إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

عائلة سورية أعيد توطينها تحقق النجاح في مدينة جامعية في البرتغال

قصص

عائلة سورية أعيد توطينها تحقق النجاح في مدينة جامعية في البرتغال

على مدى العامين الماضيين، تعيش عائلة البكار السورية - وهي مكونة من ثمانية أفراد ولديها شغف بالطهي المنزلي - في سكن للطلاب يقع في بلدة جامعية في الريف البرتغالي.
05 سبتمبر 2023 متوفر أيضاً باللغات:
أربع شابات يحملن صينية من الحلويات السورية.

الأخوات السوريات تيماء وفاطمة وسجى وإيلاف يعرضن مجموعة من الحلويات السورية محلية الصنع في شقتهن الواقعة في السكن الجامعي.

خلال فترات الامتحانات النهائية، وعندما ينشغل جميع جيران عائلة البكار تقريباً في المكتبة أو خلف رزم الكتب، فمن شبه المؤكد أن تجد أفراد العائلة منهمكة في المطبخ.

على مدى العامين الماضيين، تعيش عائلة البكار السورية - وهي مكونة من ثمانية أفراد ولديها شغف بالطهي المنزلي - في سكن للطلاب يقع في بلدة جامعية في الريف البرتغالي.

تقول إيلاف، البالغة من العمر 14 عاماً، وهي الأصغر بين الأشقاء الستة الذين أعيد توطينهم من تركيا إلى البرتغال مع والديهم، في عام 2020: "جميع الجيران هم من الطلاب، وهم لطيفون جداً".

كانت فكرة وضع عائلة البكار في سكن للطلاب، بينما يثبون أقدامهم في بلد جديد وغير مألوف، من بنات أفكار ليونور كوتيليرو، منسقة مشروع "UBI Acolhe"، وهو المشروع المسؤول عن الإشراف على انتقال العائلة إلى مدينة كوفيليا البرتغالية الصغيرة.

تستذكر ليونور، البالغة من العمر 47 عاماً، والتي تسعى للحصول على درجة الدكتوراه في إحدى جامعات بريطانيا، عندما خطرت لها الفكرة - والتي تعتقد أنها فريدة من نوعها - قائلة: "لقد خطرت لي كالبرق. فالسكن الجامعي يضم كل ما تحتاجه عائلة لاجئة وصلت حديثاً من أجل الاستقرار: مجموعة من غرف النوم، ومطبخ، وأثاث، والأهم من ذلك - مجتمع داخلي".

وقالت ليونور إنه على الرغم من أن أياً من أفراد عائلة البكار طلاباً في جامعة بيرا الداخلية، فإن العيش في سكن الجامعة، حيث يحيط بهم طلاب فضوليون ومتفاعلون، لعب بلا شك دوراً هاماً في جعلهم يشعرون بالترحيب. كما أن كونها جزءًا من المجتمع الجامعي المترابط ساعد الأسرة على التكيف مع الحياة في هذه المدينة النائية التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة فقط، حيث تعد من بين عدد قليل من المسلمين والمتحدثين باللغة العربية.

الأمل بمستقبل أفضل

اضطرت عائلة البكار للفرار من حلب، وهي إحدى المدن الأكثر تضرراً من النزاع في سوريا، إلى تركيا المجاورة في عام 2013. وحالهم حال العديد من اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 3.6 مليون لاجئ في تركيا – وهي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم – فقد كافحت الأسرة من أجل إعادة بناء الحياة المستقرة التي كانوا ينعمون بها في وطنهم. تدبروا أمورهم المعيشية من خلال العمل في وظائف مختلفة هنا وهناك، ولكنهم لم يتمكنوا أبداً من الازدهار.

جاء الأمل بمستقبل أفضل مع البدء بإجراءات إعادة التوطين الطويلة، والتي توقفت في منتصف الطريق بسبب جائحة فيروس كورونا. تهدف عملية إعادة التوطين إلى توفير الحماية للاجئين الذين لا يمكن تلبية احتياجاتهم الخاصة في البلد الذي طلبوا فيه اللجوء لأول مرة. كما أنها تساعد على تقاسم المسؤولية في مجال معالجة أوضاع اللاجئين بشكل أكثر توازناً من خلال نقل الأفراد الذين تم اختبار أهليتهم وأسرهم من البلدان التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين إلى بلدان أخرى لديها أعداد أقل، بحيث يمكنهم البقاء فيها بشكل دائم لإعادة بناء حياتهم. وقد تعهدت البرتغال، الدولة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة والواقعة في أقصى غرب أوروبا، بقبول حوالي 300 لاجئ يُعاد توطينهم سنوياً في عامي 2022 و2023.

