"ما تحتاجه لتبقى دافئاً".. حملة على تويتر لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين خلال الشتاء

أطلق الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان نسخة متحركة من قصيدته لجمع التبرعات.

مبادرة الكاتب نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
© UNHCR/Christina Clemis

"بطاطس مشوية في ليلة شتاء بارد.. بطانية محبوكة بأصابع والدتك أو جدتك الماهرة.. ابتسامة، لمسة، ثقة، وأنت تدخل مكاناً دافئاً بعيداً عن الثلج.. أو العودة إليه، لتصبغ أطراف أذنيك باللون الوردي".


هذه هي الأسطر الافتتاحية لقصيدة "ما تحتاجه لتبقى دافئاً" للكاتب نيل غايمان وهي مستوحاة من أكثر من 25,000 كلمة تم جمعها من تويتر في العام الماضي رداً على طلب غيايمان من المتابعين مشاركة ذكرياتهم حول موضوع الدفء.

وقد ساعد ذلك في جمع الأموال الضرورية للاجئين السوريين والعراقيين والذين يواجهون شتاءً قاتماً وسط أجواء غير مستقرة في كثير من الأحيان في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد عاد الآن الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية بنسخة متحركة من قصيدة "نداء الشتاء" لهذا العام.

في الشهر الماضي، شارك مؤلف فيلم "ستاردست" القصيدة مرة أخرى مع 2.4 مليون من متابعيه على تويتر، وطلب منهم هذه المرة إرسال أعمال فنية عبر الإنترنت للمساعدة في إحياءها كجزء من فيلم من الرسوم المتحركة. وقد تم جمع صور سبع أفكار محددة في القصيدة على مدار 10 أيام باستخدام هاشتاغ #drawforrefugees (ارسم للاجئين).

تم تقديم أكثر من 900 عمل فني من قبل المساهمين، من أطفال المدارس والمعجبين مروراً بالرسامين وفناني الرسوم المتحركة. وقد تم دمج مجموعة مختارة من الصور في فيلم الرسوم المتحركة، والذي يتضمن أيضاً لقطات مصورة بالروتوسكوب حول اللاجئين ولقطات حية لنيل غايمان في منزله في جزيرة سكاي الاسكتلندية، وهو يقرأ القصيدة.

يعتبر الشتاء القادم الأصعب حتى الآن حيث يواجه اللاجئون الثلوج والأمطار ودرجات حرارة منخفضة في الخيام والمآوي وأماكن الإقامة الحضرية الأساسية، فضلاً عن وباء كورونا، والذي أثر بشكل كبير على الأسر الضعيفة وعرّض صحة السكان للخطر وعصف بسبل العيش ودفع المزيد من اللاجئين للتعرض للبرد.

"هناك أشخاص يهتمون حقاً ويريدون المساعدة، وما زال بإمكانهم التبرع!"

وقال غايمان: "كان هذا العام مليئاً بالتحديات والصعوبات بشكل لا يصدق بالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم. لكن كانت هذه أيضاً فرصة للتكاتف والتعبير عن السخاء والإبداع ولمساعدة الآلاف من العائلات الضعيفة. قابلت لاجئين سوريين في الأردن ممن أجبروا على الفرار من ديارهم خلال لحظات في كثير من الأحيان، ولم يتمكنوا من اصطحاب سوى ما تيسر من حاجياتهم. وقد استخدم بعض الأشخاص كل مواردهم المتوفرة لتأمين المأوى لعائلاتهم. ولكن مع دخول النزاع عامه العاشر، فقد نفدت مدخراتهم، وخاصة مع فيروس كورونا، هناك فرص قليلة جداً لكسب المال وسيحتاجون إلى مساعدة المفوضية لتدبر أمورهم المعيشية خلال فصل الشتاء.

  • المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
    المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين". © UNHCR/Helena BS
  • إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
    إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين". © UNHCR/Paolo Parisi
  • إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
    إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين". © UNHCR/Jocelyn Chang
  • إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
    إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين". © UNHCR/Pepe
  • إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين".
    إحدى رسومات المبادرة التي أطلقها الكاتب وسفير النوايا الحسنة للمفوضية نيل غايمان بعنوان "أرسم للاجئين". © UNHCR/Jessica Donkercurtis

وأضاف: “كان فيلم الرسوم المتحركة هذا فرصة للجميع للتكاتف والمساعدة في رفع مستوى الوعي وجمع التبرعات المنقذة للحياة لحماية هذه العائلات. لقد أذهلتني الاستجابة وجودة الرسومات المقدمة عبر الإنترنت. هناك أشخاص يهتمون حقاً ويريدون المساعدة، وما زال بإمكانهم التبرع!"

اضطر أكثر من ستة ملايين شخص للفرار من سوريا، ويعيش معظمهم في دول مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، إضافة إلى أكثر من ستة ملايين شخص آخر ممن نزحوا من ديارهم داخل سوريا. وسوف يساعد نداء الشتاء الذي أطلقته المفوضية العائلات على شراء الملابس والبطانيات والضروريات للحفاظ على دفئهم وهم يصارعون في مآوٍ مؤقتة ومكتظة وفي ظل درجات حرارة شديدة البرودة.

لاقى المشروع الإبداعي استحسان سميرة، والتي تعيش في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن. وقد ساعدت في تصميم وردة تزين وشاحاً عملاقاً للتضامن مكتوب عليه "ما تحتاجه لتبقى دافئاً".

وقالت: "كلنا، وأنا أتحدث نيابة عن جميع السوريين، مررنا بما وصفه [نيل] في القصيدة. كانت هناك أوقات لم نتمكن فيها من تأمين الطعام لأطفالنا،... ولم يكن هناك ما نغطي به أطفالنا للحفاظ على دفئهم. لقد مررنا جميعاً بهذه الرحلة".

يمكنكم التبرع لنداء الشتاء هنا.