تدشين أكبر محطة لتوليد الكهرباء في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن

سيقدم المشروع الأكبر من نوعه في مخيمات اللاجئين طاقة إضافية لسكانه مع خفض الانبعاثات الكربونية وتكاليف الطاقة.

صورة أرشيفية لمخيم الزعتري في الأردن تعود إلى أبريل من عام 2016.   © UNHCR/Jordi Matas

مخيم الزعتري للاجئين، الأردن- تم يوم الإثنين تدشين أضخم محطة تعمل على الطاقة الشمسية، وذلك لتوفير الطاقة الإضافية النظيفة والضرورية لـ 80,000 لاجئ سوري يعيشون في مخيم الزعتري في الأردن. 

وسوف تخفض المحطة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية من المخيم بـ 13,000 طن متري في العام؛ أي ما يساوي 30,000 برميل نفط، إضافة إلى توفير حوالي 5.5 مليون دولار أميركي في العام لتتمكن المفوضية من إعادة استثمارها في توفير المساعدات الإنسانية الضرورية.

وقد تم تمويل المحطة البالغة تكلفتها 15 مليون يورو (17.5 مليون دولار أميركي) والتي تعمل على الطاقة الشمسية وتبلغ قدرتها 12.9 ميغاواط، من قبل الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني KfW.

تعتبر الكهرباء شريان حياة أساسي لسكان المخيم بدءاً من إضاءة المآوي وصولاً إلى الحفاظ على الأغذية والنظافة. في السابق، ونظراً لارتفاع تكلفة إضاءة المخيم، تم تقليص استخدام الكهرباء في مآوي اللاجئين إلى ما يتراوح بين 6 و8 ساعات في اليوم بعد غروب الشمس.

وسوف توفر المحطة الجديدة التي تعمل على الطاقة الشمسية بين 12 و14 ساعة كهرباء في اليوم. ويقول السكان بأن الطاقة الإضافية ستحسن من مستوى حياتهم بشكل كبير مما سيسمح لهم بالقيام بمهامهم اليومية مسبقاً ويجنب الأطفال اللعب خارجاً في الشوارع الترابية في الظلام. 

وقالت إلهام، وهي أم لثلاثة أطفال من درعا في جنوب سوريا وتبلغ من العمر 41 عاماً بأن ساعات الكهرباء الإضافية تساعدها على الحفاظ على صحة وسلامة أطفالها: "سأتمكن الآن من غسل الملابس خلال النهار بدلاً من المساء، إذ لم تكن الثياب تجف وكنا نضطر لأن نلبسها مبللة مما سبب لنا الأمراض."

وأضافت: "إن هذا الوضع أكثر أماناً لأطفالي وهذا يعني بأنه يمكنهم أن يبقوا في الداخل ويكتبوا فروضهم أو يشاهدوا التلفاز بدلاً من اللعب في الشوارع حتى حلول الليل."

سوف تساعد محطة الطاقة الشمسية المفوضية على توفير ما يقرب من 5 ملايين يورو سنوياً من خلال فواتير الكهرباء، وهو المبلغ الذي يمكن إعادة توجيهه لتوسيع الخدمات الحيوية الأخرى لسكان مخيم الزعتري.   © UNHCR/Yousef Al Hariri

 

وقال ابنها محمد البالغ من العمر 10 أعوام بأن المحطة الجديدة ستساعده في إنجاز فروضه المدرسية: "نستخدم أنا وعائلتي الكهرباء لغسيل الثياب ومشاهدة التلفاز ولكن مع توفير ساعات إضافية من الكهرباء، سأتمكن من أن أدرس أكثر."

تم إنشاء المحطة التي تعمل على الطاقة الشمسية في ضواحي المخيم وهي تتألف من 40,000 لوح ضوئي جهدي موزع في خطوط من مئات الأمتار تغطي منطقة بحجم 33 ملعب كرة قدم تقريباً. وقد وفر المشروع العمل لأفراد من المجتمع الأردني المحلي بالإضافة إلى 75 لاجئاً سورياً يعيشون في المخيم ضمن برنامج النقد مقابل العمل القائم هناك.

انضم جاسم، وهو شاب سوري يبلغ من العمر 31 عاماً ويقيم في المخيم منذ عام 2012، إلى المشروع منذ بدئه في أبريل. وقال بأن بناء محطة جديدة، وإلى جانب إفادة المخيم ككل، ساعده على اكتساب مهارات وخبرات جديدة ستعينه في المستقبل: استفدت أنا واللاجئين السوريين الآخرين ممن عملوا في هذا المشروع كثيراً من التجربة. فقد طورنا معرفتنا ومهاراتنا التقنية وقد مكنني ذلك أيضاً من العمل في مشروع مماثل آخر خارج المخيم." 

وسيتم استخدام الكهرباء التي تولدها المحطة الجديدة من أجل إضاءة مآوي اللاجئين وضمان أن يكون السكان هم المستفيدون الأوائل. المحطة التي تعمل على الطاقة الشمسية موصولة بالشبكة الوطنية للأردن مما يعني أن أي طاقة غير مستخدمة تُحول إلى الشبكة لدعم احتياجات المجتمع المحلي من الطاقة ومساعدة البلاد في تلبية أهدافها على صعيد الطاقة المتجددة. 

وقال ستيفانو سيفيري، ممثل المفوضية في الأردن بأن المحطة التي تعمل على الطاقة الشمسية توفر المساعدة الإنسانية الأساسية لحوالي 650,000 لاجئ سوري مسجل في البلاد. 

وأضاف: "سوف تخفض المحطة كثيراً من فواتير الطاقة للمفوضية وسيتم استثمارها في مساعدات أخرى ملحة. ومع استمرار أزمة اللجوء السورية في عامها السابع، فقد طفا على السطح فتور المانحين وبالتالي أصبح التقنين ضرورياً حتى تتمكن المفوضية من الاستمرار في تقديم المساعدات إلى اللاجئين في مخيم الزعتري وأماكن أخرى."