بعد 14 عاماً، لاجئ عراقي يختبر اللجوء مجدداً إثر اضطراره لمغادرة اليمن

قصص أخبارية, 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2015

UNHCR/P. Wiggers ©
نورا البالغة من العمر 8 أعوام هي الأصغر سنّاً من بين بنات حسام ونعمه الثلاث. وفي الخلف تجلس على الفراش من اليسار إلى اليمين أختاها: خلود، 11 عاماً، والأمّ نعمه، والأخت الكبرى أسماء، 14 عاماً. ويجلس الأب حسام على جهة اليمين.

أديس أبابا، إثيوبيا، 22 أكتوبر/تشرين الأوّل (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) لم يتردّد حسام وزوجته نعمه لحظةً واحدةً في اتّخاذ قرار مغادرة منزلهما في شارع خولان في نقم باليمن خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.

كانت الحرب مشتعلةً في بلدهما وكانت القذائف تسقط من الجو كالمطر. وكانا يدركان بأنّه لا سبيل أمامهما سوى الفرار لإنقاذ بناتهما الثلاث.

وتتذكّر نعمه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي تنعم بالأمان قائلةً: "لم تمرّ علينا دقيقة واحدة لم نشعر فيها بالخوف. ولم نكن تستطيع النوم على الإطلاق".

وبالنسبة إلى حسام، لم تكن هذه المرّة الأولى. فبصفته مواطناً عراقياً، كان شاهداً على نزاعات وهو يعلم جيداً من تجربته أنّه غالباً ما يدفع الأبرياء على غرار بناته الثمن الأكبر.

وكان حسام قد فرّ إلى اليمن منذ 14 عاماً حيث سُجّل فيها كلاجئ. وفي الوقت الحالي، وبما أنّ والدة نعمه إثيوبية، قرّرت العائلة الذهاب إلى إثيوبيا.

وقد تفاقم الوضع في اليمن سريعاً منذ مارس/آذار 2015. وبحلول شهر مايو/أيار، كان النزاع قد أسفر عن مقتل 646 شخصاً وإصابة 1,300 شخصٍ. وللأسف، حتى 22 أكتوبر/تشرين الأوّل، سُجّل ما يزيد عن 2,000 مدني لقوا حتفهم فضلاً عن أكثر من 4,000 جريحٍ.

ولكن عندما ضربت الغارات الجوية جبال نقم القريبة من منزلهما، أدرك الزوجان مدى الخطورة التي أصبح عليها الوضع.

وقال حسام: "كنّا نخشى أن نموت. كما شعرت بناتي بالذعر وبدأت الأصغر سنّاً من بينهنّ بالتعرّض للإغماء. ولم يكن لدينا كهرباء ولا مياه. وبالرغم من أنّنا كنّا نملك بعض الطعام المخزّن خلال الحرب، اضطُررنا إلى أن نترك كلّ شيء وراءنا".

وقد كانت الرحلة من صنعاء محفوفةً بالمخاطر. وفي طريقهم، التقوا ببعض المسلحين الذين هدّدوا بأخذهم كرهائن. وقد أخبرهم حسام أنّه أيضاً مسلم شيعي وهكذا تركوهم وشأنهم.

وقال: "احتجزوا زوجتي وقالوا إنّ السبب في ذلك هو أنّها يمنية ولا يُسمح لها بمغادرة اليمن. واضطررت إلى إقناعهم بأنّني عراقي وهي زوجتي". وهكذا انتقلت العائلة من مكان إلى آخر حتى وصلت إلى المخا. ومن ثمّ، وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن استمرت لمدّة 24 ساعةً، وصلوا إلى جيبوتي واستخدموا مدخراتهم لدفع ثمن رحلتهم الجوية إلى أديس أبابا.

UNHCR/P. Wiggers ©
نورا تجلس مع والدها حسام على جهة اليمين. وعلى أقصى يسارها تظهر أختها الكبرى أسماء، 14 عاماً.

وأضاف حسام قائلاً: "لقد كان بحوزتنا 7000 دولار عندما وصلنا، وواجهنا صعوبات متعدّدة للحصول على تأشيرة في جيبوتي إلى حين أن لاحظت سيدة لطيفة تعمل في السفارة الإثيوبية وضعنا وأنني كنت أعاني من ألم بسبب ظهور تورمٍ في ساقي. وهكذا منحتنا هذه السيدة تأشيرات للمغادرة".

كانت الرحلة طويلةً ولكنّ حسام وعائلته وصلوا أخيراً إلى إثيوبيا في 24 يونيو/حزيران. وقد سجّلتهم حينها الحكومة الإثيوبية كلاجئين حضريين وهم يحصلون حتى الآن على مساعدات شهرية من المفوضية. ولكنّ الحياة لا تزال صعبةً لأنّ المساعدات بالكاد تغطّي تكاليف الإيجار والطعام وغيرها من المصاريف.

وقال حسام: "لقد نفذت مدخراتنا. أنا مريض وابنتي مريضة، ولدينا أدوية على وشك النفاذ وكلّ شيء مكلف جدّاً. نحن نتناول الطعام ولكنّنا لا نشعر بالشبع".

وقد وجهت المفوضية نداءً للتبرع بمبلغ 6 ملايين دولار لمساعدة اللاجئين اليمنيين حتى نهاية العام، ولكن لم يلقَ هذا النداء أي تمويل على الإطلاق حتى 22 أكتوبر/تشرين الأوّل. وأوضح ميلاغروس لينيس، مساعد ممثل المفوضية لشوون الحماية، قائلاً:" لقد أجبرنا ذلك على تحويل بعض الموارد من الميزانية الحضرية لأديس أبابا والتي تعاني أساساً من نقص في التمويل.

وتقول نعمه التي تشتاق إلى متجر الملابس الذي كانت تديره في اليمن: "لا أريد التذمر. فنجاحنا بمغادرة اليمن مع أطفالنا إنجاز كبير بحدّ ذاته. وقد كان همّنا الأساسي هو مغادرة هذا البلد. ونحن لا نعلم حتى ما الذي حدث لمنزلنا أو متجري".

لا تزال نعمة تحلم بالعودة إلى منزلها فور توقّف الحرب. وتقول: "أنا أحبّ بلدي ولم أكن لأتركها لو لم أُجبر على ذلك".

وقد دفع النزاع في اليمن بآلاف الأشخاص على غرار حسام وعائلته إلى القيام بهذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن في ظروف صعبة للغاية. وحتى هذه اللحظة من هذا العام، وصل 3,570 شخصاً إلى إثيوبيا للحصول على الحماية الدولية.

وأضاف لينيس قائلاً: "تساهم سياسة الباب المفتوح التي تتّبعها إثيوبيا وموقعها الجغرافي القريب والعلاقات التاريخية الوثيقة مع اليمن في جعلها الوجهة المفضلة للفارين من النزاع المستمر في اليمن. وبالنظر إلى العلاقات التاريخية الطوية الأمد بين البلدَيْن، تمنح الحكومة الإثيوبية صفة اللاجئين بصورة جماعية إلى الوافدين الذين يحملون جوازات سفر يمنية أو وثائق هوية".

بقلم هبة محمد، أديس أبابا، إثيوبيا

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

بلدان ذات صلة

اللاجئون

اللاجئون هم من صلب اختصاصنا ونؤمن لهم الرعاية في كافة أرجاء العالم.

قانون وسياسة الإتحاد الأوروبي بشأن اللجوء

تؤثر قوانين وممارسات الإتحاد الأوروبي على آليات حماية اللاجئين في البلدان الأخرى.

اللاجئون

هناك تراجع في العدد الإجمالي للاجئين منذ العام 2007 مقابل ارتفاع في عدد اللاجئين في المناطق الحضرية.

ملتمسو اللجوء

تدعو المفوضية إلى اعتماد إجراءات عادلة وفعالة لملتمسي اللجوء.

اللجوء والهجرة

اللجوء والهجرة

الكل في مركب واحد: التحديات الناجمة عن الهجرة المختلطة حول العالم.

استمرار التدفق من شرق إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية

يقوم الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين من الصومال وإثيوبيا بعبور خليج عدن أو البحر الأحمر كل شهر من أجل الوصول إلى اليمن، هرباً من الجفاف أو الفقر أو الصراع أو الاضطهاد.

ورغم أن أعداد هذا العام أقل حتى الآن مما كانت عليه في عام 2012 -نحو 62,200 شخص خلال الأشهر العشرة الأولى مقارنة بـ 88,533 في الفترة ذاتها من العام الماضي- إلا أن خليج عدن لا يزال يُعد واحداً من أكثر مسارات السفر البحرية استخداماً في العالم من حيث الهجرة غير النظامية (طالبو اللجوء والمهاجرون).

وتقوم المفوضية وشركاؤها المحليون بمراقبة الساحل لتوفير المساعدات للقادمين الجدد ونقلهم إلى مراكز الاستقبال. ويواجه من ينجحون في الوصول إلى اليمن العديد من التحديات والمخاطر. وتعتبر الحكومة اليمنية الصوماليين لاجئين من الوهلة الأولى وتمنحهم اللجوء بصورة تلقائية، إلا أن أشخاصاً من جنسيات أخرى، مثل الإثيوبيين الذين تتزايد أعدادهم، يمكن أن يواجهوا الاحتجاز.

ويشق بعض الصوماليين طريقهم إلى مدن مثل عدن، ولكن يصل يومياً نحو 50 شخصاً إلى مخيم خرز للاجئين، الذي يقع في الصحراء جنوبي اليمن. قام المصور جاكوب زوكيرمان مؤخراً بزيارة ساحل اليمن حيث يرسو القادمون، والمخيم الذي يصل كثيرون إليه في نهاية المطاف.

