مشكلة القياس

بقلم كلارا فان براغ، منسقة مشروع تسريع التعليم الإنساني

الحاجة إلى بناء بيانات أفضل ومراقبة الآليات في العمل الإنساني

لطالما واجه الموظفون في مجال التعليم تحدياً يتمثل في جمع البيانات في الوقت الحقيقي (بفعالية) من الميدان للاستناد عليها في توجيه عملية وضع البرامج. هذا التحدي يواجهه القطاع الإنساني وعدة شركاء في مشروع تسريع التعليم الإنساني الخاص بنا.

برنامج تسريع التعليم الإنساني هو برنامج مبتكر ومتعدد الجوانب يخضع لإدارة مشتركة بين اليونيسيف والمفوضية وهو ممول من وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة. واليونيسف مسؤول عن التأثير الخارجي ويجري تقييماً لمشاريع التعليم المبتكرة في حين أن المفوضية تساعد الفرق في تعزيز قدراتها في مجال المراقبة والتقييم. يأمل برنامج تسريع التعليم الإنساني في تحقيق ذلك من خلال بناء قدرة شركاء المشروع على مراقبة البيانات التي يجمعونها والإبلاغ عنها وتحليلها بدقة.

يسعى برنامج تسريع التعليم الإنساني لسد ثغرة في معرفة ما هي وجهة استخدام المراقبة والتقييم بدءاً من الطالب الذي هو المستفيد الأول من البرنامج والأشخاص الذين يديرون المشاريع وأولئك الذين يحددون استراتيجيات التعليم للبلد وصولاً إلى اللاجئين. في عام 2017 أضفنا مشروعين آخرين إلى برنامج تسريع التعليم الإنساني وبالتالي أصبح هناك 5 مشاريع يتم دعمها في هذه العملية.

  1. برنامج جامعة كيبلر- تعليم عالي مختلط على شبكة الإنترنت باستخدام نموذج قائم على الكفاءات للحصول على شهادة مشارك وشهادة إجازة؛
  2. أطفال الحرب هولندا- برنامج لا أستطيع الانتظار للتعلم؛
  3. منظمة WUSC- التعليم التعويضي للفتيات؛
  4. مكتبات بلا حدود- صندوق الأفكار ومكتبة متنقلة تتضمن مركزاً متعدد وسائط الإعلام، والاتصال بالإنترنت وأجهزة لوحية؛
  5. كاريتاس سويسرا- جوهر التعليم، برنامج الدعم النفسي والاجتماعي

ولأحد الشركاء، يتمثل نشاط أساسي لبرنامج تسريع التعليم الإنساني في فرصة بناء المهارات الأساسية بين الموظفين والمدرسين من خلال تحديهم على تطوير برامجهم الخاصة للأبحاث الصغيرة من أجل فهم المشاكل التي يواجهونها في صفوفهم. أشار أحد المدرسين إلى أن الطالبات هن أكثر عرضة للغياب من زملائهن الطلاب. أرادوا أن يفهموا السبب الذي كان يمنع الفتيات من حضور الدروس بشكل منتظم وأن يضعوا نظرية للتغيير وخطة أبحاث لمعالجة هذا التحدي. ومن خلال تمكين المدرسين من إيجاد حلول لتحدياتهم اليومية، يتم بناء القدرات ويحصل الطلاب على خدمة أفضل.

في البداية، اعتقدنا أن التمويل من برنامج تسريع التعليم الإنساني سوف يسد بسهولة ثغرة كبيرة في طريقة إدارة المشاريع نظراً لأنه غالباً ما يتم تخصيص المال لإجراء وتعزيز ممارسات المراقبة والتقييم. ولكن الشركاء لم يكونوا على المستوى نفسه من القياس وقد كان من الصعب إيجاد خطة موحدة لبناء القدرات. كان لكل شريك متطلبات مختلفة وقد استغرقت عملية وضع خطة بناء القدرات في مجال المراقبة والتقييم تناسب احتياجاتهم حوالي 5 أشهر.

