المفوضية تدعو لتقديم دعم عاجل لمساعدة حوالي 16,000 نازح حديثاً في بوركينا فاسو

مئات الأشخاص الذين فروا من الهجمات التي شنها مسلحون في شمال بوركينا فاسو، في مخيم للنازحين في واغادوغو في يناير 2022.  © CIAUD/Abdoulaye Seydou Amadou

في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سولتمارش، والذي يمكن أن يُنسب له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.


عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن جزعها إزاء تصاعد عدد الهجمات العنيفة ضد المدنيين من قبل الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو، والتي أجبرت الآلاف على الفرار وأدت إلى تعرض الموارد الإنسانية للضغوط مع استمرار انعدام الأمن في منطقة الساحل الوسطى.

ومنذ 12 يونيو، وصل ما يقارب 16,000 نازح من بوركينا فاسو، معظمهم نساء وأطفال، إلى بلدة دوري، الواقعة في شرق بوركينا فاسو، وذلك بعد فرارهم من هجوم دموي من قبل جماعة مسلحة في بلدة سايتينغا، الواقعة على بعد 15كم من الحدود مع النيجر. ومن المتوقع أن يصل المزيد في الأيام المقبلة، بينما ورد أن حوالي 360 شخصاً عبروا إلى منطقة تيلابيري في النيجر، لينضموا إلى 15,500 من مواطنيهم هناك ممن أجبروا على الفرار من ديارهم.  وقد استضافت السلطات والسكان المحليين في مدينة تيرا الواصلين الجدد على الرغم من أن معظم العائلات النيجيرية تعاني هي نفسها من ضعف الموارد.

تعد أزمة النزوح في بوركينا فاسو من الأزمات الأسرع نمواً في العالم، مع وصول عدد النازحين داخلياً إلى 1.9 مليون في أواخر أبريل، وفقاً للأرقام الحكومية. وتواجه البلدان الأخرى في الساحل – وهي تشاد ومالي والنيجر- مزيجاً من العنف والفقر والآثار المترتبة على تغير المناخ. وقد فر أكثر من 2,5 مليون شخصاً من بيوتهم في منطقة الساحل خلال العقد الماضي.

وقع الهجوم الأخير ليلة 11-12  يونيو، حيث لقي على إثره ما لا يقل عن 79 شخصاً حتفهم على أيدي مسلحين خلال الهجوم، فيما ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن عدد القتلى هو أعلى من ذلك بكثير. وكان ذلك الهجوم الأكثر دموية في بوركينا فاسو منذ مقتل 130 شخص في مجزرة سولهان في يونيو 2021.

وتحدث الوافدون الجدد إلى دوري عن رجال مسلحين يتنقلون من باب إلى باب للبحث عن الذكور البالغين وقتلهم، مما يعني أن الكثيرين شهدوا وفاة أزواجهم أو آبائهم. قرابة ثلثي الفارين من سيتينغا لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً.

تم إيواء العديد من قبل المجتمع المضيف والأسر النازحة التي تقطن في دوري، بينما وجد آخرون مكاناً لهم في مراكز استقبال اللاجئين ومراكز العبور، لكن المئات ينامون في العراء على جوانب الطرقات.

وتعمل المفوضية وشركاؤها - بالتعاون مع الحكومة - على تعزيز جهود الاستجابة لحالات الطوارئ. وتشمل الاحتياجات الأكثر إلحاحاً المأوى والمواد الأساسية، فضلاً عن خدمات المياه والصرف الصحي، والنظافة، والدعم النفسي، والاجتماعي. ومع ذلك، هاجمت الجماعات المسلحة غير الحكومية إمدادات المياه والبنية التحتية في البلاد، بما في ذلك الهجوم الأخير على إمدادات المياه الرئيسية إلى دوري، وقد ترتفع احتياجات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بسرعة.

بدأت السلطات الإقليمية - بدعم من المنظمات الإنسانية - في نقل العائلات التي تنام في العراء إلى ثلاثة مواقع موجودة في دوري للاجئين والنازحين، بينما تم تحديد أراضٍ إضافية لاستضافة الوافدين في المستقبل. وتستعد المفوضية وشركاؤها لتعزيز إمدادات المآوي الطارئة ومواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك حصائر النوم والصابون وأواني الطهي، لأكثر من 1000 أسرة.

على الرغم من الاحتياجات الملحة والمتنامية، فإن متطلبات الميزانية لعمليات المفوضية في البلاد، والتي تبلغ 109.9 مليون دولار أمريكي لعام 2022، لا تحصل سوى على نسبة 20 بالمائة من التمويل فقط. وتدعو المفوضية المجتمع الدولي إلى إظهار المزيد من التضامن والدعم لبوركينا فاسو، بما في ذلك تمويل العمليات الإنسانية لإنقاذ الأرواح.

مع موجات النزوح المتتالية، فقد توسعت بلدة دوري خمسة أضعاف وأصبحت الآن موطناً لما يقرب من 76,000 نازح من بوركينا فاسو، بالإضافة إلى حوالي 20,000 لاجئ من مالي. وقد عملت المفوضية مع الحكومة على إدراج اللاجئين في الخدمات الوطنية مثل التعليم والرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن التنافس على الموارد مثل المياه والأراضي من أجل المراعي والزراعة، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم والضغط على الخدمات الأساسية ونقص الإمدادات الأساسية مثل الوقود، كلها أمور قد تهدد التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.

للمزيد من المعلومات: