العنف المتجدد في جمهورية إفريقيا الوسطى يتسبب بمستويات قياسية من النزوح

مع تصاعد أعمال العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى، يُجبر الآلاف على ترك كل شيء واءهم.

ما زال طالبو اللجوء يصلون من جمهورية إفريقيا الوسطى إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية نتيجة أعمال العنف وانعدام الأمن والخوف من الهجمات الوشيكة في المناطق الحدودية.   © UNHCR/Chiara Cavalcanti

بريا، جمهورية إفريقيا الوسطى- يغلب على بيير الإرهاق النفسي والجسدي. فقد دفعته أعمال العنف المتصاعدة في جمهورية إفريقيا الوسطى هو وأفراد عائلته إلى جمع بعض الحاجيات والفرار مرة أخرى للنجاة من الموت.

يقول بيير، وهو أب لستة أبناء ويبلغ من العمر 62 عاماً: "تعبنا من الفرار. إنها المرة الثالثة التي أنزح فيها مع عائلتي."

فر بيير للمرة الأولى في حياته في عام 2013 نتيجة الصراع. وبعد مرور ثلاثة أعوام، بحث هو وعائلته عن الأمان في موقع للنازحين في بلدة بريا في جمهورية إفريقيا الوسطى. ويشرح قائلاً: "عندما تعرض الموقع للهجوم في شهر أغسطس الماضي، تعين علينا الفرار مجدداً."

تسبب الصراع الأخير في جمهورية إفريقيا الوسطى بموجات جديدة من الدمار وإراقة الدماء

وفي الجنوب، في بلدة زيميو، تعيش ماري البالغة من العمر 30 عاماً في موقع آخر للنازحين ولكنها تشتاق لمنزلها وحياتها السابقة وتقول: "ينقصنا كل شيء."

منذ مايو 2017، تسبب الصراع الأخير في جمهورية إفريقيا الوسطى بموجات جديدة من الدمار وإراقة الدماء والنزوح. وأفاد عدد كبير من النازحين مثل بيير وماري بأنهم شهدوا أعمال قتل وسرقة ونهب واختطاف. 

أُجبر حوالي 600,000 شخص على الفرار داخل البلاد منذ عام 2013. وقد حدث عدد كبير من موجات النزوح الجديدة في مناطق مثل زيميو التي لم تكن متأثرة من قبل بالصراع، فيما طلب 500,000 شخص آخر اللجوء في بلدان مجاورة. وهذا هو أعلى رقم من اللاجئين منذ بداية الأزمة في عام 2013.

بحلول نهاية شهر أغسطس، كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية تستضيف أكثر من 167,000 لاجئ من جمهورية إفريقيا الوسطى، أي حوالي 40% من الفارين من القتال الأخير. تستضيف الكاميرون 236,000 لاجئ آخرين واستقبلت تشاد أكثر من 74,000 لاجئ من جمهورية إفريقيا الوسطى، معظمهم من النساء والأطفال. وتستضيف جمهورية الكونغو 31,499 لاجئاً إضافيين.

يعتبر يابيلي نيكولا نفسه محظوظاً لأنه تمكن من عبور الحدود إلى تشاد مع زوجتيه وأطفاله السبعة، ويقول: "فررنا من الحرب في جمهورية إفريقيا الوسطى وبفضل حماية المفوضية نحن نعيش الآن هنا بأمان."

تعيش العائلة في مخيم للاجئين بالقرب من قرية ديبا في جنوب تشاد. ويقول يابيلي: "نحن على علاقة جيدة مع التشاديين في القرى المجاورة، فهم يسمحون لنا باستخدام الأراضي للزراعة والحصول على ما نأكله وتكميل المساعدات الإنسانية المقدمة لنا."

يعترض انعدام الأمن الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية الملحة

حذرت المفوضية من أن عدم التصدي لتصاعد أعمال العنف من شأنه أن يعيق التقدم السابق نحو السلام والاستقرار. كذلك، يعترض انعدام الأمن الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية الملحة. وتم تأخير أو توقيف بعض شحنات المساعدات الإنسانية الجوية المخطط لها بسبب وجود مجموعات مسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر وكالات الإغاثة، بما في ذلك المفوضية من بين المستهدفين من قبل المجموعات المسلحة، وقد اضطرت في بعض الأحيان إلى سحب موظفيها مؤقتاً.

على الرغم من هذه التحديات، استمرت المفوضية بالعمل مع الوكالات الشريكة والوزارات الحكومية لتسليم المساعدات لمساعدة الأشخاص على العودة إلى منازلهم كلما أمكن ذلك.

ويقول بوتي كالي، ممثل المفوضية في جمهورية إفريقيا الوسطى: "نحن نركز في الوقت الراهن على حماية المدنيين النازحين داخلياً." ويضيف بأن حوالي 54,000 شخص نازح قد عادوا إلى منازلهم في العاصمة بانغي.

"سنستمر بالعمل مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى للمساعدة في تحقيق عودة آمنة وطوعية في بانغي، على أمل أن نقوم بالأمر نفسه في المحافظات الأخرى.

في المقابل، لا يمكن تحقيق ذلك إلا في حال دعم الانتقال إلى السلام والاستقرار بشكل كامل. وقد دعت المفوضية إلى توفير 209 مليون دولار أميركي في عام 2017 لمساعدة النازحين داخل جمهورية إفريقيا الوسطى ولتلبية احتياجات اللاجئين من إفريقيا الوسطى في المنطقة. ولكن حتى الآن، لم يتم تقديم سوى 9% من هذا الرقم مما يجعل وضع جمهورية إفريقيا الوسطى أحد حالات الطوارئ الإنسانية الأكثر نقصاً في التمويل في العالم.

 

ساهم في التقرير أيكاتيرينا كيتيدي في جنيف.