النزوح في أمريكا الوسطى

ازداد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء من شمال أمريكا الوسطى في السنوات الخمس الماضية.

تعزى هذه الزيادة لتفاقم انتشار الجريمة والعنف الذي تغذيه أنشطة جماعات وعصابات تجارة المخدرات، بالتوازي مع هشاشة المؤسسات. كما أنها تفاقمت بفعل اتساع نطاق انعدام المساواة، والتأثيرات الناجمة عن حالات الطوارئ المناخية، ووباء فيروس كورونا.

في نيكاراغوا، تستمر الاضطرابات السياسية في التسبب بموجات نزوحٍ واسعة النطاق.

 

للتبرع

نحو 600,000

عدد اللاجئين وطالبي اللجوء من السلفادور وهندوراس وغواتيمالا

(أرقام حكومية)


أكثر من 130,000

طلب لجوء جديد في المكسيك

(أرقام حكومية لعام 2021) 


أكثر من 318,000

عدد النازحين داخلياً في هندوراس والسلفادور

(أرقام حكومية)


نحو 200,000

عدد الأشخاص من نيكاراغوا ممن التمسوا الحماية الدولية حول العالم

(أرقام حكومية)


هندوراس ونيكاراغوا وغواتيمالا

بين أكبر 10 بلدان أصلية لمقدمي طلبات اللجوء الجديدة

يبقى الخيار الصعب الوحيد لآلاف الأشخاص في أمريكا الوسطى الآن بين المغادرة أو البقاء والتعرض لخطر الموت. يضطرون لمغادرة منازلهم والمجازفة بحياتهم للقيام برحلات خطيرة، فقط من أجل البحث عن مكان آمن يعيشون فيه. غالباً ما يصل هؤلاء الأشخاص وليس بحوزتهم سوى الملابس التي يرتدونها، وهم بحالة من الصدمة وبحاجة لدعم عاجل.

"كان لدينا مخبز في السلفادور، إلى أن وصلت العصابات ولم يعد بإمكاننا بيع الخبز. تعرضنا للتهديد للخروج من بلادنا".

فر راؤول*، 65 عاماً، مع عائلته من السلفادور إلى غواتيمالا المجاورة.

تضطر أعداد متزايدة من السكان في أمريكا الوسطى إلى مغادرة منازلهم. وهناك نحو 597,000 لاجئ وطالب لجوء من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس حول العالم الآن. إنهم يفرون من عنف العصابات والتهديدات والابتزاز ومن تجنيدهم في العصابات أو في الدعارة، وكذلك من العنف القائم على نوع الجنس. كما أن الأشخاص من ذوي التوجهات الجنسية المختلفة يفرون من الاضطهاد. نزح الكثيرون لأكثر من مرة داخل بلدانهم أو تم ترحيلهم إلى أوطانهم في مناطق غالباً ما تكون خطيرة. ويتفاقم هذا الوضع أكثر نتيجة عدم الاستقرار والصدمات المناخية والتأثيرات الاجتماعية الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.

في الوقت نفسه، أدت الاضطرابات السياسية في نيكاراغوا منذ أبريل 2018 إلى فرار نحو 200,000 شخصٍ من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، غالبيتهم – 150,000 شخص – متجهين إلى كوستاريكا المجاورة. وقد تجاوز عدد النيكاراغويين الذين التمسوا الحماية في كوستاريكا منذ عام 2018 عدد السكان الذين فروا من الحروب الأهلية في أمريكا الوسطى في الثمانينات.

وبالمجمل، اضطر أكثر من 1,000,000 شخص من أمريكا الوسطى ونيكاراغوا للنزوح من منازلهم والفرار داخل بلدانهم وإلى الدول المجاورة. وتبذل البلدان والمجتمعات المضيفة في بليز وكوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك وبنما قصارى جهدها للترحيب بالذين أجبروا على الفرار. ومع وجود سياسات جديدة لتنظيم إقامتهم وتسهيل اندماجهم السريع، تمكن الآلاف من الأشخاص من بدء حياة جديدة. ومع ذلك، فإن الزيادة المستمرة لعدد الأشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن تحد من قدرة مضيفيهم على التكيف مع هذا الوضع، مما يجهد الخدمات المحدودة والتي تخدم السكان المحليين أيضاً.

