طلاب من نيكاراغوا يضطرون للفرار والتماس الأمان والتضامن في كوستاريكا
يواصل النيكاراغويون الفرار بحثاً عن الأمان خارج البلاد - بمعدل 4,000 شخص في الشهر.
كان المهندس أرتورو* في عامه الخامس والأخير من الجامعة عندما اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في مسقط رأسه نيكاراغوا في أوائل عام 2018.
لعب طلاب الجامعة دوراً رئيسياً في المظاهرات، وسرعان ما اكتسب أرتورو، وهو شاب لامع يبلغ من العمر 27 عاماً، شهرة في الحركة الطلابية، لكن تلك الشهرة عرضته للخطر.
في أكتوبر 2018، كان يقف خارج ورشة في العاصمة ماناغوا حيث كان يعمل من أجل المساعدة في دفع تكاليف دراسته عندما قفز فجأة عدد من الرجال المقنعين من سيارات قريبة منه. وبعد مطاردة دراماتيكية، تعرض للضرب وكبلوا يديه وتم اقتياده للسجن. استمروا بضربه، لكن بفضل الكاميرا الأمنية التي رصدت عملية القبض عليه، فقد أطلق سراحه بعد 18 يوماً.
بعد وقت قصير من خروجه من السجن، قفز أرتورو عبر الحدود إلى كوستاريكا، وانضم إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا من نيكاراغوا منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة في أبريل 2018.
وقد تسببت الاشتباكات التي اندلعت في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى منذ ذلك الحين بمقتل أكثر من 300 شخص، وذلك وفقاً لأرقام لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان، فيما أصيب أكثر من 2,000 شخص واحتجز عدد غير معروف.
بعد مرور ما يقرب من عامين، يواصل النيكاراغويون الفرار بحثاً عن الأمان خارج البلاد - بمعدل 4,000 شخص في الشهر. يتوجه معظمهم إلى كوستاريكا حيث قدم أكثر من ثلثي سكان نيكاراغوا الذين فروا من البلاد والبالغ عددهم 103,600 شخص طلبات للجوء، فيما آلاف آخرون يتواجدون في بلدان أخرى.
وبينما حافظت كوستاريكا على سياسة الباب المفتوح تجاه أولئك الفارين من الاضطهاد، أدى تدفق النيكاراغويين إلى إجهاد نظام اللجوء في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في أمريكا الوسطى.
للتعامل مع العدد المتزايد من طلبات اللجوء، عملت السلطات الكوستاريكية، بدعم من المفوضية، على تبسيط عملية الاعتراف باللاجئين من خلال توسيع سمات الأشخاص المعروفين بأنهم يتعرضون للاضطهاد في نيكاراغوا.
يشمل هؤلاء طلاباً - مثل أرتورو - وصحفيين ومزارعين تم استهدافهم بسبب احتجاجهم على خطط بناء قنوات مائية عبر أراضيهم. وهذا يعني معالجة أسرع لطلبات اللجوء ومعدل أعلى للاعتراف بالنكاراغويين.
"حلمي أن أكون مهندساً"
بالنسبة لإدوين*، وهو طالب تصميم غرافيك من ماناغوا يبلغ من العمر 30 عاماً، والذي فر أيضاً بعد المشاركة في الاحتجاجات، فإن الاعتراف به كلاجئ في كوستاريكا سيغير كل شيء.
وقال إدوين: "أتمنى لو كنت قد حصلت على ذلك من قبل!" مضيفاً أن موعد مقابلته مع السلطات المحلية المعنية باللاجئين مقرر في مايو: "سيعني الحصول على تصريح عمل أو شيء بسيط كالقدرة على الاشتراك في باقة للإنترنت حتى أتمكن من التواصل مع عائلتي".
كما يأمل إدوين في الوصول إلى نظام الرعاية الصحية في كوستاريكا، والتي أعلنت مؤخراً أنها سوف تدرج 6,000 لاجئ وطالب لجوء إلى نظام الضمان الاجتماعي: "أعاني من مشاكل في كليتي، والدواء هنا مكلف للغاية".
لم يفقد إدوين الأمل في إنهاء دراسته لكنه الآن يكرس وقته لشيء لم يفعله طالب حضري من قبل، وهو تربية الخنازير، حيث يعيش في منطقة ريفية في شمال كوستاريكا، وكان عليه أن يتعلم كيفية رعاية الخنازير، الكثير منهم في الحظائر، وقال: "لقد ربيت حتى الآن 22 خنزيراً صغيرأ وما زلت لا أصدق أنني أقوم بهذا العمل".
لم يتمكن أرتورو، طالب الهندسة، من طلب نسخه الأكاديمية حتى يتمكن من الالتحاق بجامعة في كوستاريكا، لكن رغبته في إكمال دراسته لم تفتر، حيث قال: "حلمي أن أكون مهندسا".
*تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية.