النزوح في أمريكا الوسطى

ارتفع عدد اللاجئين وطالبي اللجوء من شمال أمريكا الوسطى في السنوات الخمس الماضية.

تتفاقم الجريمة والعنف ويغذيهما تجار المخدرات، حيث تشير المعلومات إلى ارتفاع في عدد العصابات، إلى جانب المؤسسات الهشة وانعدام المساواة.

في نيكاراغوا، أدى الاضطهاد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان إلى نزوح جديد وعلى نطاق واسع.

 

تبرّعوا الآن

حوالي 470,200

عدد اللاجئين وطالبي اللجوء من شمال أمريكا الوسطى في جميع أنحاء العالم

(أرقام حكومية)


أكثر من 97,000

عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في المكسيك 


أكثر من 318,000

عدد النازحين داخلياً في هندوراس والسلفادور

(أرقام حكومية)


أكثر من 102,000

عدد الأشخاص من نيكاراغوا ممن التمسوا الحماية الدولية حول العالم

(أرقام حكومية)

ويبقى الخيار الصعب والمتبقي لآلاف الأسر والشابات والشبان في أمريكا الوسطى الآن المغادرة أو الموت. يضطرون لمغادرة منازلهم والمجازفة بحياتهم للقيام برحلات خطيرة، فقط من أجل البحث عن مكان آمن يعيشون فيه. غالباً ما يصل هؤلاء وليس بجعبتهم سوى الملابس التي يرتدونها، وهم بحالة من الصدمة وبحاجة لدعم عاجل.

"كان لدينا مخبز في السلفادور، حتى وصلت العصابات ولم يعد بإمكاننا بيع الخبز. تعرضنا للتهديد للخروج من بلادنا".

فر راؤول*، 65 عاماً، مع عائلته من السلفادور إلى غواتيمالا المجاورة.

تضطر أعداد متزايدة من الناس في أمريكا الوسطى إلى مغادرة منازلهم. وهناك حوالي 470,200 لاجئ وطالب لجوء من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، وهو رقم سجل ارتفاعاً بنسبة 33% مقارنة بعام 2018. ومع حالة عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والفقر، فإنهم يفرون من عنف العصابات والتهديدات والابتزاز والتجنيد في العصابات أو الدعارة، وكذلك من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس. كما أن الأشخاص من ذوي التوجهات الجنسية المختلفة يفرون من الاضطهاد. نزح الكثيرون لأكثر من مرة داخل بلدانهم أو تم ترحيلهم إلى أوطانهم في مناطق غالباً ما تكون خطيرة.

في الوقت نفسه، أدت الاضطرابات السياسية في نيكاراغوا منذ أبريل 2018 إلى فرار عشرات الآلاف من الناس من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، غالبيتهم إلى كوستاريكا المجاورة. بعد مرور عامين على الأزمة، غادر أكثر من 102,000 شخص نيكاراغوي بلادهم بحثاً عن ملاذ آمن.

وفي الإجمال، نزح أكثر من 890,000 شخص من شمال أمريكا الوسطى ونيكاراغوا من منازلهم. وتبذل البلدان والمجتمعات المضيفة في بليز وكوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك وبنما قصارى جهدها للترحيب بالذين أجبروا على الفرار. ومع وجود سياسات جديدة لتنظيم إقامتهم وتسهيل اندماجهم السريع، تمكن الآلاف من الأشخاص من بدء حياة جديدة. ومع ذلك، فإن الزيادة المستمرة لعدد الأشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن تحد من قدرة مضيفيهم على التكيف مع هذا الوضع، مما يجهد الخدمات المحدودة والتي تخدم السكان المحليين أيضاً.

تفاقم حالة العنف المزمن وانعدام الأمن، إلى جانب القيود المتعلقة بفيروس كورونا،  الصعوبات والاضطهاد الذي يعاني منه عشرات الآلاف من الأشخاص في أمريكا الوسطى، والذين لديهم الآن وسائل محدودة للحصول على الحماية وتدبر أمورهم المعيشية.

 

"هذا المشروع بالنسبة لي يعني الأمل. رغم أننا اضطررنا لمغادرة بلدنا، لدينا فرصة لتحقيق حلم في حياتنا".

إيزابيل، 56 عاماً، من هندوراس. أصبحت تعتمد على نفسها بفضل مشروع توظيف من الحكومة والقطاع الخاص في غواتيمالا.

ماذا تفعل المفوضية للمساعدة؟

لكل شخص الحق في العيش بأمان. لا ينبغي إجبار أي شخص على ترك كل شيء وراءه، أو مواجهة مآسٍ مروعة أو فقدان حياته من أجل الوصول إلى ملاذ آمن. لكل شخص يخشى العنف والاضطهاد في وطنه الحق في طلب اللجوء، ونحن نعمل بلا كلل في جميع أنحاء أمريكا الوسطى لتحقيق ذلك.

تعمل المفوضية مع الحكومات السبع التي تقود الإطار الإقليمي الشامل للحماية والحلول، وهو نهج جديد ورائد لمساعدة اللاجئين والنازحين على الازدهار، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، انطلاقاً من الميثاق العالمي بشأن اللاجئين وأهداف التنمية المستدامة.

نحن نعمل عن كثب مع الشركاء، بما في ذلك المجتمع المدني والأبرشيات، في مجتمعات النازحين والمجتمعات عالية الخطورة لرفع مستوى صمودهم ودعم أولئك الذين لم يكن لديهم خيار آخر سوى الفرار. نحن نشجع أيضاً على إيجاد حلول للنازحين داخلياً واللاجئين وطالبي اللجوء والمرحلين الذين يحتاجون إلى الحماية من شمال أمريكا الوسطى ونيكاراغوا.

لتحقيق هذه الغاية، نسعى جاهدين للمساعدة في تعزيز قدرة البلدان المستقبلة للاجئين على توفير سبل الوصول إلى إجراءات عادلة وفعالة لتحديد وضع اللاجئ. نحن ندعم شبكات المساحات الآمنة والمآوي في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والمكسيك بحيث يتم توفير المساعدة الفورية للأشخاص أثناء تنقلهم وتحديد هوية المحتاجين للحماية الدولية.

كما نعمل مع الوكالات الإنسانية والإنمائية الأخرى للتأكد من وصولنا إلى جميع الأشخاص في بلدانهم الأصلية، بما في ذلك من خلال البرامج التي تهدف إلى تمكين النازحين داخلياً، والأطفال والنساء والمبعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحماية، والأفراد من ذوي التوجهات الجنسية المختلفة وغيرهم من المتضررين من العنف. نحن نقدم الدعم المنقذ للحياة والمنح النقدية لمساعدة اللاجئين والنازحين على التأقلم.

علاوة على ذلك، نشجع على الاندماج المحلي للاجئين وطالبي اللجوء في البلدان المضيفة لهم ومساعدتهم على استخدام مهاراتهم أو تعلم مهارات جديدة. نحن نستثمر أيضاً في الجهود المبذولة للحد من كراهية الأجانب وتعزيز التعايش السلمي بين اللاجئين ومضيفيهم.

"تعودت أن أكون مقاتلة. لن أبقى مكتوفة الأيدي وأشاهد حياتي وهي تمر أمامي".

فرت سارة*، وهي أم تبلغ من العمر 29 عاماً وتعمل في إنتاج وتوزيع المواد الغذائية، إلى غواتيمالا مع زوجها وطفلها. قبل مغادرتها، انضمت إلى الاحتجاجات في نيكاراغوا وتخشى على سلامة عائلتها.

أثناء الوباء، تعمل المفوضية عبر أمريكا الوسطى والمكسيك، مع التركيز على الأنشطة الإنسانية الأكثر أهمية إلى الحد الذي تسمح به قيود الحركة، وتنسيق أنشطة الحماية للحالات العرضة للخطر، وتعزيز المساعدة الإنسانية ودعم جهود الحكومة في التصدي لفيروس كورونا، من بين إجراءات أخرى .

لإنجاز هذا العمل، تحتاج المفوضية للحصول على مبلغ 165.5 مليون دولار أمريكي في عام 2020 لمواصلة الاستجابة للاحتياجات الفورية والمستمرة للنازحين داخلياً وطالبي اللجوء واللاجئين والمبعدين من شمال أمريكا الوسطى ونيكاراغوا. تشمل هذه الأنشطة البلدان السبعة الأكثر تضرراً، وهي بليز وكوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس وبنما والمكسيك.