الآلاف في شرق أوكرانيا يفقدون إمكانية الحصول على معاشات تقاعدية
لقد فقد المتقاعدون والمسنون في منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة الحكومة معشاتهم التقاعدية نتيجة لمتطلبات التسجيل.
يعيش غالينا البالغ من العمر 93 عاماً بالقرب من خط الجبهة في أفدييفكا، أوكرانيا.
© UNHCR/James Sprankle
كل شهرين، يحتاج المتقاعد الملزم بالتنقل على كرسي متحرك ميكولا إيفانوفيتش* إلى المساعدة لعبور الجسر المتضرر فوق نهر سيفيرسكي دونيتس للوصول إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة كي يتمكن من الحصول على معاشه التقاعدي الحكومي. ويكمن منزله على الخط الفاصل بين لوهانسك التي تخضع لسيطرة القوات غير الحكومية وستانيتسيا لوهانسكا الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ويتعين على ميكولا إيفانوفيتش الذي عمل سائق حافلة لمدة 54 عاماً أن يتقدم بنفسه إلى المصرف الذي تديره الحكومة في ستانيتسيا لوهانسا، كي يتحقق من هويته، للسماح له بتلقي دفعته الشهرية التي تبلغ 53 دولاراً أميركياً.
داخل المصرف، ينتظر بصبر بينما تنضم زوجته إلى الطابور لتنفيذ عملية التحقق.
لقد تعرض ميكولا إيفانوفيتش، وهو في السبعينات من العمر، إلى سكتتين دماغيتين بعد أن قُتل ابنه بقذيفة مدفعية في عام 2014- وهي السنة الأولى من الصراع الأوكراني التي فقد فيها ما يقرب من 10,000 شخص أرواحهم.
وبالنسبة لمئات الآلاف من كبار السن والمعوقين في منطقة دونباس التي مزقتها النزاعات في شرق أوكرانيا، فإن معاش الدولة هو وسيلة دعمهم الوحيدة. غير أن نحو 160,000 متقاعد فقدوا هذا الدخل بعد أن قيدت الحكومة إمكانية الحصول على المعاشات التقاعدية الحكومية لسكان المنطقة الواقعة خارج سيطرتها في ديسمبر 2014.
وأدت التدابير التقييدية الأُخرى التي أُدخلت في العام الماضي إلى فقدان 400,000 شخص إضافي لمعاشاتهم التقاعدية.
وفي الوقت الحاضر، يُطلب من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة أن يتسجلوا بوصفهم نازحين داخلياً مع السلطات الأوكرانية من أجل مواصلة الحصول على استحقاقات المعاشات التقاعدية المشروعة.
"المعاشات التقاعدية حق مكتسب لجميع المواطنين ويجب ألاّ ترتبط بتسجلهم كنازحين داخياً"
وقال بابلو ماتيو، ممثل المفوضية في أوكرانيا: "ينبغي استئناف دفع المعاشات التقاعدية لجميع المتقاعدين، بغض النظر عن مكان إقامتهم، سواء كانوا مسجلين كنازحين داخلياً أو يقيمون في منازلهم. المعاشات حق مكتسب لجميع المواطنين ويجب ألا تكون مرتبطة بتسجيلهم كنازحين داخلياً وحقيقة نزوحهم".
وقالت أولينا غريكوفا، رئيسة مكتب الحق في الحماية في سيفيرودونيتسك، وهي منظمة غير حكومية شريكة للمفوضية، تساعد النازحين داخلياً في أوكرانيا، بأن العديد من المرضى الطريحي الفراش لم يتلقوا أي معاشات تقاعدية منذ بداية النزاع لأنهم لم يتمكنوا من السفر إلى المكاتب الحكومية لتحديد هويتهم.
فقد بعضهم مستحقاتهم من المدفوعات بسبب الأخطاء. كان على تتيانا كوفالينو البالغة من العمر 83 مغادرة مدينة دزنيتسك بعد تعرض منزلها للقصف. ومنذ عام 2015 تعيش في مدينة ميرنوغراد التي تسيطر عليها الحكومة، وهي مسجلة كنازحة داخلياً.
كوفالينكو التي كانت تعمل سابقاً في المناجم، توقفت عن تلقي معاشها التقاعدي البالغ 73 دولاراً أميركياً في الشهر منذ أبريل، بعد أن قررت دائرة الضمان الاجتماعي أنها تعيش في إقليم لا تسيطر عليه الحكومة.
"هذا معاشي التقاعدي الذي كسبته. لماذا يجب أن أشعر وكأنني مواطنة من الدرجة الثانية؟"
امرأة أُخرى، أولغا بوكالو، البالغة من العمر 38 عاماً، والتي عانت من شكل حاد من أشكال مرض السكري منذ سن الحادية عشرة، عليها أن تتلقى 10 حقن من الأنسولين يومياً وتحتاج إلى معاشها البالغ 50 دولار أميركي شهرياً لدفع ثمن علاجها.
زارها مفتشو الضمان الاجتماعي في ديسمبر ومارس للتحقق مما إذا كانت تعيش في عنوانها في منطقة سيليدوف التي تسيطر عليها الحكومة. وفي فبراير، خضعت لعملية تحديد الهوية في أحد المصارف.
غير أنها توقفت في أبريل عن تلقي معاشها. وقالت بإنه اشتُبه عن طريق الخطأ بأنها تعيش في إقليم غير خاضع لسيطرة الحكومة في حين أنها، في الواقع، لم تكن موجودة هناك منذ أكثر من عام.
وقالت: "كنت أعمل، ودفعت الضرائب. هذا معاشي الذي كسبته بتعبي. لماذا يجب أن أشعر بأنني مواطنة من الدرجة الثانية؟".
*تم تغيير بعض الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية.