أطفال وحيدون يفرون من الحرب في اليمن بحثاً عن الأمان في أرض الصومال

قصص أخبارية, 20 يناير/ كانون الثاني 2016

UNHCR/O. Khelifi ©
اللاجئة اليمنية القاصر، غير المصحوبة، خيرية عبد الوهاب، تجلس على سرير في منزل آمن مخصص للنساء في أرض الصومال/الصومال.

هرغيسا، أرض الصومال/الصومال، 11 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- كانت اليمنية المراهقة خيرية عبد الوهاب ترتب الأسرّة في المنزل حيث كانت تعمل كعاملة منزلية عندما وقع انفجار مدمر بسبب القصف المركّز.

وإذ أصابها الانفجار بالذعر، ركضت الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً لتنضم إلى حشود الفارين باتجاه الميناء في مسقط رأسها، بينما كانت تبحث طوال الوقت عن والدتها وإخوتها وأخواتها السبعة. وحاولت خيرية لثلاثة أيام أن تجد أسرتها.

وتقول، فيما تتذكر تلك اللحظة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني: "جلست مع غرباء أبحث بيأس عن أحد. كانت الهواتف النقالة خارج الخدمة، والشبكة معطلة، ولم يستطع أحد أن يعطيني أي بارقة أمل".

تم تحذيرها من أن البقاء في اليمن غير آمن. وتقول: "لم يكن أمامي أي خيار بديل، اضطررت للفرار إلى الصومال".

تلك الفتاة القاصر غير المصحوبة، واحدة من بين 168,000 شخص فروا من العنف في اليمن منذ مارس/آذار، حيث أدت أعوام من عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتوترات الطائفية، إلى اندلاع الحرب الأهلية. وذهب أكثر من 9,500 شخص من الفارين إلى أرض الصومال، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي، وتقع على شاطئ خليج عدن.

معظم الفارين هم من الصوماليين والإثيوبيين الذين غادروا إفريقيا إلى اليمن، لكن القتال أجبرهم على العودة عبر البحار. ولكن، هنالك بينهم أكثر من 2,600 يمني، بمن فيهم 850 شخصاً على الأقل تسجلوا لدى المفوضية، وحدهم أو من دون أسرتهم المباشرة.

والكثيرون منهم أشخاص غير مصحوبين تعتبرهم المفوضية ضعفاء، وبينهم أطفال أصبحوا منفصلين عن عائلاتهم، مثل خيرية، ومسنون وأشخاص ذوو إعاقة ومرضى.

دفعت خيرية لمهرب 120 دولاراً أميركياً لينقلها في رحلة مدتها 24 ساعة عبر البحر إلى الساحل الصومالي. وما إن وصلت، حتى سرق لصوص أموالها القليلة وكل ما جمعته في حقيبتها الصغيرة. فوجدت نفسها متروكةً ووحيدة وخائفة، ولم تملك أي فكرة إلى أين تتجه.

في النهاية، وجدها أشخاص يمنيون ورافقوها إلى عاصمة المنطقة، هرغيسا. تفرض العادات رعاية الآخرين من عشيرتك، وتنقلت خيرية من أسرة يمنية إلى أُخرى، ولكنْ كل العائلات قلقت من تكاليف تبنيها بشكل دائم. وأخيراً، وصلت إلى منزل محمد أبو بكر الهندي.

ويقول الهندي البالغ من العمر 57 عاماً، وهو أيضاً لاجئ من اليمن، "قبل أن تأتي لتقيم معنا، سكنت مع أسرتين أخريين. تفرض تقاليدنا على العشيرة أن تدعم الضعفاء. ولكن نظراً إلى المصاعب الكبيرة التي تواجهنا، فكرنا أن أفضل وسيلة لمساعدة خيرية هو إبلاغ الوكالات الإنسانية بقضيتها".

تصرفت المفوضية فوراً، وسُجلت خيرية كلاجئة ونُقلت إلى منزل آمن مخصص للنساء فقط حيث خُصصت لها غرفة وقُدمت لها المشورة، والطعام والرعاية الصحية. وهي تشعر بالامتنان، لكنها مصابة بصدمة شديدة، ولم تستطع حتى الآن تتبع آثار والدتها وإخوتها وأخواتها.

