مفوضية اللاجئين تحث على التحرك العاجل لمعالجة انعدام الجنسية عند الأطفال
قصص أخبارية, 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
3 نوفمبر/تشرين الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – يحلم جو هولمان الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً بلعب البيسبول في جمهورية الدومينيكان حيث وُلد. ولكنه لا يملك شهادة ميلاد أو أوراق هوية، لذا، يعمل بدلاً من ذلك في جمع الخردة المعدنية في مكب بلدية سان بيدرو دي ماكوريس.
وفي النصف الآخر من الكرة الأرضية، في كوت ديفوار، يتوق عيسى الذي يبلغ من العمر 10 أعوام للذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم، لكنه يهتم بالحيوانات ويقوم بأعمال التنظيف في الجامع المحلي بدلاً من ذلك، لأنه لا يستطيع أن يثبت هويته كما أنه عديم الجنسية.
وفي الوقت نفسه في ماليزيا، تبددت آمال تا شا ييني البالغة من العمر 18 عاماً، في أن تصبح مهندسة معمارية في يوم من الأيام، لأنها لا تملك بطاقة هوية من أي دولة بل شهادة ميلاد تفيد بأنها "غير مواطنة" وقالت: "أحب أن أنظر إلى المباني وتصاميمها وأريد أن أصبح مهندسة معمارية. أبكي أحياناً عندما أفكر في أنني لن أحصل أبداً على فرصة أن أكون مهندسة معمارية عندما أكبر".
في كل عشر دقائق، يبصر طفل عديم الجنسية، كجو وعيسى وتا شا ييني، النور في العالم. وبما أنهم غير قادرين على الدراسة أو التدرب على مهنة ما أو حتى على فتح حساب في المصرف، يواجهون التمييز طيلة حياتهم بما أن وضعهم يؤثر بعمق على قدرتهم على التعلم والنمو وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وتسلط دراسة جديدة للمفوضية نُشرت اليوم بعنوان: "أنا هنا، أنا أنتمي: الحاجة الملحة لوضع حد لانعدام الجنسية خلال مرحلة الطفولة،" الضوء على تجاربهم بما أنهم يكبرون كعديمي الجنسية. وتستند الدراسة إلى مقابلات أُجريت مع أكثر من 250 شخصاً بمن فيهم الأطفال والشباب وأهلهم أو أولياء أمرهم، في سبعة بلدان حول العالم.
وفي التقرير، يتحدثون عن التحديات الصعبة التي يواجهونها بينما يكبرون على هامش المجتمع في غالب الأحيان وعن حرمانهم من الحقوق التي يتمتع بها المواطنون كافةً. وقالوا بأنه كثيراً ما يتم معاملتهم كأجانب في البلد الذي عاشوا فيه طيلة حياتهم، واصفين أنفسم باعتبارهم "غير مرئيين" و"غرباء" و"يعيشون في الظل" و"مثل كلاب الشوارع" و"عديمي القيمة".
وصرّح أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بمناسبة إطلاق التقرير قائلاً: "في الوقت القصير الذي يتسنى فيه للأطفال أن يعيشوا طفولتهم، يمكن لانعدام الجنسية أن يخلق مشاكل خطيرة غير قابلة للإصلاح ستطارد طفولتهم وتحكم عليهم بحياة من التمييز والإحباط واليأس. ويجب ألاَّ يكون أي من أطفالنا عديم الجنسية. يجب أن يكون لجميع الأطفال انتماء".
غالباً ما يتعرض الشباب عديمو الجنسية للتمييز والمضايقة من قبل السلطات كما أنهم أكثر عرضة للاستغلال. فافتقارهم إلى الجنسية غالباً ما يحكم عليهم وعلى عائلاتهم ومجتمعاتهم بالفقر والتهميش لأجيال.
ويؤثر انعدام الجنسية على مستقبل الشباب كذلك. فقد قالت امرأة شابة في آسيا لباحثي المفوضية إنها لم تتمكن من الحصول على العمل كمدرسة لأنها عديمة الجنسية، فلم تجد عملاً إلاَّ في متجر محلي، وأضافت: "أريد أن أقول لمن في البلد أن هنالك أشخاص كثر مثلي".
وتحثّ المفوضية جميع الدول على اتخاذ خطوات، بما في ذلك السماح للأطفال بالحصول على جنسية البلد الذي ولدوا فيه- إن كان العكس سيتسبب لهم في أن يصبحوا عديمي الجنسية- وإصلاح القوانين التي تمنع الأمهات من منح جنسيتهن لأطفالهن على قدم المساواة مع الآباء. وتسعى أيضاً إلى ضمان تسجيل كافة المواليد لوضع حد لانعدام الجنسية وإلى إلغاء القوانين والممارسات التي تحرم الأطفال من الجنسية بسبب الإثنية أو العرق أو الدين.
وتصدر هذه الدراسة بمناسبة مرور عام واحد على إطلاق المفوضية حملة #أناأنتمي لوضع حد لانعدام الجنسية بحلول عام 2024.
Tweets by @UNHCR_Arabic