منطقة تيغراي في إثيوبيا

انبثقت أزمة إنسانية واسعة النطاق مع فرار آلاف اللاجئين من القتال الدائر في منطقة تيغراي الإثيوبية بحثًا عن الأمان في شرق السودان.

منذ اندلاع أعمال العنف في أوائل نوفمبر 2020، وصل اللاجئون إلى نقاط حدودية نائية يستغرق الوصول إليها ساعات من أقرب البلدات في السودان، ويشكل الأطفال والنساء الكثير منهم. غادر معظمهم وليس في جعبتهم سوى القليل من الحاجيات ووصلوا منهكين من المشي لمسافات طويلة، سالكين أراضٍ وعرة.

ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للصراع، يتسبب التدفق المستمر للوافدين يوميًا في إرهاق القدرات الحالية على تقديم المساعدة، فيما الحاجة ماسة لتوفير المزيد من الدعم.

تبرّعوا الآن

45,44

لاجئًا من تيغراي فروا إلى السودان


96,000

لاجئ إريتري تستضيفهم منطقة تيغراي


100,000

نازح داخلي في منطقة تيغراي قبل اندلاع الأزمة المستمرة


 

(جرى آخر تحديث في 16 فبراير 2021)

 

"لم ندرك ما الذي كان يحدث عندما سمعنا طلقات الرصاص. قُتل الكثير من الأشخاص – ورأينا 10 أو 20 جثة ملقاة على الأرض، لنقرر المغادرة. مشيت حتى تعرضت ساقاي للإصابة والنزيف. الحمد لله أننا هنا بأمان ولدينا ما نأكله".

- جانيت، لاجئة إثيوبية فرت إلى السودان من الاشتباكات في منطقة تيغراي

يفر أكثر من 3,000 شخص كل يوم من منطقة تيغراي الإثيوبية إلى شرق السودان - وهو تدفق لم يشهده هذا الجزء من البلاد على مدى العقدين الماضيين.

يصل اللاجئون إلى مناطق نائية ذات بنية تحتية ضعيفة جدًا. وقد عبر غالبية السكان من إثيوبيا إلى السودان عبر نقطة الحمداييت الحدودية في ولاية كسلا، فيما عبر آخرون من منطقة لوجدي في ولاية القضارف. يستغرق الوصول ست ساعات على الأقل بالسيارة من أقرب مدينة كبيرة، مما يجعل من الصعب إيصال المواد الغذائية والإمدادات على وجه السرعة.

تعاني مراكز العبور في المناطق الحدودية من الاكتظاظ بسبب العدد الهائل من الوافدين من منطقة تيغراي، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض بما في ذلك فيروس كورونا. تم نقل 9,000 شخص إلى أول مخيم للاجئين الذي حددته الحكومة. هناك حاجة ماسة لتحديد المزيد من المواقع بحيث يمكن نقل اللاجئين بعيدًا عن الحدود ولتسهيل وصولهم إلى المساعدات والخدمات.

داخل إثيوبيا نفسها، يرتفع احتمال حدوث المزيد من حالات النزوح داخل البلاد يومًا بعد يوم. ويعيق الافتقار إلى الكهرباء والاتصالات والوقود والنقد بشدة أي استجابة إنسانية. وتعرب المفوضية عن قلقها بشأن سلامة وأمن جميع المدنيين في تيغراي، بما في ذلك 96,000 لاجئ إريتري ممن يقيمون في أربعة مخيمات هناك، والذين كانوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. وننضم إلى باقي فريق الأمم المتحدة في دعوة جميع أطراف النزاع لحماية المدنيين، واحترام سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير ممرات إنسانية للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة.

ما الذي تفعله المفوضية للمساعدة؟

تعمل المفوضية على مدار الساعة مع السلطات والشركاء في السودان لتوفير المأوى الطارئ والغذاء والمياه الصالحة للشرب والفحص الطبي لآلاف اللاجئين من النساء والأطفال والرجال الذين يصلون من منطقة تيغراي بحثًا عن الحماية. نحن نقوم بتوزيع مواد الإغاثة، بما في ذلك البطانيات وفرش النوم والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة. وقد بدأت الحملات الإعلامية حول الوقاية من فيروس كورونا من خلال توزيع الصابون و 50,000 قناع للوجه عند النقاط الحدودية.

تجري المفوضية والحكومة عملية تسجيل للوافدين الجدد من إثيوبيا، وقد نشرت المفوضية موظفين لتحديد الأشخاص الأكثر ضعفاً من ذوي الاحتياجات المحددة، كالأطفال غير المصحوبين بذويهم والنساء وكبار السن. كما تقوم المفوضية بنقل اللاجئين من مراكز العبور الحدودية إلى مخيم أم راكوبة – الواقع على بعد 70 كيلومترًا داخل البلاد - ونسعى جاهدين لتحديد المزيد من المواقع مع السلطات.

الاستعدادات جارية في بلدان مجاورة أخرى وداخل إثيوبيا في ضوء احتمال نشوء المزيد من تحركات النزوح داخل البلاد وعبر الحدود. كما نعمل على تكثيف مستوى الاستجابة، لكننا بحاجة إلى دعم فوري من المانحين حتى نتمكن من مواصلة تقديم المساعدة للعدد المتزايد من الأشخاص المجبرين على الفرار من الصراع في منطقة تيغراي بإثيوبيا.