الصومالية "ماما حوا" تقود حملة ضد العنف الجنسي
نيروبي، كينيا، 10 ديسمبر/ كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - عندما تتعرض أم للاغتصاب ليلاً في مقديشو، يبقى أطفالها بحاجة إليها كي تعد لهم طعام الإفطار في الصباح.
تلك هي الرسالة القوية التي وجهتها أمينة حاجي علمي، المديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ النساء والأطفال الصوماليين (SSWC)، خلال حفل التكريم الذي أقيم مؤخراً في نيروبي للسيدة حوا عدن محمد، الحائزة على جائزة نانسن للاجئ لهذا العام. كما أشار المجتمعون إلى الستة عشر يوماً السنوية المخصصة لمناهضة العنف القائم على نوع الجنس.
تتضافر جهود منظمة إنقاذ النساء والأطفال الصوماليين الكائنة في مقديشو مع "مركز غالكايو التعليمي للسلام والتنمية" والذي أسسته ماما حوا، لمناهضة العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس في العاصمة الصومالية وفي أنحاء أخرى متفرقة من البلاد، فضلاً عن مساعدة الضحايا الناجين في استعادة الشعور بالكرامة والتحول إلى الاكتفاء الذاتي.
وقالت حاجي: "ولدتُ في مقديشو ونشأت هناك. وكنت شاهدة على كافة الأحداث التي جرت هناك، وما زلت أشهد على ما يحدث"، وأضافت: "نظراً لعدم الاستقرار وانعدام الأمن الذي يهيمن على مقديشو، فإن أعمال العنف القائم على نوع الجنس ستتواصل. فجرائم الاغتصاب تتكرر ساعة بساعة، وليلة بليلة".
واستجابةً لهذا الوضع، أقامت أمينة حاجي علمي ومنظمة إنقاذ النساء والأطفال الصوماليين - أحد شركاء المفوضية في العاصمة الصومالية - مركز هاو تاكو لإدارة الأزمات بهدف تمكين النساء من الحصول على العلاج الطبي، والاستشارات النفسية الخاصة بالصدمات، والمساعدة القانونية، والدعم لإيجاد سبل العيش. وقالت حاجي "نريد أن نوفر لهن سبل العيش، وأن نساعدهن في إعادة بناء كرامتهن". وقد وزَّعت المنظمة - بدعم من المفوضية - اللوازم الصحية النسائية على الناجيات من جرائم العنف القائم على الجنس والاعتداء.
وتحدث برونو جيدو، ممثل المفوضية في الصومال، عن كيفية اعتبار اغتصاب النساء والفتيات في الصومال "خطر ثلاثي الأشكال"، أثناء إشارته إلى عمل ماما حوا الدؤوب لمناهضة تلك الجريمة قائلاً: "هذا "خطر ثلاثي": بحق الفكر، وبحق الجسد، فضلاً عن الجرم المادي الذي لن تستطيع اتقاء عواقبه".
"تكون المرأة تحت وطأة الصدمة النفسية، وأثر الإيذاء البدني، ورغم ذلك توصم بالعار وفقاً لتقاليد وأعراف المجتمع الصومالي الذي لا ينظر إليها كمعتدى عليها بل كامرأة عاشرت رجلاً دون زواج. ونتيجة لهذه الوصمة، قد تجد المرأة نفسها مطرودة من بيت أسرتها وحينها لن تتمكن من إيجاد قوت يومها بعدما يتخلى عنها الجميع".
وأضاف إن "ماما حواء" قد تعاملت مع المشكلة على مستوياتها الثلاثة قائلاً: "يوفر مركز غالكايو التعليمي للسلام والتنمية: الخدمات الطبية، والاستشارات الخاصة بهدف تخفيف وطأة الصدمات النفسية، كما يوفر قروضاً يسيرة لبدء مشروعات صغيرة، فضلاً عن توفير إمكانية التدريب، وبذلك تتمكن الناجيات من الاغتصاب من إعادة تأهيل ذواتهن وبناء مستقبلهن".
ومن جانبها علَّقت إليانا إيراتو، المديرة القُطرية لمجموعة العلاقات بين الثقافات الكائنة في إيطاليا، على وجود ثلاثة أطباء نفسيين فقط وعدم وجود متخصصين نفسيين على الإطلاق في الصومال قائلة: "يُعد "الدعم العاطفي" الوصف الأمثل لكل ما نستطيع تقديمه للناجيات من حوادث الاغتصاب حيث يتطلب الدعم النفسي الاجتماعي المتخصص وجود أطباء نفسيين".
في مدينة غالكايو الواقعة شمالي الصومال، يوفر مركز غالكايو التعليمي للسلام والتنمية ملجأً آمناً يُمكن للناجيات من أعمال العنف الجنسي التوجه إليه. كما طورت المنظمة آليةً لتسجيل المغتصبات والضحايا جميعهم. وصرحت ماما حواء قائلة: "لماذا قمنا بذلك؟ لأن الناس يأتون ويقولون لنا إننا ندَّعي ذلك كذباً وأن ذلك لا يحدث. لقد قالوا لنا إنه لا يوجد عنف جنسي وإننا كاذبون".
لقد اضطرت تلك اللاجئة السابقة إلى عدم الذهاب لحضور حفل توزيع جوائز نانسن لدعم للاجئ الذي أقيم في أكتوبر/ تشرين الأول، ولكنها شددت في مقطع الفيديو الذي سجلته على أن "الوقت قد حان لتتغير الثقافة، فالمجتمع بحاجة إلى المحافظة على الصالح ونبذ الطالح، ومن الصالح أن ندعم الفتاة".
وتُعد أنشطة العمل لستة عشر يوماً حملة دولية لمناهضة العنف، وترفع هذا العام شعار: "من السلام في المنزل إلى السلام في العالم: لنتحدى سيطرة السُّلطة العسكرية وننهي العنف ضد المرأة!". تنتهي الحملة اليوم، الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان. وقد تضمنت مناشدة موحدة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها والأشخاص المعنيين والمجتمعات المضيفة للاجئين في كافة أنحاء العالم لإنهاء العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس بكل أشكاله وصوره.
تقرير آندي نيدام في نيروبي، كينيا