غراندي: إيجاد الحلول للنزوح الأفغاني أمر أساسي للمستقبل
المفوض السامي يقول في اجتماع رفيع المستوى في إطار مؤتمر جنيف حول أفغانستان بأنه "يتعين تكثيف" البحث عن حلول للنزوح.
جنيف- قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر عقد في جنيف بأنه، ومع اقتراب الصراع الأفغاني من عامه الأربعين، يُعتبر إيجاد الحلول لملايين الأشخاص الذين لا يزالون في عداد النازحين أمراً أساسياً لمستقبل البلاد.
وفي اجتماع على هامش المؤتمر الذي عقد حول أفغانستان، قال غراندي: "لا تزال مسألة النزوح الأفغاني وحلوله أساسيين لأي حوار حول مستقبل أفغانستان".
وقال غراندي الذي كان يترأس اجتماعاً حول الأشخاص المتنقلين بأن حوالي 8 ملايين أفغاني يعيشون بعيداً عن وطنهم ومنازلهم؛ 6 ملايين منهم يعيشون في بلدان مجاورة وبلدان أخرى و2 مليون نزحوا داخلياً ضمن بلادهم.
وأضاف قائلاً: "أنا أعتقد اعتقاداً راسخاً بأننا ومع اقترابنا من نهاية العقد الرابع منذ بدء النزوح الأفغاني، يتعين علينا تكثيف البحث عن الحلول حتى إن بدت معقدة وصعبة".
"يتعين علينا تكثيف البحث عن الحلول حتى إن بدت معقدة وصعبة"
وأشار غراندي إلى ضرورة الحفاظ على حماية اللاجئين في المنطقة والعالم وتعزيزها وإلى مدى تعقيد تحركات الأفغان الراهنة داعياً إلى نهج أوسع نطاقاً لإدارة الهجرة، ورحب بالخطوات التي اتخذتها إيران وباكستان من أجل تسوية أوضاع الأفغان الذين لا يحملون وثائق: "يجب أن ترتكز إدارة تحركات الأفغان على النهج الذي نتبعه معاً لإيجاد حلول لهذا الوضع، لدعم الخطة الوطنية للحكومة الأفغانية لإعادة الإدماج المستدام".
ويركز جدول أعمال المؤتمر الذي يُقام هذا الأسبوع في قصر الأمم في 27 و28 نوفمبر على احتياجات ملايين العائدين الأفغان.
ويهدف المؤتمر الذي تقوده الحكومة الأفغانية وتدعمه الأمم المتحدة إلى تقييم التقدم المحرز في الأعوام الأخيرة والأنشطة الطويلة الأمد والاستثمارات الضرورية لتكون العودة وإعادة الإدماج مستدامتين.
عاد حوالي 5.2 مليون لاجئ أفغاني إلى بلادهم منذ أوائل القرن الواحد والعشرين وذلك على الرغم من أن وتيرة العودة تباطأت في الأعوام الأخيرة وسط بيئة أمنية صعبة. ولا يزال حوالي 2.5 مليون لاجئ في البلدين المجاورين.
وفي كلمته الرئيسية خلال الاجتماع، شكر الرئيس التنفيذي لحكومة الوحدة الوطنية،عبد الله عبد الله باكستان وإيران "لسخائهما في استضافة اللاجئين الأفغان طوال أعوام" وأشار إلى بعض التحديات التي يتعين معالجتها، وقال: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتأمين بيئة مناسبة للعودة بأمان وكرامة تسمح لنا بتعزيز إعادة الإدماج المستدامة".
وقال عبد الله بأن هناك حاجة إلى "سلام عادل وشامل ودائم" لحماية المكاسب التي تحققت منذ عام 2001 وأشار إلى الحاجة لمتابعة بذل الجهود من قبل المجتمع الدولي لدعم تأمين شروط العودة الطوعية والآمنة: "تحقيق التقدم يعتمد أيضاً على تعزيز الشراكات التي تعزز الشروط المؤدية إلى حلول طويلة المدى في أفغانستان من خلال خلق فرص العمل وتطوير وتمكين المجتمع" والاستثمار "لإنشاء مجتمع قادر على الازدهار ومستعد لاستقبال أخوتنا وأخواتنا من الأفغان مجدداً في بلادهم".
"هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتأمين بيئة مناسبة للعودة بأمان وكرامة"
وفي كلمتها، دعت السيدة الأفغانية الأولى رولا غاني المشاركين لعدم نسيان إنسانية الأشخاص المتنقلين، وقالت: "هؤلاء هم بشر مثلكم ومثلي ويتعين معاملتهم مع احترام كرامتهم الإنسانية... رجاءً عاملوهم كبشر".
ودعت السيدة الأولى المنتدى لعدم التغاضي عن مساهمة النساء في عملية العودة: "لا تنسوا النساء، فقد يكنّ العوامل الأساسية للتغيير. عندما تستقر الزوجة أو الأم أو الامرأة في العائلة، تستقر العائلة بكاملها".
هذا ويستمر اجتماع جنيف حتى يوم الغد.