• حجم النص  | | |
  • English 

خيوس.. جزيرة يونانية تتحدى المصاعب للتعامل مع تدفق اللاجئين

قصص أخبارية, 22 ديسمبر/ كانون الأول 2015

UNHCR/Y.Kyvernitis ©
محمد نوفل ياسين، فلسطيني من سوريا، مع ابنتيه التوأمين، أوهام وحنان، وابنه أحمد، بعد وقت قصير من تسجيلهم في تاباكيكا، في جزيرة خيوس.

خيوس، اليونان، 22 ديسمبر/كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- حين شاهد اللاجئ السوري محمد نوفل ياسين السكين للمرة الأولى، خشي أن يكون ارتكب خطأ فادحاً.

رأى الزورق الصغير المزدحم، وأدرك أنَّ ما قيل له كان كذباً؛ فازدادت مخاوفه.

وقال ياسين، وهو خباز يبلغ الأربعين من العمر، اضطر للفرار من مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين قرب دمشق مع زوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعة والثمانية أعوام: "قيل لي بأننا لن نكون أكثر من 35 شخصاً على متن الزورق. وحين رأيتُ أكثر من 60 شخصاً، رفضنا الصعود على متنه".

كلَّفه العبور 3,400 دولار أميركي، لكنه كان على استعداد لنسيان أمر المال، إلا أن السكين الذي رآه أجبره على الركوب.

بكت إحدى التوأمين البالغتين من العمر أربعة أعوام، مطالبةً بالعودة إلى المنزل. وصاح ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام رافضاً "الموت على ذلك الزورق".

كانت الساعة الواحدة والنصف صباحاً، وقد وصلوا للتو من رحلة استغرقتهم ثلاث ساعات في شاحنة من دون نوافذ، إلى مكان قريب من قرية جشمة التركية حيث كانت سفينة المهربين المكتظة بانتظارهم.

وأدرك ياسين، مع ذلك، أن البقاء ليس خياراً؛ فما يتركونه وراءهم ليس إلاَّ بؤساً. لا مجال لـ"العودة". لا بيت لهم يعودون إليه؛ فصعدوا بخوف على متن الزورق.

فرَّت عائلته من حربٍ قضت على والدَي محمد عام 2013، عندما قُصِف منزل الأسرة. وقُصف المخبز الذي كان يُديره مع شقيقه الأكبر كذلك ودُمر. وأخيراً، لقي بيت أحد الأقارب الذي لجأوا إليه المصير نفسه.

وكان خوف الأطفال من الزورق محقاً؛ فبعد 50 دقيقة على انطلاق الرحلة، وفي منتصف الليل، نفد الوقود من القارب.

لكنَّ الحظ كان إلى جانبهم؛ فقد أنقذهم خفر السواحل اليوناني. وابتسم لهم القدر مرة ثانية حين أُخذت العائلة التي أُنقذت إلى جزيرة خيوس.

لقد احتلت جزيرة ليسفوس القريبة معظم العناوين الرئيسة باعتبارها وجهة الغالبية من آلاف اللاجئين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط سعياً إلى السلامة هذا العام. وقد رفع تدفق اللاجئين الهائل سقف التحديات أمام تلك الجزيرة التي كافحت للتعامل معه.

وخيوس، المماثلة من حيث الحجم والمسافة من البر التركي، تقع إلى الجنوب. قد لا تكون اجتذبت الأضواء كليسفوس، ولكنها تأثرت بشكل كبير أيضاً جراء الهجرة الجماعية للفارين من الحروب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

عملت السلطات المحلية في خيوس بهدوء لاستقبال اللاجئين بطريقة مخططة ومنظمة، ورحبت المفوضية بذلك.

وأُعِدَّ مركز جديد للتسجيل والاستقبال لألف شخص في مصنع قديم خارج مدينة خيوس، سيُفتتح قريباً. بانتظار ذلك، افتتح مركز استقبال جديد مؤقت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، إلى جوار جدران القلعة التاريخية، بالقرب من الميناء.

هناك، أنشأت المفوضية، بالتعاون مع البلدية وغيرها، 34 وحدة إسكان للاجئين وقاعتين مجتمعيتين أشبه بخيمتين مزودتين بالتدفئة، ما يوفر السكن لحوالي 1,000 شخص.

وأثنى جو كوبر، رئيس المكتب الميداني للمفوضية في خيوس، على المتطوعين المحليين لقيامهم "بعمل هائل" في الموقع القديم، لكنه قال بأن الموقع المؤقت الجديد مجهز بطريقة أفضل، ومزود بالمعدات الطبية، والحمامات وملاعب الأطفال، ويديره الموظفون على مدار الساعة.

وحتى اليوم في عام 2015، شهدت جزيرة خيوس وصول 113,000 لاجئ، بمعدل حوالي 700 شخص يومياً في ديسمبر/كانون الأوَّل.

ويعمل المسؤولون من خفر السواحل ووكالة فرونتكس والشرطة المحلية على تسجيل القادمين الجدد على مدار 24 ساعة في اليوم. وأدى تدفق اللاجئين كذلك إلى تضافر جهود القطاعات المختلفة للمجتمع المحلي، من السلطات البلدية والشرطة وخفر السواحل، إلى المتطوعين من جامعة إيجه والمترجمين الفوريين الذين توفرهم شريكة المفوضية، منظمة MetAction غير الحكومية.

وقال جيورجيوس أمنتاس، المشرف على مكتب الأجانب في دائرة شرطة خيوس، في مركز التسجيل: "التعاون جيّد بين الشرطة وخفر السواحل ونحن نخطط معاً ونتبادل الآراء ونجد الحلول". ومع توافر المترجمين الفوريين، تحسَّن التفاعل بين السلطات والمجتمع المحلي واللاجئين. وأضاف أمنتاس: "التواصل الجيد وتوفير المعلومات، هما الأمران الوحيدان اللذان يهدئان اللاجئين".

وتتم معالجة حالات بعض اللاجئين الذين يصلون إلى خيوس، ويُنقلون إلى البر اليوناني في يوم واحد.

ويأمل أفراد عائلة ياسين أن يكونوا قد تخطوا الأسوأ وأن يستطيعوا أخيراً وداع حربٍ جعلت منهم لاجئين مرتين. وقال ياسين بأنه سيكون دوماً ممتناً لخفر السواحل اليوناني.

وأضاف: "لقد أنقذونا، كانوا مهذبين للغاية، ونحن ممتنون جداً لهم".

بقلم كيتي كيهايويلو، خيوس، اليونان

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

سوريا، الحالة الطارئة: نداء عاجل

يمكنكم المساعدة في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين

تبرعوا لهذه الأزمة

عمليات الاعتراض البحرية ومعالجة طلبات الحماية الدولية

سياسة المفوضية بهذا الشأن، نوفمبر 2010

الإنقاذ في البحار

دليل للمبادئ والممارسات التي تنطبق على اللاجئين والمهاجرين

رحلة عائلة سورية إلى المانيا

أطلقت ألمانيا يوم الأربعاء برنامج إنسانياً لتوفير المأوى المؤقت والأمان لما يصل إلى 5,000 شخص من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً في البلدان المجاورة. وقد سافرت المجموعة الأولى التي تضم 107 أشخاص إلى مدينة هانوفر الشمالية.

سوف تحضر هذه المجموعة لدورات ثقافية توجيهية تُعدهم للحياة للعامين القادمين في ألمانيا، حيث سيتمكنون من العمل والدراسة والحصول على الخدمات الأساسية. تضم المجموعة أحمد وعائلته، بما في ذلك ابنٌ أصم بحاجة إلى رعاية مستمرة لم تكن متوفرة في لبنان.

فرَّت العائلة من سوريا في أواخر عام 2012 بعد أن أصبحت الحياة خطيرة ومكلفة للغاية في مدينة حلب، حيث كان أحمد يقوم ببيع قطع غيار السيارات. تعقبت المصورة إلينا دورفمان العائلة في بيروت أثناء استعدادها للمغادرة إلى المطار وبدء رحلتها إلى ألمانيا.

رحلة عائلة سورية إلى المانيا

نساء بمفردهن :قصّة فاديا

على إحدى التلال خارج مدينة طرابلس اللبنانية، تعيش فاديا مع أولادها الأربعة في برج معزول. اضطرت للفرار من الحرب المروّعة في سوريا بعد أن قُتل زوجها في مايو/ أيار من العام 2012، وهي تشعر اليوم بالضعف والوحدة.

