مؤسسات القطاع الخاص تتعهد بـ250 مليون دولار لمساعدة اللاجئين
إيكيا ومؤسسة ليغو وفودافون في مقدمة 30 مؤسسة خاصة مشاركة في المنتدى العالمي للاجئين تتعهد بتوفير فرص التعليم والتدريب والعمل والخدمات القانونية والمساعدات النقدية للاجئين
من اليمين إلى اليسار: يواكيم ريتر وجون غودوين ودومينيك هايد وحمدي أولوكايا وتولغا أونكو في جنيف.
© UNHCR/Steve Forrest
استعرض المنتدى العالمي للاجئين اليوم في جنيف الدور المتنامي الذي يضطلع به القطاع الخاص في تعبئة الموارد لدعم ملايين اللاجئين حول العالم، حيث تعهد قادة قطاع الأعمال بـ250 مليون دولار.
وأصبح نطاق وحجم المساعدة المقدمة أكثر وضوحاً من خلال التعهد الذي قدمته مجموعة "Ingka" ومجموعة "إنتر إيكيا" وإيكيا بتوفير مبادرات التدريب على العمل والمهارات اللغوية في 300 متجر ووحدة تابعة لإيكيا في 30 دولة لـ2,500 لاجئ حتى العام 2020.
وقد تعززت هذه التعهدات من خلال التزام مؤسسة إيكيا بتوفير مبلغ 100 مليون يورو على شكل منح للبرنامج خلال السنوات الخمس القادمة.
وأثناء مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين تنفيذيين من مؤسسة ليغو وشركة الاتصالات الضخمة فودافون، قال تولغا أونكو، مدير عمليات تجارة التجزئة لدى مجموعة "Ingka": "فعل الخير جزء من الممارسات الجيدة في عالم الأعمال، ونحن في إيكيا محظوظون بقدرتنا على التفكير عبر الأجيال".
وأضاف بأن إيكيا حريصة على المساهمة في صياغة صورة إيجابية عن اللاجئين: "هؤلاء أصدقاؤنا وزملاؤنا، وغداً، قد أكون أصبح أنا نفسي (لاجئاً) أو أنتم، أو أبناؤنا وأحفادنا. نحن مدينون للاجئين اليوم بالعمل لضمان أن تكون صورتهم أمام العالم بأسره والخطاب المتعلق بهم إيجابياً".
"فعل الخير جزء من الممارسات الجيدة في عالم الأعمال"
يشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين (25.9 مليون شخص) حول العالم أطفال، وحرصاً على تحسين حياتهم، أعلنت مؤسسة ليغو عن منحة مالية قدرها 100 مليون دولار أمريكي موجهة لحلول التعلم القائم على اللعب من خلال مبادرة جديدة تدعى "PlayMatters" (للعب أهميته)، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز القدرة على التحمل والمساعدة في بناء المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والجسدية والإبداعية لدى الأطفال اللاجئين.
وقال جون غودوين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ليغو: "نركز بشكلٍ أساسي على التعليم المبكر. ونحن نشعر بأنه يتوجب علينا بذل كل المستطاع ليحصل هؤلاء الأطفال على الانطلاقة التي يحتاجونها، ليتمكنوا من تجاوز الصعوبات التي واجهوها، ولنتمكن من وضعهم على المسار الصحيح نحو النجاح والازدهار في حياتهم".
أما مؤسسة فودافون فقد تعهدت بزيادة عدد اللاجئين الشباب المستفيدين من التعليم الرقمي عالي الجودة الذي تقدمه عبر برنامج ”مدارس الشبكة الفورية"، من 85,000 إلى 500,000.
وتهدف المؤسسة إلى زيادة عدد مشاريع ”مدارس الشبكة الفورية“ في كينيا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ليشكل صلةً بين الطلاب والموارد التعليمية المتوفرة في عالم الإنترنت. وسوف يتم تطبيق البرنامج في بلدان جديدة بحلول عام 2025.
وبدوره، قال يواكيم ريتر، رئيس إدارة العلاقات الخارجية لدى مجموعة فودافون: "هنالك أربعة ملايين طفل لاجئ محرومون من التعليم... علينا أن نردم هذه الفجوة ونضمن للأطفال، بصرف النظر عن أصولهم حتى إن كانوا قد ولدوا في مخيمات اللاجئين، حق رسم مسار حياتهم بأفضل صورةٍ ممكنة".
ينعقد المنتدى العالمي الأول من نوعه للاجئين في جنيف حتى 18 ديسمبر لإيجاد حلولٍ لأكثر من 70 مليون طفل وامرأة ورجل اضطروا للفرار من بيوتهم نتيجة الحروب والصراعات والاضطهاد، بما في ذلك 25.9 مليون لاجئ عبروا حدود بلدانهم سعياً للأمان.
"علينا أن نردم الفجوة في التعليم".
يجمع المنتدى الممتد لثلاثة أيام اللاجئين ورؤساء الدول والحكومات وقادة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومنظمات التنمية وممثلين عن المجتمع المدني وقادة الأعمال.
قد تقدمت بالتعهدات أيضاً أكثر من 30 مؤسسة أخرى - بما فيها الشركات متعددة الجنسيات، ومكاتب المحاماة، والمؤسسات الخاصة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والتحالفات وشبكات الاستثمار.
تتمحور هذه التعهدات حول أهداف الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، وهو إطار عملٍ أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي لضمان تقاسم المسؤولية بصورةٍ متكافئة وقابلة للتوقع. وستشمل تعهدات محددة تتعلق بفرص التعليم والتدريب وخلق فرص العمل للاجئين.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: "مع استمرار النزاعات القديمة واندلاع نزاعات جديدة، ونزوح الملايين من الأشخاص، نحتاج إلى طرق ذكية وملهمة وجذابة وشاملة لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة، ويمكننا جميعاً لعب دور في ذلك“.
وأضاف: "لقد كان للقطاع الخاص مبادراته، بفضل إبداعه وقيادته والتزامه، من خلال تقديمه تعهدات مهمة خلال المنتدى العالمي للاجئين، والشركات مستعدة لتقديم المزيد".
أما التعهدات الأخرى فتتعلق بالاتصال بشبكة الإنترنت والخدمات القانونية المجانية وخدمات تطوير الأعمال والاستثمار في الشركات التي يقودها اللاجئون والتمويل المبتكر والمساعدة النقدية والوصول إلى الطاقة النظيفة والآمنة.
أما حمدي أولوكايا، الرئيس التنفيذي لتشوباني، والمؤسس لبرنامج "Tent Partnership for Refugees" استجابةً لأزمة اللاجئين العالمية، فقد تحدث عن توفير فرص العمل للاجئين ضمن عمليات شركته في نيويورك، وعن التحول الذي حصل في حياتهم.
وقال: "عندما بدأوا بالعمل، لم يعودوا لاجئين".