانغي.

جان ليس الوحيد الذي يعاني من هذا الوضع. ففي العامين الماضيين، أجبرت الحرب في جمهورية إفريقيا الوسطى أكثر من 850,000 شخصٍ على الفرار من منازلهم. وتعرّض الكثيرون منهم للاعتداء لدى فرارهم أو للقتل في حال حاولوا العودة. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاروة، تُستنزَف الموارد الطبية المستخدمة إلى أقصى الحدود.

وثّقت عدسة المصوّر براين سوكول بتكليف من المفوضية، اللحظة التي أُدخل فيها جان وآخرون بسرعة إلى غرفة العمليات. تشهد صوره على اليأس والحزن ووحدة العائلة وأخيراً على الصراع للبقاء على قيد الحياة.

من جحيم الحرب إلى العناية المركزة

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الأخت أنجيليك، الأخت والأمPlay video

الأخت أنجيليك، الأخت والأم

الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013 هي راهبة كونغولية ساعدت مئات النساء من ضحايا الاغتصاب والانتهاكات التي ارتُكِبت على يد جيش الرب للمقاومة وجماعات أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
مرحباً بكم في بلدي Play video

مرحباً بكم في بلدي

قام كل من المخرج الإسباني فيرناندو ليون والممثلة الإسبانية ايلينا انايا بتصوير هذا الفيلم في مخيمات اللاجئين بإثيوبيا بالتعاون مع مكتب المفوضية في مدريد وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي.