فريق اللاجئين: تطلع نحو المستقبل

مرّت أربعة أشهر منذ أن دخل 10 لاجئين التاريخ من خلال مشاركتهم في الألعاب الأولمبية – وهي تجربة غيّرت حياة جميع المشاركين فيها.

 

أعضاء الفريق الأولمبي للاجئين مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، وموظفي المفوضية في القرية الأولمبية في ريو 2016.  © UNHCR/Benjamin Loyseau

في أغسطس الماضي، دخل 10 رياضيين لاجئين التاريخ من خلال التنافس في الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو دي جانيرو، البرازيل، ضمن أول فريق أولمبي للاجئين.

وعلى الرغم من الصعوبات، فازت إنجازاتهم بقلوب وعقول الجميع حول العالم.  

ما الذي حدث معهم منذ ذلك الوقت؟ أين هم حالياً وما الذي يخططون له؟ وكيف أثرت التجربة على حياتهم؟

تيغلا لوروب، 43 عاماً من كينيا، قائدة فريق اللاجئين

حاملة الرقم القياسي العالمي في الماراثون سابقاً ورئيسة الفريق، تيغلا لوروب من كينيا، في القرية الأولمبية.   © UNHCR/Benjamin Loyseau

تيغلا لوروب هي تذكير دائم بمعنى الإصرار والمثابرة والتواضع.

ترعرعت بطلة سباقات الركض الطويلة وسفيرة السلام ومؤخراً قائدة الفريق الأولمبي للاجئين في ريو (رئيسة البعثة)، في أقصى شمال كينيا الذي يشهد الصراعات، حيث رأت للمرة الأولى الآثار المدمرة والسلبية التي يحملها الصراع.

ونتيجة للفوز العالمي الذي حققه الفريق، تم تسميتها شخصية الأمم المتحدة لعام 2016 في أكتوبر. "لقد تشرفت حقاً وشعرت بأن كل الأمور الصعبة التي أواجهها تستحق هذا العناء".

وتعترف الكينية التي تبلغ من العمر 43 عاماً بأن فكرة مشاركة اللاجئين في الألعاب الأولمبية بدت غير معقولة في البداية، وقالت: "عندما بدأت الحديث مع المفوضية، كانت فكرة مشاركة اللاجئين في الألعاب الأولمبية بعيدة التصور، لكننا أردنا القيام بشيء من أجل السلام".

"لم يطلب هؤلاء الأشخاص أن يكونوا لاجئين".

قدمت طلباً إلى اللجنة الأولمبية الدولية، وبعد أشهر، تم إجراء سباقات تجريبية في مخيمات اللاجئين الكينية. وأدركت أن تحضير الرياضيين للألعاب الأولمبية لن يكون مهمةً سهلةً.

فالموافقة على تشكيل الفريق الأولمبي الأول للاجئين، والترحيب الحماسي الذي تلقوه في حفل الافتتاح في ريو ورسالة التشجيع من البابا فرانسيس، كانت كلها لحظات تاريخية بالنسبة لها.

وتأمل أن يساعدها النجاح في تطوير مركزها التدريبي في نيروبي، وقالت: "فُتحت الأبواب أمامنا. فقد أصبح بعض رياضيينا سفراء ومتحدثين نتيجةً لذلك".

تحب تيغلا لقب "أم اليتيم"، الذي أطلقه عليها الرياضيون بكل حب. وقالت: "لن أرفض هذا اللقب على الإطلاق وأنا أفتخر في أن أكون أمهم. هؤلاء الأشخاص لم يطلبوا أن يكونوا لاجئين".

يُسرى مارديني، 18 عاماً، سوريا، 100 متر سباحة حرّة.

تعمل يُسرى مارديني بجد بعد عام صعب. منذ منافستها في ألعاب ريو، توجهت السباحة السورية إلى قادة العالم والتقت بالبابا فرنسيس وتم تكريمها بمجموعة من الجوائز.

وحالياً، تتدرب بجد لتحقيق حلمها في التأهل للألعاب الأولمبية لعام 2020 التي ستقام في طوكيو. ما زال هناك أربعة أعوام لانطلاق الألعاب، إلا أن التدريب الصارم ومعسكرات التدريب والمسابقات تملأ جدول أعمال يُسرى، لذا فهي تمضي معظم وقتها في حوض السباحة.

تحدثت يُسرى للمفوضية قائلةً: "منذ ألعاب ريو وأنا أتدرب بجد. ولكنني أفكر أيضاً كثيراً بما يمكنني القيام به لمساعدة اللاجئين في جميع أنحاء العالم". ولا تزال يُسرى تشعر بالقلق على وطنها، سوريا. فقد بقي معظم أفراد عائلتها الكبيرة في دمشق وهم يعيشون في ظروف صعبة.

"أفكر أيضاً كثيراً بما يمكنني القيام به لمساعدة اللاجئين في جميع أنحاء العالم".

وقالت يُسرى التي تبلغ من العمر 18 عاماً بأن تجربتها في الفرار والهجرة عززت قرارها بالمساعدة على إبقاء قضية اللاجئين بين أهم أولويات العالم. وهي حريصة على تطوير مهاراتها كمتحدثة تحفيزية، من خلال الظهور في مناسبات مهمة كقمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين التي عقدت في نيويورك في سبتمبر الماضي والتي ألقت فيها خطاباً.

وقالت: "السباحة هي أكثر ما أحبه. ويأتي بعد ذلك التحدث والعمل من أجل مساعدة اللاجئين. من المؤكد بأن الدراسة مهمة جداً لكنني أشعر بأنه هناك الكثير لأقوم به من خلال التحدث مع العالم في هذا الوقت".

ييتش بور بيال، 21 عاماً، جنوب السودان، 800 متر.

بالنسبة إلى ييتش بور بيال، لم تسمح له الألعاب الأولمبية فقط بإظهار براعته الرياضية على صعيد العالم. بل ساعدته على أن يصبح شخصية تاريخية وقدمت له تجربة رائعة جمعته مع عائلته بعد حوالي 12 عاماً.

كان قد انفصل عن العائلة منذ أن فر من جنوب السودان في عام 2005. ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، اكتشفت والدته أنه في ريو وتمكنت من التواصل معه مجدداً بمساعدة المفوضية.

وقال: "كان التحدث مع والدتي بعد 12 عاماً أمراً رائعاً".

وتولى ييتش الذي يبلغ من العمر 21 عاماً دور سفير اللاجئين بشكل غير رسمي. وقال: "لدي عائلة أخرى أيضاً حالياً، عائلة تتألف من 65.3 مليون لاجئ ونازح".

انشغل ييتش كثيراً منذ ألعاب ريو وهو ينتقل من حدث رفيع المستوى إلى آخر. فمن حضور قمة القادة بشأن اللاجئين إلى مشاهدة تسليم عريضة المفوضية #WithRefugee إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقيت رسالته نفسها: إن اللاجئ هو إنسان كأي شخص آخر.

"لدي عائلة أخرى أيضاً حالياً، عائلة من اللاجئين والنازحين".

قدّمت له تجربته فرصاً مهمة وقال: "حصلت على فرصة مشاركة قصتي التي حفّزت الكثير من الأشخاص. فقد سمح لي السفر بمشاركة قصتي مع العالم".

يتدرب ييتش بجهدٍ للألعاب الأولمبية التي ستقام في طوكيو عام 2020 حيث يأمل أن يكسر الرقم القياسي للـ800 متر الذي أحرزه الرياضي الكيني ديفيد روديشا الذي يعتبره مثلاً أعلى له.

وقال: "عندما التقيت بروديشا في ريو، قلت له بأنني سأكسر رقمه القياسي في طوكيو. فشجعني على العمل بجد لبلوغ الهدف".

رامي أنيس، 25 عاماً، سوريا، سباحة 100 متر فراشة

رامي أنيس – بالقميص الأبيض اللون- يحضر حدثاً مع مدونين في باريس، فرنسا.  © UNHCR/Benjamin Loyseau

قال السباح السوري، رامي أنيس، وهو في الوقت الذي مر منذ انتهاء الألعاب: "تغيرت حياتي بالفعل. فقد عززت الألعاب الأولمبية إصراري، وأريد أن أركز حالياً على المنافسة".

وقال رامي الذي يبلغ من العمر 25 عاماً بأن العروض الإعلانية ورسائل الدعم من المشاهير لا تزال تتدفق على صفحته الخاصة على فيسبوك. بينما كان جالساً يحتسي الشاي على الأريكة ببدلته الرياضية، قال بأنه استمتع بتجربة الألعاب في ريو على الرغم من أنها كانت مرهقة في ذلك الوقت.

في بلجيكا، اعترفت البلدية المحلية بإنجازه وأقامت حفلاً خاصاً تحدث خلاله إلى الطلاب اللاجئين عن تطوير مواهبهم والسعي إلى تحقيق أحلامهم.

"أريد التركيز حالياً على المنافسة".

وقال رامي بأنه تمكن من تحسين وقته في حوض السباحة. ففي ريو، سبح مسافة 100 متر فراشة بـ56.2 ثانية وقد تمكن حتى الآن من تخفيض أكثر من ثانية من هذا الوقت. وهو يدرك أنه يجب أن يعبر المسافة بأقل من 54 ثانيةً ليتأهل إلى الألعاب الأولمبية في طوكيو لعام 2020 وهذا هو هدفه.

وعلى الرغم من حلّ الفريق الأولمبي الرسمي للاجئين، تعهدت اللجنة الأولمبية الدولية بمواصلة دعمها المادي للرياضيين العشرة حتى ألعاب طوكيو 2020.

وينفق رامي المبلغ الشهري الذي يتلقاه على رسوم النادي ومعسكرات التدريب والمشاركة في المسابقات، فضلاً عن شراء اللوازم. وقدّمت له Visa منحة رعاية لمرة واحدة. قُطعت وعود في ريو وأدركت بأنني سأحصل على الدعم، لكن لم أتوقع أن يكون بهذا السخاء".

لا يزال رامي يواجه صعوبة في اللغة والثقافة في بلجيكا. وخارج أوقات التدريب، يقضي معظم وقت فراغه مع زملائه في الفريق. وقد أنهى دورة للاندماج مع أخيه ووالده، حيث تعلموا عن الحياة في بلجيكا وكيفية التأقلم وإيجاد عمل.

يوناس كيندي، 36 عاماً، إثيوبيا، سباق الماراثون

يوناس كيندي، لاجئ إثيوبي يعيش حالياً في لوكسمبورغ، ينهي سباق الماراثون في اليوم الأخير من ألعاب ريو 2016.   © UNHCR/Benjamin Loyseau

مرت أربعة أشهر على منافسة العداء الإثيوبي، يوناس كيندي، في سباق الماراثون، في أول مشاركة له في الألعاب الأولمبية، لكنه تغير منذ ذلك الوقت من عدة نواحٍ. فشعره الذي كان قصيراً عندما عبر عبر خط النهاية في ريو أصبح طويلاً اليوم.

ويقول بأنه أطال شعره "بسبب البرد" على المسار في لوكسمبورغ.

إنها واحدة من الطرق التي اعتمدها الشاب الذي يبلغ من العمر 36 عاماً للتأقلم منذ الألعاب في ريو. هو يحضر صفوف اللغة ومن الواضح أنه مرتاح في التحدث بكل من اللغتين اللكسمبورغية والفرنسية. وبدأ أيضاً بتدريب شاب من إريتريا يبلغ من العمر 23 عاماً ويُدعى أبيال.

وقال: "بعد سباق واحد تحدثت معه وقلت له: ’يجب أن تتدرب معي. فهذا مفيد لك.‘ فواصل تدريبه".

"المنافسة في طوكيو هي هدفي".

وقع يوناس عقداً للتدريب في مجمع رياضي في لوكسمبورغ، حيث يستخدم مهارات التدليك والعلاج الفيزيائي التي درسها في إثيوبيا. ويأمل أن تؤدي هذه التجربة التي امتدت على ستة أشهر إلى نتائج مهمة.

"وضعي صعب جداً. لا تزال عائلتي في إثيوبيا وهدفي هو الحصول على وظيفة مع عقد [بدوام كامل] ... فأنا أريد إحضار زوجتي وابنتي إلى لوكسمبورغ".

نظراً إلى البيروقراطية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تحقيق هدف هذه العائلة ممكناً، ولكن يوناس متفائل بشأن هدف آخر.

وقال بثقة مدركاً أنه سيكون في الـ40 من العمر عندما يجتمع أفضل رياضيو العالم في اليابان في 2020: "المنافسة في طوكيو هي هدفي". وأضاف بأنه يريد تمثيل لوكسمبورغ وقد قدّم طلباً للحصول على الجنسية.

أنجلينا ناداي لوهاليث، 21 عاماً، جنوب السودان، 1500 متر.

حقق الذهاب للمشاركة في الألعاب الأولمبية حلم الطفولة بالنسبة لأجيلينا لوهاليث، وهو السفر. وتأثرت العداءة التي تبلغ من العمر 23 عاماً بالترحيب الذي لقيه الفريق في ريو.

وقالت: "عندما رحب بنا الجمهور، تأثرت كثيراً لدرجة أنني ذزفت الدموع".

كانت المهام التي كانت تكلفها بها والدتها عندما كانت طفلةً في جنوب السودان تتطلب الكثير من الركض، وهو أمر لم تأخذه على محمل الجد في ذلك الوقت. وقد تغيرت حياتها منذ أن شاركت في سباق الـ 1,500 متر في ريو.

وقالت: "بالنسبة لي كان الأمر كالحلم، لأنني لم أتوقع أن أتمكن يوماً من الركض على هذا النحو".

"الأمر يتطلب تجاهل صفة اللجوء والتركيز فقط على حياتك".

إنها تركز على المشاركة في ألعاب طوكيو 2020 وعلى سباقات كبيرة قبله. ومنذ الألعاب في ريو، سافرت إلى أوغندا وكندا حيث حضرت القمة العالمية للشباب في أوتاوا. وتُعتبر القمة منتدى عالمياً لقادة الشباب الذين يناقشون قضايا عالمية ويجدون الحلول "لمواجهة تحديات القرن الـ 21".

وقالت: "حصلت على فرصة كبيرة بأن أشجع العديد من الأشخاص في مخيم اللاجئين وهم يتمتعون بالكثير من الأمل حالياً".

كانت رسالتها واضحة، لا سيما إلى اللاجئات الشابات. وقالت: "إذا استطاع الآخرون كسر الرقم القياسي العالمي، فما الذي سيوقفني عن كسر الرقم القياسي العالمي؟ الأمر يتطلب تجاهل صفة اللجوء والتركيز فقط على حياتك".

روز ناثيك لوكونيِن، 23 عاماً، جنوب السودان، 800 متر.

اللاعبة في الفريق الأولمبي للاجئين، روز ناثيك، في إحدى فعاليات الأمم المتحدة في جنيف.   © UNHCR/Susan Hopper

بالنسبة إلى روز ناثيك لوكونين التي تبلغ من العمر 21 عاماً، كان ظهورها في الألعاب الأولمبية في ريو حيث قادت فريق اللاجئين في حفل الافتتاح بمثابة معجزة.

وقالت: "كانت الألعاب الأولمبية رائعة. وعندما تم اختياري لحمل العلم ودخلنا إلى ملعب ماراكانا، صفق لنا الناس من جميع أنحاء العالم".

"صفق لنا الناس من جميع أنحاء العالم".

كانت تلك التجربة الأولى من نوعها، ليس فقط بالنسبة إلى روز بل أيضاً بالنسبة إلى اللاجئين في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الحين، أخذت تتدرب بإرادة حديدية من أجل إلى تحسين أوقاتها في الرياضة التي تتخصص بها وهي سباق الركض لمسافة 800 متر.

قالت: "أعطاني ذلك الحماسة لمواصلة التدريب. ركضت إلى جانب [كاستر] سيمينيا (الفائزة بالميدالية الذهبية لـ800 متر-سيدات) وأحتاج إلى التدرب بجهد لأتساوى معها على الأقل".

وتسعى روز إلى متابعة دراساتها وهي مهتمة بعلوم الكمبيوتر والتنمية الاجتماعية. سافرت إلى بلدان عديدة، بما في ذلك سويسرا والسويد. في السويد، التقت بالبابا فرنسيس الذي تكفل بتكاليف زيارتها إلى البلاد التي امتدت على يومين، بمناسبة إحياء الذكرى الـ500 للإصلاح البروتستانتي.

قالت وهي تضحك: "كان أمراً رائعاً لأنه صافحني".

وتشعر بالتحفيز لتشجيعها الآخرين. وقالت: "أعلم أنه صفة اللجوء لا تعني أنه لا يمكنك القيام بالأمور التي يقوم بها الآخرون. فهذه صفة فقط".  

جيمس نيانغ شينجيك، 28 عاماً، جنوب السودان، 800 متر.

جيمس نيانغ شينجيك خارج منزله في مخيم كاكوما للاجئين، كينيا.  © UNHCR

بالنسبة إلى العداء جيمس نيانغ شينجيك، كان أبرز ما حدث معه في تجربة الألعاب الأولمبية في ريو، لقاء نجم كرة القدم البرازيلي نيمار.

يتذكر اللاجئ من جنوب السودان قائلاً: "قال لنا بأن ننسى الحياة التي عشناها في السابق وأن نركز على ما سنكون في المستقبل ونصحنا بالعمل بجد وباحترام الآخرين".

يعتقد جيمس البالغ من العمر 24 عاماً والذي يعيش حالياً في كينيا بأن الرياضة تستطيع أن تأخذه أبعد مما كان يتصور. وقال: "إذا أخذت الرياضة على محمل الجد فقد تحولك... إلى شخص أفضل. يمكنها أن تجمع الأشخاص وتحقق السلام بين البشر".

يسعى جيمس إلى المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى في عام 2017 ويأمل أن يحصل لاجئون آخرون على فرصة المنافسة. وقال: "أتمنى أن يشارك المزيد من الأشخاص في مخيمات اللاجئين في هذه السباقات لأنه يتعين علينا، كلاجئين، العمل بجهد كبير للانتقال إلى المستوى التالي".

"أريد مساعدة اللاجئين الشباب الآخرين في المخيمات".

يكمن هدفه في الركض مسافة 400 متر في ألعاب طوكيو 2020 التي يعتبرها التحدي الأكبر. وقال: "أحلم دائماً في الفوز بالميدالية الذهبية. وأعلم أن الكثيرين يريدون ذلك لكن بالنسبة لي، الأمر يتعلق بالثقة بالنفس والعمل الجاد".

ويأمل أيضاً مواصلة دراسة الهندسة. يعلم بأن الآخرين يعتبرونه مثالاً وهو يود التشبه بمرشدته، العداءة الكينية تيغلا لوروب، قائدة الفريق. ويقول: "أريد مساعدة اللاجئين الشباب الآخرين في المخيمات".

باولو أموتون لوكورو، 24 عاماً، جنوب السودان، 1,500 متر.

باولو لوكورو في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبل التحدث في حدث بعنوان الرياضة في خدمة الإنسانية.   © UNHCR/Alessandro Penso

ابتسم باولو أموتون لوكورو وهو يتذكر تجربته في الأولمبياد، وقال: "كان أمراً رائعاً بالنسبة إلى لاجئ مثلي تجربة أمور كثيرة والتعرف إلى أشخاص مختلفين من جنسيات مختلفة".

خلال 24 عاماً، لم  يذهب إلى أي مكان باستثناء مسقط رأسه، جنوب السودان، ومخيم كاكوما للاجئين في كينيا. وقد أكسبه نجاحه في الركض مكاناً في الفريق الأولمبي للاجئين ومكاناً في سباق الـ1,500 متر.

يعترف بأن ملعب ماراكانا الأسطوري أذهله وأن رؤية المشاهير أشعرته بالخوف ويقول: "التقيت بأبطال شاهدتهم على التلفاز وسمعت عنهم في الراديو فقط. لم أعرف ما إذا كنت سأتمكن من الركض معهم لكن تعين علي أن التحلي بالقوة وبذل قصارى جهدي".

"أعتقد أنني أستطيع أن أصبح عداءً كبيراً".

على الرغم من أنه لم يفز بأي ميدالية إلا أنه غادر ريو أكثر حكمةً وثقةً. صمم باولو على التحسّن والتنافس في ألعاب طوكيو 2020 بطاقة متجددة كعداء. ويأمل أن ينهي دراساته ويتمكن من إعالة أسرته في جنوب السودان.

قبل كل شيء، يريد أن يجعل جميع اللاجئين في أنحاء العالم يشعرون بالفخر. وقال: "قبل الألعاب الأولمبية لم أكن أتدرب كثيراً وتمكنت من الوصول إلى ريو. والآن بما أنني أملك المزيد من الوقت للتمرين، أعتقد أنني أستطيع أن أصبح عداءً كبيراً وأجعل زملائي اللاجئين يشعرون بالفخر".

بوبول ميسنغا، 24 عاماً، جمهورية الكونغو الديمقراطية، لاعب جودو

شاب برازيلي في دورة تدريبية على الجودو مع يولاند مابيكا، لاجئة كنغولية أصبحت رياضية أولمبية شاركت في ريو 2016.   © UNHCR/Benjamin Loyseau

منذ انتهاء الألعاب الأولمبية في ريو، انشغل لاعب الجودو بوبول ميسنغا الذي يبلغ من العمر 24 عاماً باحتمال لم شمله مع أشقائه الذين لا يزالون يعيشون في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقبل الألعاب، أجهش بالبكاء خلال مؤتمر صحفي تحدث فيه عن انعدام الاتصال بأقاربه منذ الطفولة. وقال بأنه يأمل أن يتواصل معهم نتيجة مشاركته في الألعاب – وهذا ما حصل.

"أنا على قيد الحياة! أنا على قيد الحياة!" صرخ عند تلقيه اتصالاً هاتفياً من أحد أشقائه.

قال: "هذا أهم ما حصل معي منذ نهاية الألعاب. وأريد أن أنقل شقيقيّ وشقيقتي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى ريو". وأخبر بوبول المفوضية قائلاً: "هم أيضاً يستحقون فرصة إعادة بناء حياتهم في بلد آخر".

سعى بوبول إلى اللجوء في البرازيل بعد السفر مع يولاند مابيكا إلى هناك للتنافس في بطولة العالم للجودو لعام 2013. ويعيش حالياً في براس دي بينا وهي منطقة فقيرة في ضواحي ريو دي جانيرو.

"أريد التنافس في طوكيو للحصول على ميدالية".

بما أنه يسعى إلى المشاركة في ألعاب طوكيو 2020، يتدرب من الإثنين إلى السبت مع نفس المدرب الذي حضّره للألعاب في ريو. وقال: "لم يتسن لي الكثير من الوقت للاستعداد للألعاب الأولمبية في ريو".

وعلى الرغم من عدم معرفته ما إذا كان سيتم تشكيل فريق أولمبي آخر للاجئين وما إذا كان سيشارك فيه، أضاف قائلاً: "لكن أمامي أربعة أعوام حتى عام 2020 وأريد التنافس في طوكيو للحصول على ميدالية".

وحدث عامل آخر مهم في حياته وهو أنه أصبح أباً في نوفمبر.

وقال: "إننى أحظى بحياة أكثر استقراراً وأستطيع إعالة أسرتي بشكل أفضل. أريد أيضاً أن أساعد الأطفال من جمهورية الكونغو الديمقراطية، لأنني أعرف الصعوبات التي يواجهونها هناك؛ فمن واجبي أن أدعم الصغار من خلال الرياضة".

يولاند مابيكا، 28 عاماً، جمهورية الكونغو الديمقراطية، لاعبة جودو

كل يوم، قبل المغادرة للتدريب في نفس المعهد حيث استعدت لأولمبياد ريو، تزور لاعبة الجودو الكونغولية بولاند مابيكا صفحتها الخاصة على فيسبوك. فقد أصبحت حياتها الاجتماعية مزدحمة. وأخبرت المفوضية قائلةً: "أصبحت شخصاً أكثر انفتاحاً وأصبحت أبتسم أكثر. كان الحزن جزءاً من حياتي السابقة".

وحتى مع التدريب الروتيني الذي يتطلب جهداً كبيراً ويمتد من الإثنين إلى السبت، والدورة المكثفة لتعلم اللغة البرتغالية، تجد يولاند التي تبلغ من العمر 29 عاماً الوقت للقيام بمهام كحضور حفلات الغداء والمشاركة في الأحداث الترويجية مع الشركات الراعية لأولمبياد عام 2016 في ريو.

سعت إلى اللجوء في البرازيل بعد أن سافرت إلى هناك للتنافس في بطولة العالم للجودو لعام 2013.

وبفضل المنحة المقدمة من اللجنة الأولمبية الدولية وجهات راعية أخرى، تمكنت من الانتقال من غرفة مشتركة إلى منزل جديد، تعيش فيه وحدها. وتخطط لإنشاء منظمة لتوفير الأنشطة الرياضية – لا سيما الجودو- للأطفال الضعفاء. "الرياضة هي جزء من حياتي وستبقى معي إلى الأبد".

"الآن، حان دوري لمساعدة الأكثر ضعفاً".

ولكن لا تزال اللغة تشكل حاجزاً. "لإنشاء منظمتي، يجب أن أحصل على شهادة أكاديمية. هذا أمر صعب لكن يمكنني تحقيقه".

وبفضل دعم مدربها، تقدم يولاند المساعدة إلى بعض المعلمين في المعهد حيث تتدرب. وهي تعمل أيضاً كمتطوعة في النشاطات التي تدعم السكان الضعفاء في ريو.

ومؤخراً، عملت كنادلة في مطعم يديره طاهٍ سوري لاجئ يقدّم الطعام للمشردين. وقالت: "عندما وصلت إلى البرازيل، ساعدني الكثير من الأشخاص للحصول على الطعام. والآن، حان دوري لمساعدة الأكثر ضعفاً".

لا تزال يولاند تشعر بقوة بمعنى تمثيل قضية. "ما زلت أمثل اللاجئين، وما زلت جزءاً من هذه القصة".

ساهمت في هذه السلسة وردة الجواهري من بلجيكا، وجوزي لو بلوند من ألمانيا، وأليكس كورت من لوكسمبورغ، ولويز غودينو وديوغو فليكس من البرازيل، وكاثرين واشيايا وماري تيرو وامبوي من كينيا.