وتقول خيرية: "أنا خائفة جداً من البقاء وحيدة، من المستقبل، من عدم معرفة ما حلَّ بأسرتي في اليمن. أعيش في ظلام تام، وأجهل ما سيحل بي لاحقاً. تعب جسدي وعيناي من البكاء المستمر وليالي الأرق. ما زلت شابة، لكنني أخشى أن تكون هذه الحرب قد دمرت حياتي تماماً".

وتقول المسؤولة عن شؤون الحماية التابعة للمفوضية في هرغيسا، ميريام آرتكر، بأن 60 حالة للاجئين قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية، يُحالون أسبوعياً إلى المفوضية في أرض الصومال، لتقيَّم احتياجاتهم. ومنذ مارس/آذار 2015، تم تسجيل 33 حالة لأشخاص يعانون ظروفاً صحية خطيرة ويحتاجون إلى رعاية خاصة، وأفاد 29 شخصاً بأنهم كانوا ضحية العنف الجنسي أو العنف القائم على نوع الجنس، وكان هناك 80 شخص آخر، هم أطفال ومراهقون وصلوا دون ذويهم.

وتضيف آرتكر: "حتى مع شبكة من فرق الخدمات المجتمعية التي تحيل الحالات إلى المفوضية ومجموعة شركائنا المباشرين، ما زالت تفوتنا بعض الحالات، خصوصاً للأشخاص الذين لم يصلوا إلى المدن الساحلية الرئيسة حيث تقع مراكزنا للاستقبال".

وتتابع قائلةً: "هذا يعني أنه لم يتم إطلاعهم أبداً على الخدمات التي نقدمها، وهم بالتالي أكثر عرضة للمخاطر والضعف. متى أقاموا في المدن، يزداد تحديدهم صعوبةً بين جموع السكان اللاجئين في المناطق الحضرية".

وبالإضافة إلى اليمنيين، تستضيف أرض الصومال 9,000 لاجئ وطالب لجوء إثيوبي، و2,900 صومالي عادوا إلى ديارهم بعد أن فروا من بلادهم سابقاً، و84,000 نازح داخلياً. وجميعهم بحاجة إلى المساعدة المستدامة لإعادة بناء حياتهم والاستقرار في مجتمع يواجه في الأصل العديد من الصعوبات.

وتواصل المفوضية والشركاء دعم اللاجئين وطالبي اللجوء الضعفاء وتقدم لهم المساعدات النقدية الطارئة، والمساعدة القانونية والرعاية النفسية والاجتماعية وبرامج الرعاية الصحية لتسهل دمجهم في جموع السكان التي تستضيفهم، وحصولهم على وسائل كسب الرزق. وتقول آرتكر بأن الدعم المستمر لنداءات التمويل أمر ضروري للاستمرار بتقديم هذه المساعدات في عام 2016.

بقلم وليد خليفي في هرغيسا، أرض الصومال/الصومال

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

بلدان ذات صلة

المدارس والبيئة التعليمية الآمنة

كيفية الوقاية من العنف في مدارس اللاجئين والاستجابة له

حملاتنا

حملات المفوضية لتوفير المأوى وحماية الأطفال

ركن الأطفال

أشياء ممتعة ومثيرة للاهتمام لمساعدتكم على معرفة المزيد عن عملنا وعن الحياة كلاجئ.

مؤتمر الشارقة حول الأطفال اللاجئين

المئات يجتمعون في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة لمناقشة مستقبل الأطفال اللاجئين

تغذية الرضع

يحتاج الرضع لقدر كاف من الغذاء خلال العامين الأولين لضمان نموهم السليم.

علّم طفلاً

توفير التعليم لـ176,000 طفل لاجئ في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

التعليم

للتعليم دور حيوي في استعادة الأمل والكرامة للشباب الذين اضطروا لمغادرة منازلهم.

الأطفال

حوالي نصف الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية هم من الأطفال، وهم بحاجة إلى رعاية خاصة.

التوجيه العملياتي

دليل الوقاية من نقص المغذيات الدقيقة وسوء التغذية

مبادئ الشارقة

مؤتمر "الاستثمار في المستقبل: حماية الأطفال اللاجئين"

الشارقة 15-16 اكتوبر 2014

تغذية الرضع

حماية ودعم تغذية الرضع وصغار الأطفال

إن الممارسات الخاصة بتغذية الرضع بما في ذلك الرضاعة الطبيعية وتوفير التغذية التكميلية الملائمة وفي الوقت المناسب للأطفال ممن تبلغ أعمارهم حوالي ستة أشهر كاملة، والرضاعة الطبيعية المستمرة جنبا إلى جنب مع غيرها من الأطعمة الخاصة بالأطفال حتى سن الثانية وما بعدها تعتبر جزءا أساسيا من صحة الرضع وصغار الأطفال.

جائزة نانسن للاجئ لعام 2011

في حفل تقديم جائزة نانسن للاجئ لهذا العام في جنيف، أشادت المفوضية بالممثلة الأمريكية أنجلينا جولي وبجمعية التكافل الاجتماعي اليمنية، الفائزة بجائزة هذا العام نظراً لعملها البارز من أجل اللاجئين على مدى عدة سنوات.

وتم تكريم جولي لإتمامها عشرة سنوات سفيرةً للنوايا الحسنة للمفوضية. وقد انضمت الممثلة الأمريكية للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في تقديم جائزة نانسن إلى السيد ناصر سالم علي الحميري نظرًا لعمل منظمته غير الحكومية في إنقاذ الحياة وتقديم المساعدة لعشرات الآلاف من لاجئي القوارب البائسين الذين يصلون إلى ساحل اليمن قادمين من القرن الإفريقي.

وقد أُنشِئت جائزة نانسن للاجئين في عام 1954 تكريمًا لفريدجوف نانسن، المستكشف والعالم والدبلوماسي والسياسي النرويجي الأسطورة الذي أصبح في العشرينات من القرن الماضي المفوض السامي الأول لشؤون اللاجئين. وتُمنح هذه الجائزة سنوياً إلى فرد أو منظمة نظير العمل البارز لصالح اللاجئين وتتكون من ميدالية تذكارية وجائزة تبلغ قيمتها 100,000 دولار أمريكي مقدمة من حكومتي سويسرا والنرويج.

جائزة نانسن للاجئ لعام 2011

تخفيض الحصص الغذائية في تشاد يعرض النساء والأطفال اللاجئين للاستغلال وسوء المعاملة

اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تخفيض الحصص الغذائية المخصصة لمخيمات اللاجئين في شرق تشاد بنسبة 60 بالمئة بسبب نقص في التمويل، وقد أدى ذلك إلى خفض السعرات الحرارية التي كان يحصل عليها اللاجئون السودانيون في 13 مخيماً في شرقي البلاد من 2,100 على الأقل إلى حوالي 850 سعرة حرارية في اليوم. ويجد اللاجئون الآن صعوبة في التأقلم مع الوضع، وقد أبلغت المستوصفات في المنطقة عن ارتفاع ملحوظ في حالات سوء التغذية بمعدلات تصل إلى 19.5 بالمئة في مخيم أم نباك.

يحتاج برنامج الغذاء العالمي بغية المحافظة على استمرارية برامج التغذية للاجئين في إفريقيا طيلة هذا العام إلى جمع مبلغ قدره 186 مليون دولار أميركي. كما أن المفوضية خصصت 78 مليون دولار أميركي لبرامج الأمن الغذائي والتغذية التي تخدم اللاجئين في إفريقيا في ميزانية هذا العام.

وفي هذه الأثناء لا يملك اللاجئون الذين يعانون من تخفيض الحصص الغذائية الكثير من الخيارات، فالعوامل مثل التربة الفقيرة والظروف المناخية الجافة وشح المياه لا تمكنهم من زرع المحاصيل التكمياية مثل نظرائهم في منطقة جنوب تشاد التي تقل قحلاً عن الشرق. وفي محاولة للتماشي مع الوضع، غادرت لاجئات كثيرات المخيمات في شرق تشاد بحثاً عن عمل في المدن المحيطة بهم، وينتهي بهم الأمر في تنظيف المنازل وغسل الثياب وجلب المياه والحطب والعمل في مجال البناء. ولكن على الرغم من كل ذلك لا يجنيين إلا القليل وغالباً ما يعتمدن على بعضهن البعض للحصول على العون والمساعدة. ففي مدينة هريبا على سبيل المثال، تنام 50 لاجئة في العراء في كل ليلة تحت إحدى الأشجار وتتشاركن أجورهن الزهيدة لدفع ثمن وجبة جماعية يومية.

كما أن هؤلاء النسوة يتعرضن للاستغلال، فأحياناً يرفض مستخدموهن المؤقتون دفع أجورهن آخر النهار، وقد اضطرت بعض النساء والفتيات إلى ممارسة البغاء لجني ما يكفي من المال لإطعام عائلاتهن.

ولا تقتصر آثار تخفيض الحصص الغذائية على الصحة فحسب، بل هي تمتد لتطال جميع أطراف المجتمع، فليس من المستبعد أن يتم تسريب الأطفال من المدارس في أيام السوق من أجل العمل. ويقوم الكثير من اللاجئين بمقايضة جزء من الحصص الغذائية التي يحصلون عليها مقابل غيرها من المواد الضرورية أو بيعها لقاء المال اللازم لدفع رسوم المدارس أو شراء المستلزمات لأطفالهم. وليس اللاجئون وحدهم من يعانون هذه الآثار، فأصحاب الأعمال الصغيرة مثل اللحامين ومصففي الشعر والخياطين - وبعضهم من اللاجئين أيضاً - يشعرون بالضيق أيضاً.

يقوم البرنامج الغذائي العالمي بتأمين الطعام لحوالي 240,500 لاجئ سوداني في مخيمات تشاد الشرقية، وكثير منهم عاش في المنفى لسنوات طويلة وما زالوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدة الخارجية نظراً لمحدودية فرص الاكتفاء الذاتي المتاحة لهم. ولكل تخفيض الحصص الغذائية زاد وضع اللاجئين صعوبة فوق ما كانوا يعانونه في السابق.

تخفيض الحصص الغذائية في تشاد يعرض النساء والأطفال اللاجئين للاستغلال وسوء المعاملة

أطفال في إربيل: لاجئون سوريون في المدن العراقية

من بين اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً أطفال سعوا للحصول على مأوى في المناطق الحضرية برفقة عائلاتهم. وعلى خلاف هؤلاء الذين يعيشون في المخيمات، فإن اللاجئين الذين يعيشون في المدن في بلدان مثل العراق وتركيا والأردن عادة ما يجدون صعوبة في الحصول على المساعدات والحماية.

في مخيمات اللاجئين، من الأسهل على منظمات الإغاثة الإنسانية، مثل المفوضية، أن توفر المأوى والمساعدات المنتظمة التي تشمل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم. إلا أن العثور على لاجئين في المناطق الحضرية، ناهيك عن مساعدتهم، ليس بالمهمة السهلة. وفي العراق، يُعتقد أن يكون هناك نحو 100,000 شخص من أصل 143,000 لاجئ سوري يعيشون في مناطق حضرية - ما يقرب من 40% منهم أطفال تحت سن الثامنة عشرة.

وتعرض الصور التالية التي التقطها بريان سوكول في مدينة إربيل الشمالية، لمحة عن حياة بعض هؤلاء اللاجئين الصغار في المناطق الحضرية، حيث تبين مدى قسوة الحياة اليومية إلى جانب العزيمة والقابلية للتكيف، ومعنويات شبان انقلبت حياتهم في السنتين الماضيتين. الحياة شاقة في إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، إذ ترتفع كلفة المعيشة ويصعب إيجاد عمل. ويجب أن ينفق اللاجئون جزءاً كبيراً من مواردهم المحدودة على الإيجار. وتصارع المفوضية وشركاؤها، بما في ذلك الحكومة الإقليمية الكردية، من أجل مساعدة المحتاجين.

أطفال في إربيل: لاجئون سوريون في المدن العراقية

جيبوتي: المعبر الحدودي للاجئين اليمنيينPlay video

جيبوتي: المعبر الحدودي للاجئين اليمنيين

يواصل اللاجئون التدفق على جيبوتي وبونتلاند في الصومال، والصومال، من اليمن، بما مجموعه 1600 شخص وصلوا في القوارب إلى البلدين طوال الأسبوعين الماضيين. في جيبوتي، معظم الواصلين مواطنون يمنيون، ويتلقى اللاجئون المأوى في مركزي عبور، وسيتم نقلهم قريبًا إلى المخيم الجديد، شمال جيبوتي.
اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
المفوض السامي غوتيريس يزور مقديشيو Play video

المفوض السامي غوتيريس يزور مقديشيو

زار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصومال ليعبر عن تضامنه مع الشعب الصومالي مع حلول شهر رمضان المبارك.