المفوض السامي يدعو إلى إنهاءٍ فوري للحرب في أوكرانيا والتي تسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يلتقي بعائلات نزحت بسبب الحرب داخل أوكرانيا.  © UNHCR/Alex St Denis

لفيف ، أوكرانيا - خلال زيارته لأوكرانيا للمرة الأولى منذ الحملة العسكرية الروسية، وجّه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، مناشدة قوية من أجل إنهاء الحرب، بينما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مستدام لملايين اللاجئين المدنيين المتضررين من القتال.

وقال غراندي في ختام زيارته: "إن تسارع وتيرة النزوح، إلى جانب الأعداد الهائلة من الأشخاص المتضررين، أمر غير مسبوق في أوروبا في التاريخ الحديث".

المدنيون يعانون وهناك أكثر من 10.5 مليون شخص ممن نزحوا إما داخل أوكرانيا أو خارجها كلاجئين، أي حوالي ربع السكان. في المجموع، يقدر أن يكون هناك 13 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.

وتابع قائلاً: "لقد تحدثت مع النساء والأطفال الذين تأثروا بشدة بهذه الحرب. لقد أجبروا على الفرار من مستويات غير عادية من العنف، تاركين وراءهم منازلهم وعائلاتهم في كثير من الأحيان، مما جعلهم مصعوقين ويعانون من صدمات نفسية. إن الاحتياجات الإنسانية وتلك الخاصة بالحماية هائلة، وهي مستمرة في الازدياد. وعلى الرغم من أن المعونات الإنسانية ملحة للغاية، إلا أنها لا تستطيع أن توفر لهم ما يحتاجون إليه حقاً – ألا وهو السلام".

وأضاف غراندي عقب اجتماعات عقدها مع مسؤولي الحكومة الأوكرانية: "لقد أثار إعجابي كثيراً مستوى قيادة الجهود الإنسانية وتلك المتعلقة بالاستجابة من كافة الجهات الحكومية في البلاد، فضلاً عن خصال الإيثار والعزيمة التي يظهرها الشعب الأوكراني، والذي يستضيف الملايين من مواطنيهم النازحين داخلياً".

وأكد غراندي التزام المفوضية بالبقاء ومساعدة الشعب الأوكراني في البلدان المجاورة وداخل البلاد. تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أوكرانيا منذ 28 عاماً، وتركز جهود استجابتها على الحماية وتوفير المأوى الطارئ والدعم النقدي والعيني، وذلك بقيادة عامة من الحكومة وبالتنسيق مع منظومة الأمم المتحدة بأكملها.

برفقة السلطات المحلية وممثلين عن المجتمع، زار غراندي مركزاً لاستقبال النازحين داخلياً أنشأته وتديره السلطات بدعم من المفوضية، وهو واحد من المراكز التي يبلغ عددها 70 مركزاً تم تقييمها وتجهيزها حتى الآن، بينما يتم تحديد مراكز أخرى بغرض تجديدها. وتعمل المفوضية على توسيع الطاقة الاستيعابية وتحسين الظروف المعيشية لمراكز الاستقبال حتى يمكنها استضافة المزيد من الأوكرانيين النازحين داخلياً والذين يحتاجون إلى المأوى.

في المركز، شاهد غراندي أشخاصاً يسجلون أنفسهم من أجل الحصول على مساعدات نقدية، وهو برنامج تم إطلاقه من قبل المفوضية لمساعدة النازحين من الفئات الأشد ضعفاً - كالأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن – على تغطية الاحتياجات الأساسية مثل الإقامة والطعام والملابس ومستلزمات النظافة الشخصية. ويهدف برنامج المفوضية، الذي يتم طرحه في مناطق متعددة، إلى الوصول إلى 360 ألف شخص بقيمة 80 مليون دولار أمريكي من الدعم على مدى ثلاثة أشهر أولية، لاستكمال برنامج المساعدة الاجتماعية الخاص بالحكومة.

ولكن للاستجابة بالحجم المطلوب، بحسب غراندي، يجب أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على تقديم الدعم على نحو آمن للأوكرانيين المحتاجين للمساعدة أينما كانوا: "تبذل منظومة العمل الإنساني بأكملها كل ما في وسعها للوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، لكن من الواجب ضمان سلامة عمال الإغاثة والمدنيين الذين يتلقون المساعدة، وهذا مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي الإنساني ويجب احترامه، حيث أن حياة الكثيرين تعتمد عليه".

كما ناشد غراندي المجتمع الدولي لتوفير موارد أكبر لجهود الاستجابة الإنسانية، وقال: "إن الدعم والتضامن الذي أظهرته الجهات المانحة والدول المجاورة والأفراد من جميع أنحاء العالم حتى الآن كان لافتاً للنظر. لكن الاحتياجات هنا في أوكرانيا تتزايد ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل وقوفه إلى جانب الأوكرانيين المحتاجين للمساعدة".

لقطات فيديو متوفر هنا: https://media.unhcr.org/Share/r2816y07q175ykv48ft1t586vu11ld4p 

للمزيد من المعلومات: