لاجئون في حوار المفوض السامي: "امنحونا مساحة على الطاولة وسنغير العالم"
يُعقد الحوار هذا العام عن بعد وذلك على مدار الأسابيع السبعة المقبلة - مع التركيز على كيفية تأثير فيروس كورونا على اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية.
قال المشاركون في حوار للمفوض السامي حول تحديات الحماية أن اللاجئين وغيرهم ممن عانوا من الصدمات النفسية والآلام والشدائد يأتون بحلول فريدة من نوعها ومن زوايا مختلفة خلال جهود التصدي لفيروس كورونا والتحديات الأخرى التي تواجه العالم - بما في ذلك الفقر وعدم المساواة والآثار السلبية لتغير المناخ.
وقالت الناشطة التشادية هندو عمرو إبراهيم، وهي من المدافعات عن العدالة البيئية وحقوق الشعوب الأصلية: "امنحونا مساحة على الطاولة وسنغير العالم".
تأسس حوار المفوض السامي في عام 2007، وهو يعمل على تسهيل تبادل الآراء بين اللاجئين والحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديميين والمنظمات الدولية حول التحديات الناشئة في مجال الحماية الإنسانية. ويُعقد الحوار هذا العام عن بعد وذلك على مدار الأسابيع السبعة المقبلة - مع التركيز على كيفية تأثير فيروس كورونا على اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية.
وقال غراندي أن الوباء أعطى العالم "درساً مكثفاً" حول فوائد الادماج، مشيراً إلى أن معظم الدول أدركت على الفور أهمية إدراج اللاجئين وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة في استجابتها الأولية للوباء حتى تتمكن من احتواء انتشار الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 1.1 مليون شخص على مستوى العالم.
وقال المفوض السامي أنه كان للفيروس آثار اجتماعية واقتصادية فتاكة، متسبباً بنشوء "وباء الفقر" والذي يمكن أن يستمر لأجيال ما لم تستمر الحكومات في دعوة السكان الأكثر ضعفاً للمساهمة في خطط إعادة البناء والاستفادة منها، وأن الفيروس وصل في وقت يواجه فيه العالم بالأصل سلسلة من الأزمات، مثل عدم المساواة والفقر وحالة الطوارئ المناخية وتنامي ظاهرة كراهية الأجانب.
"نحن نعيش في سياق لا أحد يمكنه التنبؤ به أبداً. نحن بحاجة لأن نكون مستعدين لحالات الطوارئ في المستقبل".
كانت هندو، وهي ناشطة من تشاد، واحدة من ستة أعضاء في حلقة النقاش والذين انضموا إلى المفوض السامي في جلسة اليوم، إضافة إلى فزة حسيني، وهي لاجئة أفغانية وطبيبة مقيمة في إيران؛ والناشط المجتمعي نيال دينغ، والذي يعيش في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا؛ وبارتيليمي موانزا نغان، اللاجئ الكونغولي وعضو المجلس الاستشاري العالمي للشباب التابع للمفوضية؛ وشادي شحادة، وهو ناشط ولاجئ سوري يعيش في سويسرا؛ وكارمن أليخاندرا بارا، وهي سيدة فرت من فنزويلا وتعيش الآن البيرو حيث تمارس مهنة الطب.
وقد تبادل المتحدثون خبراتهم في مجال العمل في الخطوط الأمامية لوباء فيروس كورونا وشددوا على أهمية الاستفادة من مهارات ومعارف اللاجئين وعديمي الجنسية في أوقات الأزمات.
"بصفتي لاجئاً، بدأت أفكر على الفور في أولئك الذين فقدوا منازلهم - وأولئك الذين لم يعد لديهم مكان للنوم ليلاً خلال ثوانٍ معدودات"
يستذكر شادي، والذي درس القانون في جامعة دمشق قبل اضطراره لمغادرة سوريا في عام 2011، شعوراً بالخجل عندما طلب اللجوء لأول مرة، لكنه قال أن خدمة الآخرين ساعدته على استعادة شعوره بالكرامة. عندما انتشر فيروس كورونا لأول مرة، بادر بتوصيل الطعام والمواد الأساسية الأخرى للأشخاص الذين لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم في سويسرا. وفي شهر أغسطس، في أعقاب التفجيرات التي هزت بيروت والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص وتسببت بدمار منازل 300 ألف آخرين أو إلحاق الضرر فيها، أطلق هو ولاجئون آخرون حملة تمكنوا خلالها من جمع 30 ألف دولار أمريكي لجهود الإغاثة.
وقال شادي: "بصفتي لاجئاً، بدأت أفكر على الفور في أولئك الذين فقدوا منازلهم - وأولئك الذين لم يعد لديهم مكان للنوم ليلاً خلال ثوانٍ معدودات، والمصابين في المستشفيات والذين سيغادرون في غضون أسبوع ولكن لن يكون لديهم مكان يذهبون إليه".
أما كارمن فقد درست الطب، لكنها اضطرت للعمل كنادلة وكمندوبة مبيعات بعد أن لجأت إلى البيرو. انقلبت حياتها رأساً على عقب عندما دخلت في برنامج تجريبي تدعمه المفوضية لمساعدة الأطباء الفنزويليين على اعتماد شهاداتهم – وهي عملية عادة ما تكون طويلة ومكلفة. منذ ذلك الحين، عملت على الخطوط الأمامية في جهود البيرو في التصدي لفيروس كورونا. وقد حثت كارمن الدول على دعم المحامين والمهندسين وغيرهم ممن يرغبون في خدمة مجتمعاتهم الجديدة.
وقالت "الحفاظ على الدعم أمر حيوي للمهنيين أمثالي".
وتحدثت فزة، التي تدير مركزاً صحياً، عن معركتها ضد المعلومات المضللة أثناء الوباء واتفق متحدثون آخرون على أن الشائعات والأكاذيب تلوث الكثير من العمل الذي يقومون به على الخطوط الأمامية لفيروس كورونا وفي مناطق أخرى. وقالوا أن الاتصال بالإنترنت ونشر المعلومات بلغات متعددة والاستفادة من أفراد المجتمع للعمل كـ"سفراء" للمعلومات كانت ضرورية لتبديد الخرافات البالية.
وقال نيال أن الخط الساخن المجاني في كاكوما، على سبيل المثال، يتيح للأشخاص فرصة الإبلاغ عن الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا والتي تخضع بعد ذلك للتحقق: "لطالما كانت المعلومات المضللة تمثل تحدياً في جميع أنحاء العالم، والشيء نفسه يحدث في مخيمات اللاجئين".