استمرار التدفق من شرق إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية

محافظة أبين اليمنية تبدأ إعادة الإعمار مع عودة 100,000 نازح إلى ديارهم

تعود الحياة ببطء إلى طبيعتها في المناطق الحضرية والريفية بمحافظة أبين جنوب اليمن، حيث أدَّى القتال بين القوات الحكومية والمتمردين إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان عامي 2011 و2012.

ولكن منذ يوليو/ تموز الماضي، ومع انحسار الأعمال العدائية وتحسن الوضع الأمني، عاد ما يزيد عن 100,000 نازح إلى ديارهم في المحافظة أو المديرية التابعتين لها. وقد قضى معظمهم أكثر من عام في أماكن الإيواء المؤقتة في المحافظات المجاورة مثل محافظتي عدن ولحج.

واليوم، عادت الابتسامة إلى شفاه الأطفال وهم يلعبون دون خوف في شوارع المدن، مثل مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وفتحت المتاجر أبوابها مجدداً. ولكن الدمار الذي خلَّفه الصراع لا يزال واضحاً في عدة مناطق، فقد عاد النازحون ليجدوا نقصاً في الخدمات الأساسية وفرص كسب الرزق، فضلاً عن المشكلات الأمنية في بعض المناطق.

يعتري العائدين شعورٌ بالإحباط لما وجدوه من دمار لحق بمرافق الكهرباء وإمدادات المياه، بيد أن معظمهم متفائلون بالمستقبل ويعتقدون أن إعادة البناء ستبدأ قريباً. وقد دأبت المفوضية على تقديم مساعدات منقذة للحياة منذ اندلاع أزمة النازحين عام 2011. أما الآن فهي تساعد في الأمور المتعلقة بعودتهم.

زارت أميرة الشريف، المصورة الصحفية اليمنية، محافظة أبين مؤخراً لتوثيق حياة العائدين بالصور.

محافظة أبين اليمنية تبدأ إعادة الإعمار مع عودة 100,000 نازح إلى ديارهم

العراق: نزوح كثيف من الموصل

في الأيام القليلة الماضية، فرّ مئات آلاف المدنيين العراقيين من المعارك التي تدور في مدينة الموصل الشمالية وغيرها من المناطق. يعمل موظفو المفوضية في الميدان لمراقبة التدفق ولتقديم المساعدة للمحتاجين. الاحتياجات كبيرة، لكن المفوضية تعمل على توفير المأوى، والحماية واللوازم الطارئة بما في ذلك الخيام. غادر العديد من النازحين منازلهم دون اصطحاب أية حاجيات، بعضهم لا يملك المال للسكن أو الغذاء أو المياه أو الرعاية الصحية. يصلون إلى نقاط التفتيش بين محافظة نينوى وإقليم كردستان ولا يعرفون أين يذهبون أو كيف يسددون نفقاتهم.

تتعاون وكالات الأمم المتحدة والمجموعات الإنسانية والمسؤولون الحكوميون للقيام بما في وسعهم لمساعدة كل المحتاجين. وتعمل وكالات الأمم المتحدة من أجل إطلاق نداء طارئ لتوفير دعم إضافي. وتأمل المفوضية في تقديم رزم الإغاثة الطارئة فضلاً عن مئات الخيام. وستعمل أيضاً مع شركائها من أجل حماية النازحين ومساعدتهم.

يُضاف النزوح في الشمال إلى النزوح الكثيف الذي شهدته هذا العام محافظة الأنبار في غرب العراق، حيث أجبرت المعارك الدائرة منذ شهر يناير حوالي نصف مليون شخص على الفرار من من المحافظة أو البحث عن الملجأ في مناطق أكثر أماناً.

العراق: نزوح كثيف من الموصل

جيبوتي: المعبر الحدودي للاجئين اليمنيينPlay video

جيبوتي: المعبر الحدودي للاجئين اليمنيين

يواصل اللاجئون التدفق على جيبوتي وبونتلاند في الصومال، والصومال، من اليمن، بما مجموعه 1600 شخص وصلوا في القوارب إلى البلدين طوال الأسبوعين الماضيين. في جيبوتي، معظم الواصلين مواطنون يمنيون، ويتلقى اللاجئون المأوى في مركزي عبور، وسيتم نقلهم قريبًا إلى المخيم الجديد، شمال جيبوتي.
أنجلينا جولي تزور النازحين العراقيين واللاجئين السوريين Play video

أنجلينا جولي تزور النازحين العراقيين واللاجئين السوريين

تقوم السيدة جولي بزيارتها الخامسة إلى العراق وبزيارتها السادسة للاجئين السوريين في المنطقة.
العراق: الاستعداد لفصل الشتاء في دهوك Play video

العراق: الاستعداد لفصل الشتاء في دهوك

العمل جارٍ في كل من سوريا والعراق والبلدان المجاورة لتهيئة اللاجئين والنازحين داخلياً لفصل الشتاء.