لم تكن فاطمة حيدري تتحدث اللغة الإيطالية عندما وصلت إلى مدينة فلورنسا قبل تسعة أشهر، لكنها كانت تلعب كرة القدم. كمهاجمة سابقة في المنتخب الأفغاني النسائي، لعبت 15 مباراة وسجلت خمسة أهداف لبلدها قبل اضطرارها للفرار في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021.
وقالت فاطمة، البالغة من العمر 20 عاماً: "من خلال الفتيات والفريق، استطيع قول الكثير من الأشياء باللغة الإيطالية. لقد أجريت دورات باللغة الإيطالية وكونت صداقات إيطالية أيضاً".
ليس ذلك فحسب، فقد صعد فريقها في فلورنسا إلى دوري الدرجة الثالثة، مما جعلها تقترب خطوة واحدة من حلمها بلعب كرة القدم كمحترفة في المستقبل.
فاطمة هي واحدة من 80 لاعبة ممن شاركن في النسخة الافتتاحية الأخيرة لكأس الوحدة الأوروبي لكرة القدم، وهي بطولة من ثمانية فرق ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات الأوروبية لكرة القدم والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ملعب كولوفراي بالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون، سويسرا.
ويتكون كل فريق من مزيج من اللاجئين واللاعبين الهواة على المستوى الوطني، من الإناث والذكور. وقد فازت ألمانيا باللقب بركلات الترجيح بعد تعادلها 2-2 مع سويسرا في النهائي.
وكانت البطولة، التي جمعت فرقاً من اتحادات كرة القدم في جميع أنحاء أوروبا، فرصة لتسليط الضوء على دور كرة القدم في تعزيز العلاقات بين اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم. كما كانت فرصة للاعبين من أجل التعرف على أشخاص قد لا يلتقون بهم خلال حياتهم اليومية.
وقالت لورا جورج، العضو السابق في المنتخب الفرنسي والتي لعبت 188 مباراة دولية لبلدها واختارت المشاركة في كأس الوحدة ليس فقط لإظهار دعمها ولكن أيضاً للتعرف على المزيد من الأشخاص الذين أتوا إلى فرنسا بعد فرارهم من بلدانهم: "لا يوجد شخص مختلف في الملعب. بالنسبة لي، إنها فرصة لمعرفة القليل عنهم.. من أين هم، لأنه في لعبة كرة القدم الجميع سعداء. لكن بعد البطولة، كيف تبدو حياتهم؟ هل لديهم ما يكفي من الدعم؟ هل يمكنهم السفر؟ هل يحصلون على الدعم؟".
وقد شاطر ستيفن كيني، وهو مدير المنتخب الايرلندي لكرة القدم للرجال، ما قالته لورا، حيث أنه رأى قوة كرة القدم في دمج الأشخاص في مجتمعاتهم الجديدة خلال مسيرته الطويلة في مجال الإدارة في كرة القدم.
وقال كيني إن كأس الوحدة كان مناسبة هامة لإدماج اللاجئين، حيث أنها سلطت الضوء أيضاً على الفرص التي يمكن أن تقدمها كرة القدم إذا ما تم توفير الدعم الكافي: "وراء ذلك، من المهم أن تتطور البنية التحتية وأن يكون لدى الأشخاص القادمين من بلدان مختلفة فرصة للازدهار كأفراد".
بالنسبة لفاطمة، فإن ذلك يعني السعي وراء حلمها بلعب كرة القدم في المستقبل. وقالت: " في إيطاليا، تتمتع النساء بحرية أكبر في لعب كرة القدم وأي رياضة أخرى. لقد أنهيت مدرستي في أفغانستان للتو وأريد أن ألتحق بالجامعة. أريد مواصلة لعب كرة القدم بشكل احترافي ثم الحصول على عمل كشخص عادي".