تحويل البيانات إلى أرقام هو جانب آخر عملنا عليه مع أحد الشركاء. من سجلات الحضور وصولاً إلى أدوات المتابعة والملاحظات في الصف، أمضينا وقتاً طويلاً لجمع المعلومات من الميدان وتقديمها للمكتب الرئيسي. إن آليات البيانات والحصول على الآراء قائمة على الوثائق وهي بطيئة. ومع إدراج الأجهزة اللوحية واستبيانات كوبو (أداة لجمع البيانات)، يمكن تخزين البيانات وتبادلها بطريقة أكثر أماناً. سيصبح تحليل أنشطة البرنامج أكثر فعالية ويجب أن تكون عملية الحصول على الآراء للمدرسين والعاملين في مجال حشد المجتمع أكثر بساطة.

لماذا يجب أن تكون البيانات ملائمة للغرض

في ما يتعلق بوضع البرامج الإنسانية، لا تتعلق المسألة بجمع البيانات الخاطئة إنما بأن الموظفين الميدانيين ليسوا على اطلاع على كامل باستراتيجية المراقبة والتقييم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم تمكن الموظفين من تفسير كيف أن تحليل النتائج سيؤثر على مشروعهم. يجري مسؤولو البرنامج عمليات جمع البيانات والمراقبة من أجل إعداد التقارير بالاستناد إلى مؤشرات التأثير المرتبطة بالتمويل. ويجب إيلاء أهمية أكبر لجمع أنواع البيانات  البيانات المختلفة وإطلاع المدارس والمدرسين على سبب جمع البيانات وكيف ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيير إيجابي في تصميم البرامج.

يعني ذلك في النهاية أن الدائرة غير مكتملة. في برامج التعليم يجب جمع البيانات من المدرسين الذين يعملون مباشرة مع طلابهم. يحتاجون إلى هذه المعلومات من أجل تحسين تقنيات التعليم والمستوى الذي يحققه طلابهم في الامتحانات. هذه البيانات مختلفة عن البيانات التي يطلبها مدير المشروع الذي لديه إطار للنتائج ويسعى لمعرفة تأثير البرنامج على الطلاب مثلاُ المستخدم النهائي. قد يختلف ذلك بشكل بسيط عن البيانات المطلوبة لإعداد التقارير بشكل عام عن وضع التعليم في الحكومات الوطنية والجهات المانحة التي تمول البرنامج.

في نهاية عام 2017، كان أحد أبرز إنجازات بعض فرق المشروع تطوير وتنفيذ إطار مراقبة. ركزت ورشة عمل منعقدة في نوفمبر على تحديد المؤشرات التي كانت قابلة للقياس ويمكن أن تظهر تأثير المشروع وكيف يمكن جمع هذه البيانات. في ما يتعلق بالعمل مع مسؤولي المراقبة والتقييم، تم تقديم التوجيهات بشأن كيفية تحسين جمع البيانات واستخدام الأدوات الرقمية للجمع والتحليل والأدوات الشاملة حول كيفية مراقبة المشاريع.

ربط المراقبة والتقييم بمسار للتغيير

نحن في منتصف الطريق لمشروع تسريع التعليم الإنساني، وفي عام 2018، سنستمر بالعمل مع الفرق لضمان تنظيم المراقبة والتقييم لجميع الموظفين العاملين في المشاريع. ستكون استراتيجية المراقبة والتقييم هذه مرتبطة بالتطوير الإضافي وقياس المشروع من خلال إظهار التأثير والدليل على ما يتم النجاح في تحقيقه بشكل واضح.

سيعمل مشروع تسريع التعليم الإنساني مع الفرق لتنظيم عمليات أفضل لجمع البيانات من خلال ترقيم جمع البيانات وتعزيز أدوات البرمجيات للتحليل. والأهم من ذلك أنه سيهدف إلى ضمان خضوع كل شخص يعمل في المشروع للتدريب وفهمه لسبب استخدام بعض الطرق في مراقبة المشروع، وتمكنه من العمل بشكل ناشط مع مسؤولي المراقبة والتقييم لتحسين تأثير المشروع. من خلال تعزيز قدرات الفرق، سيقدم مشروع تسريع التعليم الإنساني في النهاية دليلاً قوياً على كيفية الابتكار في التعليم في حالات الطوارئ والأزمات.