معرض "حلم الإنسانية" يفتتح أبوابه على ضفاف نهر السين في باريس برعاية جائزة حمدان للتصوير
معرض عملاق للصور الفوتوغرافية يغطي حالياً الجدران على طول ضفاف نهر السين في باريس.
باريس، 5 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يغطي معرض عملاق للصور الفوتوغرافية حالياً الجدران على طول ضفاف نهر السين في باريس. ويتضمن المشهد الذي يمتد على طول 370 متراً صوراً تمثل الإنسانية والتنوع فضلاً عن سبع كلمات رئيسية مترجمة إلى لغات من جميع أنحاء العالم: الاحترام والسلام والتضامن والصداقة والكرامة والضيافة والأمل.
يتضمن المعرض الذي ساعدت المفوضية بتخطيطه صوراً التقطها المصور الصحفي المشهور رضا، وذلك على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، وصوراً للاجئين التقطها المصور علي بن ثالث. ويتميز أيضاً المعرض بصور التقطها أطفال سوريون لاجئون يعيشون في مخيم كوركوسك للاجئين في العراق ومدربون على التصوير الفوتوغرافي من قبل المصور المشهور رضا.
وقد قام رضا بتنظيم المعرض بالشراكة مع المفوضية و"بلدية باريس" وبرعاية جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. وقد تم إطلاقه رسمياً في 4 أغسطس/آب.
خلال الصيف وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، سوف يحظى سكان باريس والزوار والسياح بفرصة لرؤية هذه الصور الفوتوغرافية بينما يتمشون على ضفاف نهر السين مقابل متحف أورسيه. وقد أذهلت الصور أول الزوار وأثرت بهم.
وقالت سيسيل البالغة من العمر 63 عاماً بينما كانت تتحدث إلى متطوعي المفوضية الذين يرشدون الزوار خلال المعرض: "أعتقد بأنه يتوجب على فرنسا وباريس أن تكونا أكثر انفتاحاً لاستضافة اللاجئين. ولا أدري ما إذا كان يجب أن يكون هناك حدود. فالفرنسيون ليسوا وحدهم من لا يستجيب. ويجب علينا تقديم الحد الأدنى إليهم حتى يستعيدوا كرامتهم. مثلاً، كان لدينا حمامات عامة مفتوحة في فرنسا سابقاً. وكان الاستحمام متاحاً يومياً وليس مرة في الأسبوع. وهم بحاجة إلى أن يتمكنوا من الاستحمام. فالنظافة أمر ضروري. وهم بشر وعلينا إعادة كرامتهم لهم".
وأشار زائر آخر إلى الوضع الحالي في أوروبا وعلّق قائلاً إن الوضع في فرنسا لا يزال أفضل بكثير من الوضع في العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
وبعد بضع مئات من الأمتار، تتحول الصور إلى واقع ملموس حيث ينام اللاجئون والمهاجرون في مخيم مؤقت تحت جسر على ضفاف النهر أسفل "مدينة الأزياء".
وصرّح فيليب لوكليرك، ممثل المفوضية في فرنسا، قائلاً: "في السياق الحالي لوضع اللجوء المتفاقم في أوروبا وتدهور أوضاع طالبي اللجوء واللاجئين، يذكرنا المعرض بأن هنالك 60 مليون شخص من المهجرين في جميع أنحاء العالم وأن الكثير من احتياجاتهم الأساسية غير ملبّاة. ونأمل أن يدعو المعرض الزوار إلى التفكير في وضع اللاجئين، وينشر التوعية والتعاطف والتضامن".
بالنسبة إلى الكثير من الزوار، يعتبر القسم الأكثر استقطاباً من المعرض هو الذي يضم صور مخيم كوركوسك للاجئين التي التقطها أطفال سوريون لاجئون. فقد التُقطت هذه الصور في ديسمبر/كانون الأول 2013 عندما سافر رضا إلى مخيم كوركوسك للاجئين الذي يستضيف اللاجئين السوريين في العراق. وخلال هذه المهمة، بدأ ورشة عمل للتصوير الفوتوغرافي للأطفال المقيمين في المخيم. وشارك في ورشة العمل هذه حوالي 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً وكانت النتيجة مذهلة.
وشرح رضا قائلاً بأن "حالي حال العديد من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين، أشعر بالغيرة من هذه الصور. فنحن نود أن نلتقط صوراً كهذه".
ساهمت ورشة العمل هذه في ولادة مشروع "صوت اللاجئين خارج الوطن"، حيث سيقوم رضا بالتعاون مع المفوضية بتنظيم ورش عمل للصور الفوتوغرافية للشباب في مخيمات اللاجئين في أنحاء العالم.
وأضاف رضا قائلاً: "يسرني ويشرفني بأنني، خلال مسيرتي الطويلة كمصور، تمكنت بطريقة ما من مشاركة حياة هؤلاء الأشخاص، ودعوت الجمهور إلى التفكير في أوضاع اللاجئين بما أن أي شخص قد يصبح لاجئاً. كما شهدت أيضاً على عمل المفوضية في الميدان وأود أن أثني على التزام موظفيها".
وترعى جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي معرض "حلم الإنسانية" ليكون جزءاً من المسؤولية الإنسانية الواسعة النطاق ولتوثيق ظروف عيش اللاجئين ومعاناتهم اليومية.
وصرّح المصور علي بن ثالث، وهو أيضاً أمين عام جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي قائلاً: "نحن نشعر أيضاً أنه من واجبنا الأخلاقي أن ننشر الوعي بشأن المحنة الحالية للاجئين السوريين وشجاعتهم في إخبارنا قصصهم وهم ينظرون إلى عدسة الكاميرا".
* يقع المعرض مقابل متحف أورسيه، بين قصر اللوفر وبونت رويال ويستمر حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول.
بقلم سيلين سشميت وزينب أبوكير وفاطمة ممتاز في باريس، فرنسا