المجتمع الدولي يوحد صفوفه من أجل تعزيز فرص التعليم للاجئين
في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوحد قادة الدول والمنظمات الإنسانية جهودهم لجعل التعليم أولوية في الاستجابة لأزمة اللاجئين.
نيويورك- عندما اضطرت لمغادرة رواندا في عام 2011 مع عائلتها وتصبح لاجئة في ملاوي، صممت أميلي فابيان، التي كانت آنذاك في السادسة من عمرها، على عدم تفويت تعليمها. وفي ملاوي، تعين عليها أن تتوسل لأهلها أن يسمحوا لها بالذهاب إلى المدرسة. كانت تتعرض للمضايقة من قبل زملائها ومدرسيها لأنها أجنبية وكان عليها أن تبدل مدرستها عدة مرات ولكنها تقول: "لم أفكر بمغادرة المدرسة ولو لثانية".
وقد أتاحت الدرجات الممتازة التي حصلت عليها أميلي بأن تصبح واحدة من بين الطلاب اللاجئين الـ 80 الذين يحصلون في كل عام على إمكانية الدراسة في إحدى الجامعات الكندية بموجب برنامجها لكفالة الطلاب. وبعد تخرجها من جامعة مكغيل في مونريال، بدأت أميلي مؤخراً العمل كمحاسبة في شركة ديلويت للاستشارات.
تقول: "أتوق إلى اليوم الذي لا تعود فيه قصتي لتُعتبر استثناءً بل لتصبح القاعدة. يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل جهداً أكبر لتوفير التعليم الذي يستحق الأطفال اللاجئون الحصول عليه وخصوصاً الفتيات اللاجئات".
"بصفتنا لاجئين، يزودنا التعليم بالقوة لتحديد مصيرنا"
تحدثت أميلي عن قصتها الملهمة في قاعة مليئة بالعاملين في المجال الإنساني وصانعي السياسات الدوليين وقادة الدول في "بيت اليونيسف" خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد هدف اجتماع "العمل من أجل تعليم اللاجئين" إلى تحفيز الدعم لضمان تلبية حق الأطفال اللاجئين بالتعليم.
واليوم هناك أكثر من 4 ملايين طفل خارج المدرسة، ويُعد ذلك ارتفاعاً بنصف مليون طفل مقارنةً بعام 2016. يرتاد 61% فقط من الأطفال اللاجئين المدرسة الابتدائية مقارنةً بالمعدل العالمي البالغ 92%. ومع تقدم الأطفال اللاجئين في العمر، تزداد العوائق أمام حصولهم على التعليم. يلتحق 23% فقط من الأطفال اللاجئين بالتعليم الثانوي ويذهب 1% فقط إلى الجامعة.
- اقرأ أيضاً: عكس المسار - أزمة تعليم اللاجئين
قد أشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى قصة فابيان كمثال يظهر كيف أن التعليم يمكن أن "يخرجك من وضع صعب جداً". وأضاف قائلاً: "إنها مميزة بمهاراتها وذكائها وبلاغتها ولكن لا يجب تمييزها في الفرص التي تحصل عليها".
وفي حديثها للقادة داخل القاعة، شددت أميلي على أن التعليم ضروري لمستقبل الفتيات اللاجئات اللواتي قد يتعرضن لخطر الزواج المبكر في حال لم تتوفر لهن فرص أخرى. وأضافت قائلةً: "بصفتنا لاجئين، يزودنا التعليم بالقوة لتحديد مصيرنا".
"من خلال التعليم أدركت أن لدي رأي"
وقالت المديرة التنفيذية اليونيسف هنريتا فور: "التعليم مفتاح حياة أفضل للأطفال والشباب". وأشارت إلى أن عدداً كبيراً من المنافع الجماعية يمكن تحقيقه من التعليم الأفضل للجميع كتعزيز النمو الاقتصادي والحد من احتمال حدوث صراعات.
اتفق القادة الدوليون في القاعة على أهمية إدراج الأطفال اللاجئين في أنظمة المدارس الوطنية مما يضمن إمكانية استفادة أفراد المجتمعات المحلية والنازحين من التطور الإضافي.
تستضيف البلدان في المناطق النامية 92% من اللاجئين في سن المدرسة في العالم. تعاني بلدان عديدة من مشاكل في البنى التحتية التعليمية وهي بحاجة للمزيد من الدعم المالي المستدام من المجتمع الدولي.
وسيساهم الميثاق العالمي بشأن اللاجئين الذي ستصادق عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية عام 2018 في حشد المزيد من الدعم المالي المباشر في المجتمعات المستضيفة لتلبية الاحتياجات الخاصة للاجئين في مجال التعليم.
إلى جانب توفير الكتب المدرسية والمدرّسين، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة أنقذوا الأطفال هيلي ثورنينغ شميت بأنه من الضروري أيضاً الاستثمار في الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال اللاجئين: "إن الطفل الذي يعاني من الصدمة سيواجه صعوبة في التعلم. يجب أن نركز على هؤلاء الأطفال".
"عندما يحصلون على التعليم المناسب، يصبح اللاجئون قادةً"
تعيش فوني جويس فوني، وهي لاجئة من جنوب السودان، في كينيا وهي تشارك في رئاسة المجلس الاستشاري العالمي للشباب التابع للمفوضية. وقد أجرت مشاورات مع أكثر من 1,000 لاجئ شاب تُعتبر فرص التعليم الرسمي وغير الرسمي مهمة جداً لهم.
تقول فوني: "عندما يحصلون على التعليم المناسب، فإن اللاجئين يصبحون قادة". انضمت فوني مؤخراً إلى وفد من اللاجئين الذين شاركوا في مفاوضات السلام في جنوب السودان وقد قالت بأنها لم تكن لتتمكن من تحقيق ذلك من دون التعليم.
قالت: "من خلال التعليم أدركت أن لدي رأي"
أعرب القادة الدوليون عن التزامهم بتحسين الاستجابات الجماعية لضمان تمكن جميع الأطفال اللاجئين من الحصول على التعليم الجيد. وصرح غوردن براون، وهو المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم العالمي ورئيس صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" قائلاً: "إنه التحدي الذي يواجهه جيلنا نظراً لأزمة اللاجئين هذه. يمكننا أن ننجح في تحقيق ذلك من خلال العمل معاً".