"هذا المشروع بالنسبة لي يعني الأمل. رغم أننا اضطررنا لمغادرة بلدنا، لدينا فرصة لتحقيق حلم في حياتنا".

إيزابيل، 56 عاماً، من هندوراس. أصبحت تعتمد على نفسها بفضل مشروع توظيف من الحكومة والقطاع الخاص في غواتيمالا.

ماذا تفعل المفوضية للمساعدة؟

لكل شخص الحق في العيش بأمان. لا ينبغي إجبار أي شخص على ترك كل شيء وراءه، أو مواجهة مآسٍ مروعة أو فقدان حياته من أجل الوصول إلى ملاذ آمن. ونحن نعمل بلا كلل في جميع أنحاء أمريكا الوسطى لتحقيق ذلك لضمان تمكين أي شخص يضطر للفرار من العنف والاضطهاد من طلب اللجوء في بلدانٍ أخرى أو التمتع بالحماية في بلدانهم.

تعمل المفوضية مع الحكومات السبع التي تقود الإطار الإقليمي الشامل للحماية والحلول، الذي يسعى لإيجاد حلولٍ مبتكرة للنزوح في أمريكا الوسطى، انطلاقاً من الميثاق العالمي بشأن اللاجئين وأهداف التنمية المستدامة.

نحن نعمل عن كثب مع الشركاء – بما في ذلك المجتمع المدني والمنظمات الدينية – في مجتمعات اللاجئين والنازحين والمجتمعات عالية الخطورة لرفع مستوى قدرتهم على التكيف ودعم أولئك الذين أجبروا على الفرار. نحن نشجع أيضاً على إيجاد حلول للنازحين داخلياً واللاجئين وطالبي اللجوء والأشخاص المُرَحّلين الذين يحتاجون إلى الحماية من أمريكا الوسطى.

لتحقيق هذه الغاية، نسعى جاهدين للمساعدة في تعزيز قدرة البلدان المستقبلة للاجئين على توفير سبل الوصول إلى إجراءات عادلة وفعالة لتحديد وضع اللاجئ. نحن ندعم شبكات المساحات الآمنة والمآوي في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والمكسيك بحيث يتم توفير المساعدة الفورية للأشخاص أثناء تنقلهم وتحديد هوية المحتاجين للحماية الدولية.

كما نعمل مع الوكالات الإنسانية والإنمائية الأخرى للتأكد من وصولنا إلى جميع الأشخاص في بلدانهم الأصلية، بما في ذلك من خلال البرامج التي تهدف إلى تمكين النازحين داخلياً، والأطفال والنساء والمبعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحماية، والأفراد من ذوي التوجهات الجنسية المختلفة وغيرهم من المتضررين من العنف. نحن نقدم الدعم المنقذ للحياة والمنح النقدية لمساعدة اللاجئين والنازحين على التأقلم.

علاوة على ذلك، نشجع على الاندماج المحلي للاجئين وطالبي اللجوء في البلدان المضيفة لهم ومساعدتهم على استخدام مهاراتهم أو تعلم مهارات جديدة. نحن نستثمر أيضاً في الجهود المبذولة للحد من كراهية الأجانب وتعزيز التعايش السلمي بين اللاجئين ومضيفيهم.

"تعودت أن أكون مقاتلة. لن أبقى مكتوفة الأيدي وأشاهد حياتي وهي تمر أمامي".

فرت سارة*، وهي أم تبلغ من العمر 29 عاماً وتعمل في إنتاج وتوزيع المواد الغذائية، إلى غواتيمالا مع زوجها وطفلها. قبل مغادرتها، انضمت إلى الاحتجاجات في نيكاراغوا وتخشى على سلامة عائلتها.

لإنجاز هذا العمل، تحتاج المفوضية للحصول على مبلغ 221.9 مليون دولار أمريكي في عام 2022 لمواصلة الاستجابة للاحتياجات الفورية والمستمرة للنازحين داخلياً وطالبي اللجوء واللاجئين والأشخاص المرحّلين من هندوراس والسلفادور وغواتيمالا.