غراندي يختتم زيارته إلى سوريا ويتعهد بمواصلة الدعم للفئات الأكثر ضعفاً
تواصل المفوضية تكثيف التدابير لمواجهة واحتواء انتشار فيروس كورونا بين السكان من السوريين واللاجئين.
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي مجدداً التزام المفوضية بتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للشعب السوري واللاجئين في البلاد، وذلك في أعقاب زيارة استغرقت ثلاثة أيام من 15 إلى 17 سبتمبر.
وقال غراندي: "لا يزال الوضع في سوريا صعباً للغاية ويحتاج السكان إلى دعم عاجل. التقيت بأشخاص عادوا من تجربة النزوح إلى مناطق لا تزال تواجه العديد من التحديات. قدرتهم على التكيف متواضعة، ولديهم احتياجات إنسانية عاجلة: فقد قفزت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، ونادراً ما تتوفر المياه، وهناك شح في الكهرباء وصعوبة في العثور على فرص العمل".
وأضاف المفوض السامي: "لقد تفاقمت التحديات التي يواجهونها بسبب الانكماش الاقتصادي الحاد ووباء فيروس كورونا. المفوضية ملتزمة بمواصلة عملها لتقديم المساعدة الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها".
تواصل المفوضية تكثيف التدابير لمواجهة واحتواء انتشار فيروس كورونا بين السكان من السوريين واللاجئين وتسعى إلى تعبئة موارد إضافية لمواجهة الوباء والاستجابة الإنسانية في البلاد. وقد تضمنت زيارة المفوض السامي لقاءات مع كبار المسؤولين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية والعاملين في مجال الرعاية الصحية والعائلات السورية. وجاءت زيارته في أعقاب الارتفاع الأخير في الإصابات بالفيروس في البلاد.
وقال غراندي: "تتمثل الحاجة الأكثر إلحاحاً في الاستجابة والقيام بالمزيد لمكافحة الفيروس، بما في ذلك توسيع الدعم لمراكز الحجر الصحي، وتعزيز القدرة على إجراء الفحوصات وتوفير معدات الحماية للعاملين في الخطوط الأمامية والرعاية الصحية في المستشفيات العامة والجامعية والمراكز المجتمعية التي تمولها المفوضية".
كجزء من جهود تصديها لفيروس كورونا، قدمت المفوضية معدات الحماية للمستشفيات والعيادات الصحية، ووزعت الأدوية على اللاجئين، وبنت مناطق للحجر الصحي في ريف دمشق.
وزار المفوض السامي مركز الحجر الصحي في الدوير حيث قامت المفوضية والجهات الإنسانية الفاعلة بتحسين مرافق النظافة، وإصلاح غرف المرضى، وتوفير المعدات مثل الأسرة والمراتب والشراشف وتوسيع القدرة لاستيعاب ما يصل إلى 3,000 فرد.
كما زار غراندي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث لا تزال الاحتياجات الإنسانية العاجلة قائمة مع محدودية الوصول إلى مياه الشرب، وإمدادات الكهرباء الشحيحة أو غير الموثوق بها، وضعف سبل الوصول إلى الرعاية الصحية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية كالغذاء والوقود والأدوية.
وأشار إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والمباني التي لا تزال موجودة منذ زيارته الأخيرة قبل عامين، لكن العائلات السورية التي تحدث إليها أخبرته بأن الوضع الأمني أصبح أكثر استقراراً، وأن بعض النازحين السوريين عادوا إلى منازلهم.
وزار المفوض السامي أيضاً مدرسة في الغوطة الشرقية أعيد افتتاحها مؤخراً بعد إغلاق تسبب به فيروس كورونا. يتم إجراء الدروس مع وجود ما يصل إلى 40 طالباً في الصف الواحد، وقد شدد على مدى صعوبة فرض التباعد الجسدي وضمان النظافة الأساسية مثل غسل اليدين في ظل الظروف السائدة.
واختتم المفوض السامي زيارته بلقاء عائلات عادت مؤخراً إلى منازلها بعد سنوات من النزوح. وقدمت المفوضية الدعم للعائلات في المنطقة حتى يتمكنوا من إجراء الإصلاحات الصغيرة اللازمة لضمان أن تكون منازلهم آمنة وصالحة للسكن.
بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على الأزمة السورية، يحتاج 11 مليون شخص داخل البلاد إلى المساعدة الإنسانية ويعيش أكثر من 80 في المائة منهم تحت خط الفقر. وقد أدت الأوضاع الاقتصادية التي تفاقمت بسبب أزمة فيروس كورونا إلى تردي الأحوال المعيشية.
تعمل المفوضية والشركاء في المجال الإنساني لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً ولكنهم يخشون من شح الموارد نظراً للتحديات التي يشكلها الوباء العالمي في مجال الصحة والسلامة واقتصاديات البلدان في جميع أنحاء العالم. وخلص غراندي إلى أن هذا الأمر يؤكد الحاجة إلى دعم دولي مستمر للسوريين داخل وخارج البلاد.
للمزيد من المعلومات:
- في عمّان، رلى أمين: [email protected] 49 58 04 790 962+