لماذا ننفذ سلسلة من مقاطع الفيديو حول المرأة في القطاع الإنساني

تسلط "سلسلة مقاطع الفيديو حول المرأة" في شعبة الابتكار في المفوضية الضوء على وجهات النظر الفريدة للنساء العاملات في المفوضية والتحديات التي يواجهنها، حيث يعرضن تجاربهن حول ما يمكن أن يكون عليه وضعهن كنساء عاملات في المجال الإنساني إضافة إلى تبادل الدروس المكتسبة والقصص التي عايشنها خلال حياتهن المهنية وأفكاراً تتعلق بالابتكار في المجال الإنساني، إضافة إلى إجراءات بسيطة يمكننا اتخاذها لتحقيق المزيد من المساواة في مواقع العمل.

موظفة المفوضية تقوم بإبلاغ الغير المسموح لهم بعبور الحدود بشأن حقوقهم والتزاماتهم، بما في ذلك حقهم في طلب اللجوء في اليونان. هذه المجموعة على وشك ركوب حافلة إلى أثينا.
© UNHCR/Yorgos Kyvernitis

تقول جونغا، وهي منسقة الاستجابة الطارئة في المفوضية:  "لعمل المرأة في هذا المجال مزايا وتحديات على السواء. أعلم أنه تم تحقيق الكثير من الإنجازات على صعيد المساواة بين الجنسين ونحن نحرص على رفع مستوى الوعي ليس فقط لدى اللاجئين والمستفيدين ولكن أيضاً لدى الموظفين. لكنني أعتقد أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه". 

لماذا الابتكار والمرأة؟ 

تدل تجربتنا على أن الابتكار غالباً ما يكون مرتبطاً بالتكنولوجيا، وعلى أن التكنولوجيا غالباً ما تكون مرتبطة بالرجال. لقد عملت شعبة الابتكار وشركاؤها في مجال الابتكار بشكل جماعي لأعوام، عبر مختلف القطاعات والمواقع، ونحن ندرك جميعاً أن الابتكار لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط وبالتأكيد لا يتعلق بالرجال فقط. لن تكون التكنولوجيا وحدها أبداً كافية للابتكار في المجال الإنساني، فنحن بحاجة إلى التعاون والإخصاب المتعدد التخصصات الذي يتيح أفكاراً وطرق تفكير جديدة. 

في عام 2016، كان هناك 25% فقط من الأشخاص الذين تقدموا بطلب لبرنامج الزمالة في الابتكار من النساء، وهي نسبة لا تعكس تنوع المفوضية أو واقعها. هل ظن الجميع أيضاً بأن الابتكار في المجال الإنساني متعلق بالرجال فقط؟ هل كنا كفريق نهمل شيئاً؟ كانت تلك إحدى الافتراضات التي أردنا اختبارها من خلال هذه السلسلة، باستخدام عملية الابتكار للإجابة عن الأسئلة التي كانت لدينا حول المفوضية.

ولتتمكن المفوضية من المتابعة ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين علينا أن نبتكر، وكي نبتكر علينا أن نتعاون، ونحن نريد أن نضمن مشاركة النساء في هذا النقاش وهذه العملية. 

عندما بدأنا بطرح أسئلة على زملائنا حول هذه القضايا، أدركنا أيضاً أن ذلك لم يشكل فرصة لنا للحديث عن النساء والابتكار فحسب، بل عن دور المرأة في المفوضية وما يعنيه نوع الجنس في مكان العمل. من خلال هذه المناقشات، وجدنا أن النساء في المفوضية يسعين للحصول على الفرصة للتحدث بصراحة وانفتاح وشفافية حول دور المرأة في المجال الإنساني. لسنا طبعاً أول من يتنبه إلى ذلك أو يحاول القيام بشيء في هذا السياق، فلقد كان هناك أشخاص آخرون طرحوا هذه المسألة. لكننا وجدنا فرصةً لإشراك المرأة في مناهج عملية ومبتكرة لمعالجة بعض التحديات التي لم يتم حلها. 

موظفات في المفوضية يساعدن نساءً من الروهينغا وصلن حديثاً إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئين.   © UNHCR/Adam Dean

سرعان ما أصبحت المناقشات التي كنا نجريها أقل تركيزاً على الابتكار، وهو أمر تحمسنا له. وبدأت نساء مشاركات معنا بتزكية نساء أخريات للمشاركة في السلسلة وأدركنا أنها فرصة للتعمق أكثر في ما يعني أن تعمل المرأة في مجال العمل الإنساني. 

إذاً تقوم شعبة الابتكار بتجربة السلسلة الخاصة بالنساء، مع أهداف متعددة وهي تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها النساء في المفوضية وتسليط الضوء على الإجراءات الملموسة التي يمكننا اتخاذها لمعالجة بعض هذه التحديات، وتحقيق فهم أفضل لمشاركة النساء وأدوارهن في الابتكار في المجال الإنساني. 

تشرح مارغاريدا، وهي مسؤولة العلاقات الخارجية، قائلةً: "تسعى المفوضية كثيراً لتمكين النساء واللاجئات، ولكن الأمر لا ينعكس على الداخل... على اللواتي يُقدمن الخدمات للاجئين". 

تهدف هذه السلسلة إلى المساهمة في المناقشات الجارية حالياً في المفوضية وداخل النظام الإنساني الأوسع نطاقاً. نحن نعتقد بأنه من خلال إجراء مناقشات مفتوحة (ذات أهداف عملية) حول التحيزات المؤسسية والمهنية بشأن ما يعنيه نوع الجنس في مكان العمل، يمكننا أن نكون جزءاً من التغيير، وهو أمر أساسي للابتكار، وتطبيق الابتكار في المفوضية. 

التفكير في تحيزاتك وإجراءاتك

لطالما كان التنوع الاجتماعي في مكان العمل موضوعاً مهماً للذين يعملون في خدمات التكنولوجيا والابتكار، وأمراً تم تناوله بشكل علني في وسائل الإعلام. وفي قطاع العمل الإنساني، كانت هناك خطوات وإنجازات حقيقية على مدى العقود الماضية، ولكن يتعين علينا أيضاً أن نقول بأننا لم نتمكن من حل كافة الجوانب أيضاً.  

لكل شخص تحيزاته حول نوع الجنس لا تتم ملاحظتها في كثير من الأحيان على المستوى الفردي. في هذه السلسلة، نبدأ بالتحيزات التي تؤثر على بيئة العمل للنساء في المفوضية. لا نريد فقط رفع مستوى الوعي حول هذه القضية، بل نتطلع أيضاً إلى الإجراءات الملموسة التي يمكننا اتخاذها لمعالجتها. ليست هذه مجرد مناقشة نجريها، بل مناقشة نريد أن تعتمد على عملنا السابق وأن تستند إلى كل شخص داخل المفوضية. 

يتمثل رأينا في أننا كمنظمة يمكننا أن نفعل ما هو أفضل، ويمكننا أيضاً الاستفادة من الأفكار المبتكرة للنساء في المفوضية لدفع هذا التغيير. إننا نرى داخل فريقنا وفرق أُخرى في المقر الرئيسي وفي الميدان النتائج التي يمكن أن تحدثها التحيزات اللاواعية على مكان العمل في المفوضية. تتمثل إحدى أولى الخطوات التي يمكننا اتخاذها كأفراد داخل المفوضية في التفكير في هذه التصرفات اليومية وكيف يمكننا إجراء تغييرات بسيطة على سلوكياتنا الخاصة. 

