المفوضية تحذر من تزايد الاحتياجات في أوكرانيا والدول المجاورة

موظفو المفوضية يوزعون البطانيات الحرارية عند نقطة شيهيني للعبور، على النازحين من أوكرانيا والذين ينتظرون العبور إلى بولندا.  © UNHCR/Valerio Muscella

في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سولتمارش، والذي يمكن أن يُنسب له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.


مع اضطرار أكثر من 3.1 مليون لاجئ للفرار من أوكرانيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ونزوح الملايين داخل البلاد، تحذر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن الاحتياجات الإنسانية آخذة بالتزايد بشكل مضطرد.

بالإضافة إلى أولئك الذين اضطروا للفرار، فقد تأثر حوالي 13 مليون شخص في المناطق الأكثر تضرراً من الحرب داخل أوكرانيا وهم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وتلك المتعلقة بالحماية.

لا يزال العديد من الأشخاص محاصرين في المناطق التي يتصاعد فيها الصراع، حيث الخدمات الأساسية معطلة وهم غير قادرون على تلبية احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية.

التقارير الإنسانية الواردة من تلك المناطق مروعة، وما زلنا نطالب بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، واحترام القانون الإنساني الدولي، وندعو الدول المجاورة لمواصلة إبقاء حدودها مفتوحة أمام الفارين بحثاً عن الأمان.

وكما حذرت المفوضية منذ البداية، فإن وتيرة وضخامة النزوح الداخلي وتدفق اللاجئين خارج أوكرانيا، فضلاً عن الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن ذلك، سوف تزداد إذا ما استمر الوضع في التدهور.

في أوكرانيا:

الوضع الإنساني في غاية الحرج في مدن مثل ماريوبول وسومي، إذ يواجه السكان نقصاً حاداً وقد يهدد حياتهم من حيث الغذاء والمياه والأدوية. تتابع المفوضية عن كثب المفاوضات بشأن الممرات الآمنة وكانت قد أجرت عملية تخزين مسبق لشحنات المواد الإنسانية. نحن على استعداد لإرسال الإمدادات الحيوية إلى سومي بمجرد أن تكون الظروف مواتية.

في أوديسا، ناشدت السلطات من أجل الحصول على الدعم في مجال المساعدات الغذائية العامة، وذلك لتغطية احتياجات حوالي 450,000 شخص في المدينة، بالإضافة إلى الأدوية. واعتباراً من 17 مارس، تم إنشاء نقطة دائمة لتوفير المشورة الخاصة بالحماية والمسائل القانونية والاجتماعية في محطة أوديسا للسكك الحديدية، حيث يمر فيها من 600 إلى 800 فرد يومياً في طريقهم من ميكولايف إلى الأقاليم الغربية لأوكرانيا.

باتت الاحتياجات الإنسانية في شرق أوكرانيا أكثر إلحاحاً، وهناك أكثر من 200,000 شخص من المحرومين الآن من الوصول إلى مصادر المياه في العديد من القرى في إقليم دونيتسك، بينما تسبب القصف المستمر في منطقة لوهانسك في دمار 80 بالمائة من بعض القرى، وهو ما أدى إلى بقاء 97,800 أسرة دون كهرباء.

تزيد الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، إضافة إلى انعدام الممرات الآمنة، من المخاطر المتعلقة بالحماية وتشكل تهديداً خطيراً لحياة الآلاف من المدنيين. وتواجه الفئات السكانية الأكثر ضعفاً - كالنساء والأطفال، والأشخاص من ذوي الإعاقة أو الذين يعانون من حالات صحية حرجة، وكذلك كبار السن والأقليات – على نحو متزايد عقبات من حيث الوصول إلى الخدمات الحيوية مثل النقل والغذاء والماء والأدوية والرعاية الصحية الطارئة في المناطق المتضررة.

