الألعاب الأولمبية تسدل الستار على أول مشاركة تاريخية لفريق اللاجئين

اختتمت ألعاب ريو لعام 2016 باحتفال كبير واللجنة الدولية الأولمبية والمفوضية تتطلعان إلى تعزيز إرث الفريق.

ملعب ماراكانا الشهير في ريو يُضاء خلال حفل اختتام الألعاب الأولمبية.   © UNHCR

ريو دي جانيرو، البرازيل- في احتفال مبهر، أسدلت البرازيل الستار على دورة الألعاب الأولمبية التي سحرت وألهمت الملايين في جميع أنحاء العالم بقصص التغلب على الشدائد.

ففي حفل موسقي وراقص كبير، انتهت دورة الألعاب الأولمبية في ريو لعام 2016 – وهي الأولى التي شهدت مشاركة أول فريق أولمبي للاجئين.

وقد عكس الحفل الختامي التنوع الذي لطالما شجعه الحدث واحتفل بالأوجه الكثيرة وبالغنى الثقافي لأول دولة تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في أميركا الجنوبية.

ودخل الرياضيون من 207 وفود، وبينهم الأعضاء العشرة لفريق اللاجئين الآتون من جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وجنوب السودان وسوريا، وهم يرقصون إلى ملعب ماراكانا الشهير في ريو على صوت الموسيقى النابضة التي تجمع بين الإيقاعات الحديثة والإيقاعات البرازيلية التقليدية.

"سنبقى إلى جانبكم"

 

ولم يحد هطول الأمطار الاستوائية من الحماسة، وكان التلويح بالأعلام وانطلاق الألعاب النارية بمثابة تحول التفكير إلى المستقبل. وانتقل علم الألعاب الأولمبية رمزياً إلى اليابان التي ستستضيف الألعاب المقبلة في عام 2020.

وقد تعهدت اللجنة الدولية الأولمبية والمفوضية اللتان عملتا معاً لتشكيل الفريق الأولمبي للاجئين، بالوفاء بالتزامهما بدعم مستقبل الرياضيين وتعزيز الرياضة بين الذين يفرون من أوطانهم جراء الصراع والاضطهاد.

علم كبير لليابان يشير إلى التسليم الرمزي لراية الأولمبياد إلى طوكيو التي ستستضيف الألعاب الصيفية المقبلة في عام 2020.  © UNHCR/Benjamin Loyseau

,في كلمته الختامية الرسمية، صرّح رئيس اللجنة الدولية الأولمبية، توماس باخ، قائلاً: "شكراً لكم أيها الرياضيون اللاجئون الأعزاء فقد ألهمتمونا جميعاً بموهبتكم وروحكم الإنسانية. أنتم رمز الأمل لملايين اللاجئين في العالم. وسنبقى إلى جانبكم بعد هذه الألعاب الأولمبية".

وأثنت نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين كيلي ت. كليمنتس، التي أشادت بأول فريق للاجئين واعتبرت أعضاءه  "رياضيين أولمبيين حقيقيين" أثناء الحفل الختامي، على دور هؤلاء في المساعدة في تغيير نظرة العالم تجاه اللاجئين والنازحين، الذين وصل عددهم حالياً إلى 65 مليون.

البرازيل: أبطال رغم كل الصعاب

وقالت: "لفت هذا الفريق أنظار العالم وفي وقت قصير أصبح اللاجئون حديث الجميع... ومما لا شك فيه أنهم تركوا إرثاً بمشاركتهم في هذه الألعاب الأولمبية، لكنهم ألهموا أيضاً الجميع لبذل المزيد من الجهد لتحقيق السلام ومساعدة الذين أجبروا على الفرار". وأضافت: "هؤلاء الرياضيون كانوا رياضيين أولمبيين حقيقيين- فقد شجعوا بعضهم وأنشأوا صداقات مع أشخاص من جميع أنحاء العالم. وستواصل اللجنة الدولية الأولمبية والمفوضية العمل معاً لتوفير الفرص لهؤلاء الرياضيين اللاجئين وغيرهم".

"كان وجودي هنا أمراً رائعاً".

وتحدث جميع الرياضيين عن تصميمهم على متابعة التدريب والتقدّم. وفي وقت سابق من اليوم، ركض يوناس كيندي، العضو الأخير من أعضاء فريق اللاجئين الـ10 الذي يشارك في المنافسات، في سباق الماراثون وحقق ما طمح إليه طوال حياته.

وقال للمفوضية بعد عبوره خط النهاية: "كان وجودي هنا أمراً رائعاً وأظهر ذلك احتراماً للاجئين. علينا أن نتذكر أن الكثيرين قد ضحوا بحياتهم. علينا أن نتذكر... وما قمت به اليوم يخدم اللاجئين. فنحن رمز للمنافسة وهذا يعطي الأمل للاجئين. وقد أظهرنا أن جميع اللاجئين قادرون على القيام بشيء إن حصلوا على الفرصة".