تشرح كارولين، وهي كبيرة مستشاري المفوضية لشؤون الشمول والتنوع والمساواة بين الجنسين: "يمكننا أن نُحدث الكثير من الفرق إذا ألقينا نظرة صادقة على سلوكياتنا وأخذنا الوقت الكافي للكشف عما يمكن أن تكون عليه تحيزاتنا من منظور نوع الجنس والتنوع. فأمور بسيطة مثل التوقف للنظر في مَن تقصده للتشاور معه بشأن قضية معينة: ما مدى تنوع هذه المجموعة من الناس؟ كيف يمكنك مزج تلك المجموعة؟ مثال آخر يتعلق بالاجتماعات: من المدعو إلى الاجتماع وما مدى التنوع في ذلك الاجتماع؟ متى وصلتَ إلى الاجتماع: مَنْ الذي يُسمع صوته؟ هل تُلاحظ الذين لا تُتاح لهم فرصة التحدث؟ أعتقدُ أنَّ أموراً بسيطة من هذا القبيل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على جودة بيئة العمل ومدى شمولها". 

وفي حين تقع على المفوضية مسؤولية ضمان وضع العمليات والسياسات المناسبة لنا، يجب أن يبدأ هذا التغيير السلوكي على المستوى الفردي. ونأمل أن تكون مقاطع الفيديو هذه حافزاً لبعض هذه التغييرات. 

أين هم الرجال؟ 

هذا سؤال كنا نعتقد أنه سيُطرح علينا فور إطلاقنا لهذه السلسلة. 

لقد اتصل بنا رجال ونساء لإشراك الرجال في هذه السلسلة، ونحن نأخذ هذه الملاحظات على محمل الجد. ومع ذلك، فإننا نحتفظ بهذه المساحة للنساء في الوقت الحالي، وليس ذلك لأننا نعتقد بأنه لا يجب أن يكون للرجال رأي في هذه المناقشة، إنما نتواصل مع النساء لأنهن هن اللواتي كافحن، تقليدياً، للتعبير عن آرائهن. 

مع تطوير السلسلة وإدراج آراء أكثر تنوعاً، خاصة من الميدان، قد يتغير ذلك. لا شك في أننا بحاجة لنقاش أوسع حول كيفية نظر الرجال والنساء إلى فكرة أن نوع جنسهم يؤثر على عملهم وبيئة عملهم. وعندما نعترف بذلك صراحةً تكون هنا نقطة البداية. 

تقول أستريد، وهي كبيرة مسؤولي شعبة الطوارئ والأمن والإمدادات: "لا تزال المرأة غير ممثلة بشكل كافٍ في المناصب القيادية. والمفوضية هي منظمة تعمل في ظروف صعبة للغاية، وأحياناً قد لا يكون الوضع مناسباً لعمل المرأة. ولكنْ مع ذلك، لدينا العديد من المناصب الأُخرى يمكن تمثيل النساء فيها على مستوى رفيع. وبعد أعوام عديدة من كونها قضية على جدول الأعمال، يجب أن نحلها بشكل صحيح وأعتقد أنه بإمكاننا أن ننجح في ذلك". 

يمكنكم مشاهدة المجموعة الأولى من مقاطع الفيديو (المزيد في المستقبل) في "سلسلة مقاطع الفيديو حول المرأة من شعبة الابتكار في المفوضية" على القناة الخاصة بنا على يوتيوب. إذا كانت لديكم أفكار حول الطريقة التي تمكننا من إعداد هذه السلسلة بشكل أفضل، أو أسئلة تعتقدون أننا يجب أن نطرحها، أو إذا كنتم ترغبون في أن تكونوا ضمن السلسلة، اتصلوا بنا على العنوان التالي: [email protected].

نحن نبحث دائماً عن قصص وأفكار وآراء رائعة حول الابتكارات التي يقودها اللاجئون أو تلك التي تترك أثراً لدى اللاجئين. إذا كان لديكم ما تشاركوننا به، أرسلوا لنا رسالة إلكترونية على[email protected]

إذا كنتم ترغبون في إعادة نشر هذا المقال على مدونتكم، اطلعوا على سياستنا الخاصة بإعادة النشر