حالة الطوارئ في أفغانستان
"لم يكن لدينا الوقت لأخذ أي شيء. هربنا ومعنا غطاء واحد فقط "
- مريم، 24 عاماً، نازحة أفغانية في مزار الشريف
يعاني نصف سكان أفغانستان من الجوع الحاد، وقد هجّر الصراع نحو 3.5 مليون شخصٍ، وهناك الكثيرون من الأطفال خارج المدارس، كما ينهار نظام الرعاية الصحية في البلاد وتتعرض حقوق النساء والفتيات الأساسية للخطر، بينما يعاني المزارعون والرعاة وسط أزمة المناخ، ويتهاوى الاقتصاد المحلي بشكلٍ متسارع.
ورغم انحسار الصراع، يستمر العنف والخوف والحرمان في دفع الأفغان للرحيل عبر الحدود، خاصة نحو إيران وباكستان.
تعيش أفغانستان حالياً أزمة إنسانية وأزمة نزوح.
في عام 2021، كان هناك أكثر من 800,000 أفغاني من النازحين حديثاً داخل البلاد، ومثلت النساء والأطفال نسبة 80 منهم. يأتي ذلك بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية المتكررة – بما فيها الأضرار الناجمة عن موجات الجفاف والهزّات الأرضية – ووباء فيروس كورونا – بتأثيراته الصحية واسعة النطاق وتبعاته الاجتماعية الاقتصادية.
يشكل الأفغان الآن أحد أكبر جموع اللاجئين على مستوى العالم. وتتم استضافة نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الأفغان في إيران وباكستان المجاورتين، مع وجود أكثر من 2.2 مليون لاجئ مسجل في البلدين.
يترعرع أطفال أفغانستان وسط هذه الأزمة. ويشكل الأطفال والشباب نحو 65 بالمائة من مجمل الشعب الأفغاني، وينتابهم القلق بشأن مستقبلهم في مواجهة انعدام الأمن والتحديات الاقتصادية.
ما الذي تفعله المفوضية للمساعدة؟
تلتزم المفوضية بالبقاء في البلاد وتقديم المساعدة، وقد فعّلنا خطة استجابتنا الطارئة لحماية الفئات الأكثر ضعفاً، وتقديم مساعدة حيوية للأفغان بتوفير المأوى، والدعم في مجال عزل وتدفئة المساكن، ومرافق المياه والصحة، ومواد الإغاثة الأساسية والدعم النفسي الاجتماعي، داخل أفغانستان وفي البلدان المجاورة.
في خضم فصل الشتاء، كثّفت المفوضية نطاق عملياتها بشكل كبير من خلال المساعدة الموجهة لإعانة العائلات في البقاء على قيد الحياة. وتشمل المساعدات الإغاثية الضرورية الإمدادات المنزلية مثل البطانيات والمواقد ومصابيح الطاقة الشمسية وحزم عزل المآوي ودعم التدفئة والملابس والمستلزمات المنزلية الضرورية.
لا تزال جهود الوقاية من انتشار فيروس كورونا تمثل أولوية بالنسبة لنا. وللمساعدة في التخفيض من مستوى المخاطر إلى أقصى حد ممكن، توفر المفوضية الدلاء وأوعية المياه ضمن مجموعاتها الإغاثية المقدمة للعائلات النازحة. وتعد هذه الإمدادات بغاية الأهمية في المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى مصادر المياه النظيفة. كما أنشأت المفوضية محطات لغسل اليدين ووزعت حزم النظافة، بما في ذلك الصابون وأقنعة الوجه.
هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية. نحن نعمل على تكثيف جهود استجابتنا، ونحتاج إلى الدعم لحماية ومساعدة الأشخاص المجبرين على الفرار.
يتجاوز التمويل المطلوب لتلبية الاحتياجات في أفغانستان الـ 8 مليارات دولار أمريكي هذا العام.
تتطلب خطة الاستجابة الإنسانية داخل أفغانستان 4.44 مليار دولار أمريكي، في ما يعتبر أكبر نداء إنساني يتم إطلاقه لأي بلد. علاوة على ذلك تحتاج الأمم المتحدة، بموجب إطار الشراكة الانتقالية، إلى مبلغ إضافي بقيمة 3.6 مليار دولار أمريكي لضمان استمرار الخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم الأنظمة المجتمعية، والحفاظ على الخدمات، لا سيما تلك الموجهة للنساء والفتيات.
ستعزز هذه الخطط تقديم الدعم الغذائي والزراعي المنقذ للحياة، والخدمات الصحية، والتغذية، والمأوى في حالات الطوارئ، والمياه والصرف الصحي، والحماية، والتعليم في حالات الطوارئ، والبنى التحتية الأخرى والبرامج المجتمعية.
تستدعي خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين توفر تمويلٍ إضافي قدره 623 مليون دولار أمريكي لـ40 منظمةً تعمل في مجالات الحماية والصحة والتغذية والأمن الغذائي والإيواء وحزم الأدوات المنزلية والمياه والصرف الصحي وسبل كسب الرزق والقدرة على الصمود والتعليم والخدمات اللوجستية. وتبلغ متطلبات المفوضية ضمن هذا النداء 263 مليون دولار أمريكي.
للاطلاع على أحدث الأرقام، يرجى زيارة بوابة البيانات الخاصة بنا. كما يمكنكم قراءة آخر التقارير الخارجية على موقع Global Focus.