سفيرة الأمم المتحدة للسلام الأميرة هيا تحذر من كارثة وشيكة للاجئي جنوب السودان
أدت الحرب الأهلية الدامية إلى تدفق لاجئي جنوب السودان إلى إثيوبيا المجاورة بمعدل 1,000 شخص يومياً الأمر الذي أعاق قدرة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
غامبيلا، إثيوبيا - بعد زيارتها لمخيمات اللاجئين المكتظة في إثيوبيا يوم الثلاثاء، أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين نداءً طارئاً من أجل المساعدة على حل أزمة الغذاء المتنامية التي يطال تأثيرها لاجئي جنوب السودان الفارون من الصراع ونقص الغذاء في بلادهم.
فقد أدت الحرب الأهلية الدامية إلى تدفق لاجئي جنوب السودان إلى إثيوبيا المجاورة بمعدل 1,000 شخص يومياً الأمر الذي أعاق قدرة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني على تلبية احتياجاتهم الأساسية، علماً بأن حوالي 90 في المئة من اللاجئين هم من النساء والأطفال.
وصرحت الأميرة هيا قائلةً: "قالت الأمهات اللواتي قابلتهن إنهن لا يملكن كمية كافية من الطعام لعائلاتهن الآن، وإن وضعهن يتأزم يوماً بعد يوم". وأضافـت: "يقوم موظفو الإغاثة المتفانون بكل ما في وسعهم، إلا أنهم يتوقعون نفاد المخزون الغذائي بحلول شهر سبتمبر. وتحتاج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى دعم مادي لتفادي وقوع أزمة غذائية تطال آلاف النساء والأطفال."
استضافت غامبيلا أكثر من 169,000 شخص من القادمين الجدد منذ بدء الصراع في جنوب السودان في 15 ديسمبر من العام 2014. وإلى جانب الوافدين الجدد الذين يصلون بمعدل 1,000 فرد في اليوم تقريباً، ما زالت غامبيلا تستضيف 58,983 شخصاً من جنوب السودان كانوا متواجدين في المخيمات والمجتمعات المضيفة في إقليم غامبيلا قبل الصراع.
وقد زارت الأميرة هيا مخيم كول 2 للاجئين حيث عاينت مواقع عديدة لتقديم المساعدات والتقت عدداً من المسؤولين المحليين والمستفيدين. كذلك، اجتمعت بفريق عمل المفوضية في غامبيلا الذي أطلعها بإيجاز على الوضع الإنساني بشكل عام وعلى معدلات سوء التغذية المثيرة للقلق.
وجاءت هذه الزيارة بعد أقل من أسبوع على قيام المفوضية وشركائها بإطلاق نداء إنساني محدث لجمع 658 مليون دولار أميركي لمساعدة اللاجئين المتوقع وصول عددهم إلى 715,000 شخص قبل نهاية العام 2014، في كل من إثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا.
وتحذر المفوضية من أن عدم الاستجابة لهذا النداء الطارئ سيعيق تقديم المساعدات ويفرض تحديد الأولويات على صعيد الخدمات ما قد يؤدي إلى تخفيض الحصص الغذائية وتقليص البرامج الضرورية الهادفة إلى الوقاية من سوء التغذية الحاد ومعالجته.
تدعم الأميرة هيا جهود المفوضية في مجال التغذية العلاجية، والتغذية، والأمن الغذائي للاجئي جنوب السودان. ويقدر عدد المستفيدين من المساعدات التي تقدمها المفوضية بحوالي 120,000 فرد.
وصرحت المنسقة الإقليمية للاجئين في المفوضية، آن أنكونتر، قائلةً: "في فترة يشهد فيها العالم نشوء عدد غير مسبوق من الحالات الطارئة الكبيرة والمتزامنة، ثمة حاجة ملحة إلى حشد الدعم العالمي لأزمة لاجئي جنوب السودان الإقليمية،" وأضافت: "أنا واثقة من أن هذه الزيارة التي قامت بها سفيرة الأمم المتحدة للسلام، صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، ستلقي الضوء على هذه الأزمة الرهيبة، على أمل أن تشجع المجتمع الدولي على زيادة الدعم المقدم".
وأثنت صاحبة السمو الملكي في زيارتها على الجهود التي تبذلها المفوضية وإدارة شؤون اللاجئين والعائدين وغيرهما من وكالات الإغاثة، وأعادت التأكيد على التزامها بالدعوة إلى المزيد من التعاون لتقاسم الأعباء والتضامن.
وقالت الأميرة هيا في هذا الصدد: "لقد أدهشني كثيراً كرم الحكومة الإثيوبية والشعب الإثيوبي وحسن ضيافته وكذلك إبقاء الحدود مفتوحة والاستمرار في توفير اللجوء لسكان جنوب السودان الفارين من المجاعة والحرب."
على الصعيد الإقليمي، يفاقم الصراع المستمر والوضع الإنساني المتدهور في أحدث بلدان العالم، نزوح اللاجئين إلى إثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا بوتيرة أكبر من الوتيرة المتوقعة.
وتستضيف إثيوبيا حوالي 580,000 لاجئ من جنوب السودان والصومال وغيرهما من الدول الإفريقية ما يجعلها إحدى الدول العشر الأولى المستضيفة للاجئين وفقاً للمفوضية. وفي حال استمر الوضع على هذا النحو، يُتوقع أن يصل عدد لاجئي جنوب السودان في إثيوبيا إلى 300,000 لاجئ مع حلول نهاية العام 2014.