وبعد عدة مقابلات وانتظار أطول من المتوقع، استقلت منى البكار وزوجها مصطفى وستة من أبنائهما السبعة رحلة جوية من إسطنبول إلى العاصمة البرتغالية لشبونة. هناك، استقبلتهم ليونور، منسقة المشروع، وانطلقوا بالسيارة لمسافة 280 كيلومتراً تقريباً إلى مدينة كوفيليا، والتي تقع في منطقة ريفية جبلية شرق البلاد، باتجاه الحدود الإسبانية.

وقالت أصغرهم، إيلاف، بلغة برتغالية تكاد تكون ممتازة: "لم أكن أعلم أن هناك دولة تسمى البرتغال"، وأضافت ضاحكة أنها قبل وصولها إلى لشبونة، كانت هي وأخواتها يعرفون "شيئاً واحداً فقط عن البرتغال، وهو كريستيانو رونالدو".

استقبال حار

عندما أسست العائلة منزلاً لها في السكن الجامعي، داخل شقة بسيطة ولكنها فسيحة في الطابق العلوي من برج سكني، كانت ليونور وكادر من المتطوعين المتفانين حاضرين لمعالجة تفاصيل ما كان من الممكن أن يكون تحولاً صعباً في حياتهم. على الرغم من أن الانتقال إلى السكن الجامعي قد حل أحد الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للاجئين الذين تم نقلهم – ألا وهو السكن - دون التحدث باللغة البرتغالية، فإن حتى المهام التي كانت تبدو بسيطة بدت في البداية مضنية بالنسبة لعائلة البكار.

يضم فريق ليونور ما يقرب من عشرين متطوعاً، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس وموظفي وطلاب الجامعة، والسكان المحليين من جميع الأعمار ومناحي الحياة. فقد أرشدوا عائلة البكار في كل شيء، بدءًا من التسجيل في المدرسة ودروس اللغة البرتغالية، وحتى تحديد جدول الحافلات؛ وساعدتهم في العثور على فرص عمل؛ وكيفية أخذ مواعيد لدى الأطباء؛ بل حتى عبر الممرات غير المألوفة لهم في السوبر ماركت المحلي، والذي يضم أصنافاً متنوعة من المنتجات الجديدة.

أثبت السوبر ماركت أهميته الخاصة بالنسبة لعائلة البكار، حيث أصبح الطعام طوال سنوات اللجوء بمثابة مرتكز لحياتهم السابقة في حلب - وهو تذكير بتراثهم وتاريخهم. وفي البرتغال، أصبح شغفهم بالأطباق السورية أيضاً مصدراً لدخل إضافي، ليكمل الرواتب التي يحصل عليها مصطفى وابناه البالغان، أيمن وأحمد، من وظائفهم في المصانع القريبة. وقد أعجب أعضاء المجموعة التطوعية بأصناف الطعام محلية الصنع والتي تقدمها العائلة، ليقترحوا إنشاء جناح في أحد المعارض المقامة في الشارع - حيث بيعت جميع المنتجات - لتشجيع النساء في المنزل على بدء خدمة تقديم الطعام عبر الإنترنت. أما منتجهم الأكثر شعبية فهو الفلافل.

في حين أن عملية اندماج عائلة البكار ما زالت جارية، فقد أثبت إتقان اللغة البرتغالية أنه يمثل تحدياً بالنسبة للكثير من أفراد العائلة، ويقولون إنهم يشعرون بأنهم جزء من نسيج مدينة كوفيليا إلى حد كبير نظراً للاستقبال الحار الذي أبدته الجامعة، وليونور، وكادرها من المتطوعين المجتمعيين.

تقول ليونور: "الجامعات أماكن تتسم بالكثير من الشمول. الكل من الأجانب - بمعنى أن الطلاب يأتون من كل مكان في العالم للحضور - وهو ما يعني أنه في الواقع لا يوجد هنا أحد غريب".

For the past two years, the Albakkars – a Syrian refugee family of eight with a passion for home cooking – have been living in a college dormitory in a university town in rural Portugal.  

“All the neighbours are students,” said Ilaf, 14, who is the youngest of the six siblings resettled from Türkiye to Portugal, along with their parents, in 2020. “They’re very nice.” 