لا تملك فاديا سوى مبلغاً زهيداً من المال ولا تستطيع أحياناً إعداد أكثر من وجبة واحدة في اليوم. تناول اللحم والخضار بالنسبة إليها من الكماليات المكلفة. تقول: "نأكل اللحم مرّة واحدة في الشهر، عندما نحصل على قسائم غذائية. وقد أشتري اللحم بين الحين والآخر، فلا يفتقد الأولاد تناوله طويلاً."

فاديا هي واحدة من بين 150,000 لاجئة سورية توفي أزواجهن، أو قبض عليهم أو انفصلوا عن عائلاتهم. وبعد أن كنّ ربات منازل فخورات في بيئة داعمة، هن اليوم مضطرات للقيام بكل شيء بأنفسهن. يصارعن كل يوم للحصول على ما يكفي من المال لتلبية الاحتياجات الضرورية، ويتعرضن يومياً للتحرّش والإذلال ممن حولهن من رجال - لمجرّد أنهن بمفردهن. وجدت المفوضية في الأشهر الثلاثة التي أجرت فيها المقابلات، في أوائل العام 2014، أن 60% من النساء اللواتي يرأسن عائلاتهن بمفردهن يشعرن بعدم الأمان. وتشعر واحدة من بين كل ثلاث نساء أُجريت معهن المقابلات، بالخوف الشديد أو الانزعاج لمغادرة المنزل.

ويلقي تقرير جديد صادر عن المفوضية بعنوان "نساء بمفردهن" الضوء على الصراع اليومي الذي تعيشه النساء اللواتي وقعن في دوامة المصاعب والعزلة والقلق؛ وقصة فاديا هي واحدة من هذه القصص.

نساء بمفردهن :قصّة فاديا

مع اقتراب الشتاء، السوريون يستعدون لبرودة الطقس في الأردن

مع دنو افصل لشتاء وعدم ظهور بوادر لانحسار الحرب المستعرة في سوريا، يواصل المدنيون السوريون هروبهم اليائس عبر الحدود إلى بر الأمان. وقد اضطر أغلب الفارين للمغادرة وليس بحوزتهم أي شيء ويصل البعض إلى الأردن حفاة الأقدام بعد السير لأميال من أجل الوصول إلى الحدود في ظروف تزداد برودة وقسوة. وعادة ما يكون وصولهم إلى منطقة الاستقبال التابعة للمفوضية في مخيم الزعتري المرة الأولى التي يشعرون فيها بالدفء ودون خوف منذ اندلاع الحرب.

وخلال ساعات الفجر، يصل معظم الأشخاص وعلى وجوههم الإنهاك وهم يلتحفون الأغطية. وعندما يستيقظون يمكن رؤية علامات الأسى مرسومة على وجوههم إثر المحنة التي تعرضوا لها. وفي أنحاء مخيم اللاجئين، تنشأ صناعة الملابس المنزلية على ناصية كل شارع. وفي أنحاء المنطقة، تتحرك المفوضية وشركاؤها بسرعة لتوزيع البطانيات الحرارية، والحصص الغذائية والملابس الإضافية لضمان حماية اللاجئين الأقل ضعفاً. وقد التقط غريغ بيلز الذي يعمل مع المفوضية الصور التالية.

مع اقتراب الشتاء، السوريون يستعدون لبرودة الطقس في الأردن

إيطاليا: أغنية مايا Play video

إيطاليا: أغنية مايا

نواف وزوجته وأولاده معتادون على البحر، فقد كانوا يعيشون بالقرب منه وكان نواف صياد سمك في سوريا، إلا أنهم لم يتصوروا قط أنهم سيصعدون على متن قارب يخرجهم من سوريا دون عودة. كان نواف ملاحقاً ليتم احتجازه لفترة قصيرة وإخضاعه للتعذيب. وعندما أُطلق سراحه، فقد البصر في إحدى عينيه
اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الأردن: زواج عبر الواتساب Play video

الأردن: زواج عبر الواتساب

"استغرق الأمر مني أياماً لإقناعها بإرسال صورة لي... كانت خطوط الاتصال بطيئة، لكنها كانت أبطأ منها!" - مينيار