المساعدات النقدية للمفوضية تمكّن اللاجئين وتعزز الاقتصاد اللبناني
يحصل المتلقون على المال بواسطة بطاقات أو أجهزة الصراف الآلي. وتقلل المساعدات النقدية المباشرة التكاليف.
صور، لبنان- خلال ما يقرب من ستة أعوام أمضتها كلاجئة في لبنان، واجهت ثروت البالغة من العمر 38 عاماً صعوبات دائمة في تلبية الاحتياجات المتضاربة مثل تأمين الطعام اليومي وشراء الدواء لوالدتها المريضة.
ولكن، منذ أن أدرجتها المفوضية في برنامجها الذي يستبدل المساعدات العينية بمبلغ نقدي يدفع شهرياً، استعادت ثروت حرية التحكم بنفقاتها وما يقابلها من تعزيز لكرامتها.
وقالت ثروت التي كرست حياتها لرعاية والدتها: "المال الذي أتلقاه غيّر حياتي. صرت حرة في شراء أكثر ما أحتاجه، أي دواء والدتي. ستمرض جداً من دونه. بالنسبة لي، يأتي الطعام في المرتبة الثانية".
"المال الذي أتلقاه غيّر حياتي. صرت حرة في شراء أكثر ما أحتاجه"
ثروت هي واحدة من بين حوالي 1.8 مليون مهجر قسراً في منطقة الشرق الأوسط تلقوا هذا العام المساعدة القائمة على النقد، وهي جزء من التحول الهام في طريقة إدارة أوضاع اللاجئين في العالم.
تقليدياً، كان يتم تسليم المساعدات بشكل رئيسي من خلال الدعم العيني. ولكن، بما أن حوالي 80% من اللاجئين في العالم يعيشون في المدن، وغالباً ما يكون حصولهم على فرص العمل القانوني محدوداً جداً إن لم يكن معدوماً، أصبحت المساعدات النقدية تُستخدم الآن لمساعدة من هم بأمس الحاجة إليها.
يحصل المتلقون على المال بواسطة بطاقات أو أجهزة الصراف الآلي. وتقلل المساعدات النقدية المباشرة التكاليف، كما أنها تمكّن اللاجئين مثل ثروت من خلال منحهم الخيار حول طريقة تلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً.
وقالت ثروت، وهي من بين 30,000 أسرة لاجئة ضعيفة في لبنان، تستفيد من مساعدة شهرية بقيمة 175 دولار أميركي: "اعتدنا الوقوف في الطابور للحصول على البطانيات أو مستلزمات النظافة. كانت تلك أغراض نحتاجها فعلاً، ولكن صار بإمكاننا الآن أن نقرر ما نريد شراءه ومتى".
ويستفيد كذلك أكثر من 800,000 لاجئ حالياً في لبنان من المساعدات النقدية الإضافية خلال أشهر الشتاء، من نوفمبر حتى مارس.
وفضلاً عن مساعدة اللاجئين، فإن البرنامج يوفر كذلك دعماً مرحباً به للمؤسسات المحلية في لبنان الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري- وهي أكبر نسبة كثافة لكل فرد في كافة أنحاء العالم، أي ما يعادل واحداً من كل أربعة من السكان.
وقال محمد طه، صاحب محطة وقود في جب جنين، وهي بلدة في البقاع الغربي تستضيف نحو 8,000 لاجئ مسجلين: "البطاقات التي حصل عليها اللاجئون حولتهم من متلقين سلبيين للمساعدة إلى مستهلكين نشطين. إنهم يفيدون اقتصادنا حقاً في منطقة سهل البقاع".
"اللاجئون يفيدون اقتصادنا حقاً في منطقة سهل البقاع."
وأضاف: "إن بيع الوقود للاجئين لأغراض التدفئة في الشتاء زاد عائداتي بحوالي 10%".
وتقول شفيقة سلام، مساعدة المدير العام لمزود الخدمة المالية الحالية للمفوضية بأن البرنامج النقدي ساعد على دمج اللاجئين في عصر الصيرفة الإلكترونية.
وقد أوضحت قائلةً: "عند بداية البرنامج، كان اللاجئون يواجهون صعوبة في استخدام البطاقة ويطرحون أسئلة حول الرقم السري والطريقة التي يجب أن يعتمدوها لإدارة مواردهم. ولكن منذ ذلك الحين، تمكنوا من تحسين مهاراتهم المصرفية".
وشرحت سلام قائلةً بأن العديد من اللاجئين تعلموا الآن ترشيد إنفاقهم وسحب كميات صغيرة فقط في كل مرة.
وأضافت: "لقد انتقل العالم بسرعة إلى التحويلات والمدفوعات الإلكترونية، وصار اللاجئون الآن قادرين تماماً على التعامل مع هذا الأمر، وهم يحولون النقود التي يتلقونها إلى الاقتصاد المحلي".