The idea of putting the Albakkars up in student housing while they found their feet in a new and unfamiliar country was the brainchild of Leonor Cutileiro, the coordinator of “UBI Acolhe,” the project responsible for overseeing the family’s relocation to the small Portuguese city of Covilhã. 

Leonor Cutileiro sits for a portrait in a field of long dry grasses.

“It occurred to me like a bolt of lightning,” recalled Leonor, 47, who was pursuing a PhD at a university in Britain when the idea – which she believes to be quite unique – came to her. “A dorm has everything that a newly arrived refugee family needs to get settled: a bunch of bedrooms, a kitchen, furniture and – most importantly – built-in community.”   

While none of the Albakkars are students at Beira Interior University, living in the institution’s dorm, where they are surrounded by curious and engaging students, has undoubtedly played a crucial role in making them feel welcome, said Leonor. Being part of the close-knit university community has also helped the family adjust to life in this remote city of just 30,000 inhabitants, where they are among the few Muslims and Arabic-speakers. 

Hope for a better future

Natives of Aleppo, one of cities hardest hit by the conflict in Syria, the Albakkars escaped to neighboring Türkiye in 2013. Like many of the estimated 3.6 million refugees in Türkiye – the world’s largest refugee-hosting country – the family struggled to recreate the same stability they had enjoyed back home. They scraped by on odd jobs, surviving but never really managing to thrive.   

Hope for a better future came with the start of their long resettlement process, which was interrupted halfway through by the COVID-19 pandemic. Resettlement aims to offer protection to refugees whose specific needs cannot be met in the country where they first sought asylum. It also helps share the responsibility for addressing refugee situations more evenly by relocating vetted individuals and their families from countries hosting large refugee populations to others, with fewer forcibly displaced, where they can stay permanently and rebuild their lives. Portugal, a nation of 10 million on Europe’s westernmost edge, has committed to accepting some 300 resettled refugees per year in 2022 and in 2023.  

After several interviews and a longer-than-expected wait, Muna Albakkar, her husband, Mostafa, and six of their seven children boarded a flight from Istanbul to the Portuguese capital, Lisbon. There, they were met by Leonor, the project coordinator, and driven the roughly 280 kilometres to Covilhã, which is tucked in a mountainous, rural region in the east of the country, near the Spanish border.   

“I didn’t know that there was a country called Portugal,” said the youngest, Ilaf, in nearly perfect Portuguese, adding with a laugh that before touching down in Lisbon, she and her sisters knew “only one thing about Portugal, which is Cristiano Ronaldo.” 

A warm reception 

As the family set up house in the dorm, in a simple but spacious apartment on the top floor of a residential tower, Leonor and a cadre of dedicated volunteers were on hand to iron out the details of what otherwise could have been a rocky transition. While moving into the dorm solved among the most pressing needs for relocated refugees – housing – without speaking Portuguese, even apparently simple tasks at first seemed daunting to the Albakkars. 

Enter Leonor’s group of roughly two dozen volunteers, which includes university faculty, staff, and students, as well as locals of all ages and walks of life. They walked the Albakkars through everything from registering for school and Portuguese classes to figuring out the bus schedule; helped them find jobs; drove them to doctors’ appointments; and even guided them through the unfamiliar aisles of the local supermarket, with its intimidating assortment of novel products. 

The supermarket proved of particular importance to the Albakkars, as throughout their years of forced displacement, food had become an anchor to their former lives in Aleppo – a reminder of their heritage and history. In Portugal, their passion for Syrian food also became a source of extra income, supplementing the salaries that Mostafa, and his two adult sons, Ayman and Ahmed, bring home from their jobs at nearby factories. Impressed by the Albakkars’ homemade delicacies, members of the volunteer group, suggested they set up a stand at a street fair – where they sold out – encouraging the women of the house to begin an online catering service. Their most popular product? Falafel.    

While the Albakkars’ integration is a work in progress – mastering Portuguese has proved challenging for much of the family – they say they feel part of the fabric of Covilhã, thanks in large part to the warm reception by the university, Leonor, and her cadre of community volunteers.  

“Universities are very inclusive places,” said Leonor. “Everyone is a foreigner – in the sense that students come from all over to attend – which means that actually no one is a foreigner.” 

A dorm has everything that a newly arrived refugee family needs to get settled.

Leonor Cutileiro, coordinator of “UBI Acolhe”