الصراع والفيضانات تجبر عشرات الآلاف من السكان على الفرار من ديارهم في الصومال وسط تهديد فيروس كورونا

تحث المفوضية المجتمع الدولي على المبادرة في تمويل الوكالات الإنسانية وحكومة الصومال خلال هذه الأزمة.

طفلة صومالية تسير أمام مأوى مؤقت في مخيم للنازحين في مقديشو، الصومال في 1 أبريل 2020.  © REUTERS/Feisal Omar

في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي، والذي يمكن أن يُعزى له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.


تهدد الفيضانات الشديدة والصراع والاقتصاد المشلول وأسراب الجراد الصحراوي الوشيكة والانتشار المتسارع لفيروس كورونا سلامة ورفاه 2.6 مليون نازح داخلي في الصومال.

وتخشى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن تؤدي حالات الطوارئ المتعددة والمعقدة إلى عواقب مدمرة ما لم يكن هناك استجابة متينة ومنسقة من جانب المجتمع الدولي والسلطات الصومالية الوطنية والمحلية والجهات الإنسانية الفاعلة، وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

منذ بداية هذا العام، نزح أكثر من 220,000 صومالي داخلياً، من بينهم 137,000 شخص نتيجة للنزاع. وتعد الكوارث الطبيعية وتلك المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك الجفاف وما ينجم عن ذلك من نقص في سبل العيش والفيضانات، من العوامل الإضافية المعقدة والمترابطة للنزوح.

في جنوب ووسط الصومال، أدت الفيضانات المفاجئة وبداية الفيضانات النهرية الموسمية إلى نزوح ما يقدر بنحو 90,000 شخص مع توقع حدوث نزوح إضافي، مما أدى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الكبيرة الموجودة مسبقاً والتي يواجهها النازحون والمجتمعات المضيفة. وإذا استمرت هذه التطورات، فإن أمطار هذا العام تعطي إشارة واضحة بأنها يمكن أن تشكل نفس التهديد الكارثي الذي تسببت به أمطار "دير" في عام 2019، والتي أدت لفرار أكثر من 400,000 شخص من منازلهم. وتهدد أسراب الجراد الصحراوي، وهي أكثر الحشرات المهاجرة ضرراً في العالم، بتقويض غلة المحاصيل والتسبب بنقص واسع في الغذاء بعد أمطار "غو".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت المفوضية وحكومة الصومال مساعدات طارئة جواً، بما في ذلك علب المياه والصابون والبطانيات وحصر النوم وأدوات المطبخ والأغطية البلاستيكية، وذلك لمساعدة أكثر من 8,000 شخص في بيدوا وبارديري وكردو. من المقرر تسيير جسر جوي ثانٍ لنقل المساعدات وتوزيعها في كردو وباردير وبيليتوين وبرديل في وقت مبكر من اليوم، ومن المتوقع أن تصل مساعدة المفوضية إلى ما مجموعه 37,000 شخص.

في شهر مارس وأبريل، استؤنفت العمليات المسلحة ضد حركة الشباب في شبيلي السفلى، مما أدى إلى اضطرار أكثر من 50,000 شخص للفرار من منازلهم. وتعرض السكان بشكل مباشر لتبادل لإطلاق النار وهجمات الهاون في قراهم وانفجارات على جانب الطريق أثناء فرارهم. ومن الأمور الأخرى التي وردت تجنيد الأطفال، والعنف القائم على نوع الجنس - بما في ذلك الاغتصاب والاعتقال التعسفي. وفي جيدو بولاية جوبالاند، أجبر القتال الدائر بين أطراف النزاع في المنطقة في أوائل مارس ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على الفرار من ديارهم في بيليت إكساو.

وتعتقد المفوضية بأن الوضع الإنساني سيزداد سوءًا مع انتشار فيروس كورونا، حيث يعيش معظم النازحين البالغ عددهم 2.6 مليون شخص في الصومال في مخيمات عشوائية مزدحمة. كما يعيش كثيرون، لا سيما النازحون حديثاً، في مآوٍ مؤقتة مصنوعة من أكياس بلاستيكية وورق مقوى وعصي. ويعتبر التباعد الجسدي والاجتماعي من الأمور شبه المستحيلة، ونادراً ما توجد مياه نظيفة كافية للشرب، ناهيك عن غسل اليدين. وتعتبر الأوضاع مهيئة لانتشار الفيروس على نطاق واسع.

وقد باشرت حكومة الصومال إجراء فحوصات للفيروس في جميع أنحاء البلاد. ومع ذلك، فقد تركت عقود من الصراع، إلى جانب النقص العالمي في مجموعات الفحوصات، البنية التحتية الصحية في البلاد في وضع حرج من أجل التصدي للفيروس في حال انتشاره بسرعة. وعلى الرغم من وجود 928 حالة مؤكدة للفيروس في الصومال بين عموم السكان، لم يكن هناك سوى حالة مؤكدة واحدة بين السكان النازحين داخلياً حتى الآن.

وقد شهد العديد من النازحين الصوماليين انخفاضاً في دخلهم حيث أدت تدابير الوقاية من فيروس كورونا إلى خسارة في الوظائف أو تخفيض في ساعات العمل، خاصة بالنسبة للعاملين بأجر يومي والأشخاص العاملين في الأسواق. وقد لاحظت المفوضية أن اللاجئين هم من بين أول الفئات التي فقدت وظائفها. وفي الوقت نفسه، فإن أسعار المواد الغذائية بارتفاع بينما تتراجع التحويلات المالية بشكل كبير، والتي تعتبر طوق نجاة لملايين الصوماليين.

وتحث المفوضية المجتمع الدولي على المبادرة في تمويل الوكالات الإنسانية وحكومة الصومال خلال هذه الأزمة. يوم أمس، وكجزء من نداء الأمم المتحدة الأوسع نطاقاً، حثت المفوضية الدول والقطاع الخاص والجهات المانحة الفردية على تقديم 745 مليون دولار أمريكي لنداء المفوضية الخاص بفيروس كورونا، وذلك لحماية ومساعدة جموع اللاجئين والنازحين حول العالم.

 

للمزيد من المعلومات: