المفوضية تحذر من ارتفاع عدد الوفيات للاجئين والمهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط

نحث المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لتعزيز حماية الأشخاص الذين يسافرون على طول هذا الطريق.

موظفو المفوضية يلتقون باللاجئين والمهاجرين الذين ينزلون في ميناء أوغوستا، صقلية، في 1 مايو 2021.  © UNHCR/Alessio Mamo

فيما يلي ملخص لما قالته المتحدث باسم المفوضية كارلوتا سامي - والذي يمكن أن يُنسب لها النص المقتبس – والتي انضمت إلى المؤتمر الصحفي عبر الإنترنت من ميناء تراباني في صقلية حيث كان حوالي 450 شخصاً ينزلون إلى اليابسة بعد عملية إنقاذ قامت بها سفينة المنظمة غير الحكومية "سي واتش" .


"أتصل بكم من ميناء تراباني في صقلية. وبينما أنا أتحدث، يترجل أكثر من 450 شخصاً بعد إنقاذ سفينة تابعة للمنظمة غير الحكومية "سي واتش"، من بينهم حوالي 180 طفلاً.

منذ الساعات الأولى من يوم السبت 1 مايو، نزل حوالي 1,500 شخص في إيطاليا بعد إنقاذهم من قبل خفر السواحل الإيطالي وشرطة الجمارك أو من قبل المنظمات غير الحكومية الدولية في وسط البحر الأبيض المتوسط. وقد غادر معظم الأشخاص القادمين من ليبيا على متن قوارب واهية وغير صالحة للإبحار وأطلقوا نداءات استغاثة متكررة.

كانت المفوضية متواجدة خلال عمليات الإنزال. وقد لاحظنا وجود عدد كبير من الأطفال، والكثير منهم من غير المصحوبين بذويهم. يأتي غالبية الوافدين من مالي والساحل / غرب إفريقيا وإريتريا وشمال إفريقيا. وتعتبر الأسباب الكامنة وراء هذه الحركات معقدة. يفر الكثيرون من الحروب والنزاعات، كما هو الحال في منطقة الساحل، حيث تتسبب الهجمات العشوائية المستمرة بالموت والنزوح القسري. يفر الكثيرون من الاضطهاد ويتم الاتجار بهم وبيعهم مثل السلع.

ومع ذلك، فإن التحركات نحو أوروبا ليست سوى "غيض من فيض"، حيث لا تزال الغالبية قريبة من ديارها مع وجود أكثر من 5.4 مليون لاجئ ونازح داخلياً في بلدان الساحل. ووفقاً للإحصائيات العالمية للمفوضية، فإن 80 بالمائة من الأشخاص الفارين يبقون داخل مناطقهم الأصلية.

في حين انخفض إجمالي عدد الأشخاص الواصلين إلى أوروبا منذ عام 2015، فإن عمليات الإنزال الأخيرة قد رفعت عدد الواصلين عن طريق البحر إلى إيطاليا في عام 2021 إلى أكثر من 10,400 شخص. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 170 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020. كما تشعر المفوضية بقلق عميق إزاء عدد الوفيات: حتى الآن في عام 2021، توفي 500 شخص على الأقل وهم يحاولون القيام بالرحلة الخطيرة لعبور البحر الأبيض المتوسط​​، مقارنة بـ 150 في نفس الفترة من عام 2020، وبزيادة قدرها أكثر من 200 بالمائة. وتؤكد هذه الخسائر المأساوية في الأرواح مرة أخرى على الحاجة إلى إعادة إنشاء نظام لعمليات البحث والإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​بتنسيق من الدول.

تثني المفوضية على إيطاليا لإبقاء موانئها مفتوحة أثناء تفشي الوباء. ومع ذلك، هناك حاجة ماسة للتضامن من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، حيث سيستمر تدهور الأوضاع في ليبيا في إجبار الأشخاص على اللجوء إلى أساليب يائسة بحثاً عن الأمان. تعمل المفوضية مع الشركاء والحكومة الإيطالية عند نقاط الإنزال لدعم عملية تحديد نقاط الضعف بين أولئك الذين وصلوا ودعم نظام استقبال طالبي اللجوء. وتعتبر هذه أولوية رئيسية نظراً لأن الكثير من أولئك الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا قد عانوا من درجات لا يمكن وصفها من العنف وسوء المعاملة طوال رحلتهم. ويدلى الأشخاص بشهادات جمعناها في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك من الأطفال، حيث يتحدثون عن السجن وعن أعمال وحشية ارتكبت دون احترام للحياة البشرية، في حين أن الناجين غالباً ما يظهرون مشاكل صحية نفسية خطيرة نتيجة الصدمات التي تعرضوا لها.

ومع إحضار هؤلاء الأشخاص إلى بر الأمان في إيطاليا، فإننا نحث المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لتعزيز حماية الأشخاص الذين يسافرون على طول هذا الطريق وتوفير بدائل آمنة لهذه الرحلات الخطيرة واليائسة. يجب توسيع المسارات القانونية كالممرات الإنسانية وعمليات الإجلاء وإعادة التوطين ولم شمل الأسر. أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى حماية دولية، فيجب إيجاد حلول تحترم كرامتهم وحقوق الإنسان".

للمزيد من المعلومات:

  • في تراباني، إيطاليا، كارلوتا سامي: [email protected] 46 47 679 335 39+