المفوضية تناشد لتوفير دعم عاجل لتعزيز برامج الصحة النفسية الأساسية للاجئين والنازحين داخلياً
أشارت بعض التقارير الميدانية إلى ارتفاع في محاولات الانتحار منذ ظهور فيروس كورونا.
حذرت اليوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن عواقب وباء فيروس كورونا وتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والنزوح المطول، والعجز عن إيجاد حلول للنزوح، تؤدي إلى حالة من اليأس على نطاق واسع بين اللاجئين.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف اليوم والذي تحتفل به المفوضية رفقة منظمة الصحة العالمية، تحث المفوضية المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية لبرامج الصحة النفسية الأساسية وتعزيزها بين اللاجئين والنازحين داخلياً.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: "كانت الحاجة لتوفير الدعم للصحة النفسية بين السكان المهجرين أمراً بالغ الأهمية حتى قبل انتشار الوباء، لكننا الآن نتعامل مع حالة طوارئ ومع صورة للوضع تبعث على اليأس على نطاق واسع".
وأضاف: "يخبرنا العديد من اللاجئين أنهم يرون مستقبلهم وهو ينهار. لا تزال المشكلات التي دفعتهم للخروج من بلادهم دون حل ولا يمكنهم العودة إلى ديارهم. كثير ممن نجوا ويعيشون خارج بلدانهم ويكسبون لقمة العيش من خلال العمل في مجالات الاقتصاد غير الرسمي قد فقدوا وظائفهم الآن. كما أن القلق ينتابهم بشأن صحتهم وصحة أسرهم، ولا يعرفون متى سينتهي الوباء وكيف يمكنهم حماية أنفسهم. إنهم يرون حالة من انعدام الحلول ويفتقرون إلى الأمل في المستقبل".
من المثير للقلق أن بعض التقارير الميدانية قد أشارت إلى ارتفاع في محاولات الانتحار منذ ظهور الوباء، بما في ذلك بين أولئك الذين يعيشون في حالات نزوح مطولة. وقد ارتفع عدد محاولات الانتحار بين اللاجئين في أوغندا بشكل ملحوظ حيث تم الإبلاغ عن 210 محاولة هذا العام مقارنة بـ 129 في العام الماضي. وفي لبنان، ازدادت المكالمات الموجهة إلى مركز الاتصال الوطني التابع للمفوضية من جانب اللاجئين الذين يفكرون في الانتحار أو إيذاء أنفسهم في الأشهر القليلة الماضية.
وقال غراندي: "هناك حالة من اليأس المتزايد في المكالمات الموجهة لخطوط المساعدة من قبل لاجئين خائفين أو من يخبروننا بأنهم لا يرون مخرجاً لأزمتهم".
كما يطال تأثير عواقب الوباء فرص توفر المساعدات للأغلبية الساحقة من لاجئي العالم (85 في المائة)، والذين تستضيفهم المناطق النامية.
وأضاف غراندي: “نحن بحاجة إلى استثمارات عاجلة في برامج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للنازحين ومجتمعاتهم المحلية المضيفة. إذا لم نتصدى لمسألة رفاههم الآن بطريقة شاملة، فقد تكون الآثار غير قابلة للمعالجة وقد تستمر لأجيال. في إطار حزمة المساعدات الأوسع نطاقاً، يعد الاهتمام بالصحة النفسية أمراً ضرورياً لدعم تطوير مجتمعات تتمتع بصحة نفسية جيدة وقدرة على الصمود".
منذ ظهور الوباء، وفرت المفوضية وشركاؤها لأكثر من ربع مليون شخص، بما في ذلك الأطفال، خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي. ومع ذلك، فإن القلق ينتابها من أن العديد من الأشخاص قد لا تصلهم هذه الخدمات.
تدمج المفوضية الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في عملها في مجال الصحة والحماية والتعليم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدعم للحفاظ على هذه البرامج وتعزيزها في ضوء الاحتياجات المتزايدة.
وقد عززت المفوضية، جنباً إلى جنب مع شركائها، بشكل كبير دعمها للصحة النفسية أثناء الوباء، حيث عملت على تكييف طرائقها لمساعدة النازحين قسراً. وتم تقديم بعض خدمات الصحة النفسية عن بعد، عبر الهاتف أو الإنترنت، بينما تم توفير الرعاية السريرية المباشرة أيضاً بطريقة آمنة.
كما تم إجراء تدريبات لموظفي الصحة والحماية ومتطوعي التوعية وشبكات الحماية المجتمعية التابعة للمفوضية وموظفي إدارة المخيمات والخطوط الساخنة وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية، وذلك بهدف تقديم المشورة للأشخاص المتضررين بشكل مباشر أو غير مباشر من فيروس كورونا.
للمزيد من المعلومات:
- في جنيف، شابيا مانتو، [email protected] 7650 337 79 41+