كجزء من جهود الاستجابة الإنسانية في أوكرانيا، وبالتنسيق الوثيق مع السلطات المحلية والوكالات الإنسانية الأخرى، نواصل تقديم الدعم في مجال إنشاء مراكز للاستقبال، وتوفير مواد الإغاثة الأساسية والمأوى الطارئ، وتعزيز دعمنا عند نقاط العبور الحدودية داخل أوكرانيا. كما تبقى خدمات توفير الحماية ذات أهمية قصوى، ونواصل تسهيل سبل الوصول إلى المساعدة القانونية والدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من أشكال المساعدات لأولئك الأكثر ضعفاً.

تطلق المفوضية برنامجاً نقدياً متعدد الأغراض وعلى نطاق واسع بهدف مساعدة النازحين داخلياً الذين اضطروا لمغادرة منازلهم وترك ممتلكاتهم وراءهم. وسوف يساعد ذلك في تغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الإيجار والطعام ومستلزمات النظافة الشخصية. وتتيح المساعدة النقدية للأشخاص فرصة الاختيار وتحديد الأولويات الخاصة باحتياجاتهم وتعطي دفعة للموردين المحليين. بدأت المفوضية في تسجيل النازحين داخلياً في برنامجها في لفيف في 17 مارس وسوف تتوسع تدريجياً إلى مدن ومناطق أخرى.

خارج أوكرانيا:

يعمل طاقم المفوضية في المواقع الميدانية على إجراء عمليات رصد منتظمة للحماية عند نقاط العبور الحدودية الرئيسية ومراكز التجمع والاستقبال والمواقع الأخرى التي يمر فيها اللاجئون أو يتجمعون فيها، وذلك بهدف تقييم المخاطر المتعلقة بالحماية ومساعدة السلطات في معالجتها.

ونظراً لأن النساء والأطفال يشكلون حوالي 90 بالمائة من أولئك الذين فروا من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، فقد حذرت المفوضية ووكالات أخرى من المخاطر المتزايدة للاتجار بالبشر والاستغلال. وفي ضوء المخاطر الكبيرة جداً المتعلقة بالحماية، تقوم المفوضية وشركاؤها بنشر المعلومات الأساسية والرسائل الهادفة لرفع مستوى الوعي، وذلك بهدف تنبيه اللاجئين للمخاطر المترتبة على الاتجار بالبشر والاستغلال وسوء المعاملة.

كما نشرت المفوضية منسقين بشأن الحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين، وخبراء بقضايا نوع الجنس وحماية الطفل في كل من بولندا ومولدوفا وهنغاريا ورومانيا، وأنشأت هياكل لتنسيق شؤون الحماية مع الشركاء الآخرين والسلطات الوطنية لضمان اتباع نهج فعال ومتماسك.

استجابةً للوضع الطارئ في أوكرانيا، فقد اتفقت المفوضية واليونيسيف على طرح "النقاط الزرقاء" معاً في 6 دول (جمهورية التشيك وهنغاريا وجمهورية مولدوفا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا). يمكن إضافة بلدان أخرى مع تطور الوضع واعتماداً على الاحتياجات على أرض الواقع.

النقاط الزرقاء هي عبارة عن مراكز متعددة الخدمات ومساحات آمنة توفر الحد الأدنى من خدمات الحماية للأطفال والعائلات وغيرهم من ذوي الاحتياجات المحددة، وتهدف لدعم الخدمات والجهود الحكومية القائمة، وإلى تحسين سهولة الوصول للخدمات المقدمة من قبل شركاء مختلفين وتوحيدها، فضلاً عن إمكانية التنبؤ من خلال علامة مميزة، وهي "النقطة الزرقاء". وقد أصبحت هذه النقاط مكوناً معروفاً للمساعدة في حالات الطوارئ ومثالاً جيداً للشمولية في مجال التعاون، حيث يتم الترحيب بجميع مقدمي الخدمات للعمل، شريطة أن تلبي الخدمات معايير الحماية ذات الصلة.

للمزيد من المعلومات: