نازحو جمهورية إفريقيا الوسطى ينتظرون بدء عهد جديد من حياتهم
استمع المفوض السامي فيليبو غراندي إلى النازحين داخلياً في بامباري ودعا إلى مضاعفة الجهود لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم.
فيليبو غراندي يلتقي بمجموعة من النساء من جمهورية إفريقيا الوسطى نزحن بسبب النزاع إلى مدينة بامباري.
© UNHCR/Adrienne Surprenant
للوهلة الأولى، تبدو مخيمات "اليفاج" و"التيرناتيف" في مدينة بامباري طبيعية. لكن حياة السكان هنا قد أصابها الشلل.
يشكل هؤلاء جزءًا من عدد كبير من السكان والبالغ حوالي 600,000 شخص من النازحين داخلياً في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وقالت روز يازورو، "ماما روز" لأفراد مخيم "التيرناتيف" للنازحين داخلياً، وهي أم لثلاثة عشر طفلاً وجدة لـ 27 ولداً: "لقد كان كل شيء كارثي. لقد كان الصراع والعنف رهيبين".
في عام 2014، أجبرها النزاع المسلح على الخروج مع أسرتها من منزلهم: "لقد قتلوا اثنين من أطفالي"، مضيفة أن الماشية نفقت أيضاً خلال الهجمات.
الكثير من الأشخاص الذين غادروا كانوا رعاة ماشية من شعب الفولاني، وتحولت المخيمات في بامباري لتصبح مأوى لهم. تباطأت حياتهم ويقضي الناس أيامهم في حالة من الانتظار. هناك القليل من العمل، وقد تم توفير المأوى والغذاء بشكل جزئي من قبل المفوضية وشركاء الأمم المتحدة الآخرين.
لقد أصبحت كالسجين. لا يوجد عمل. نحن ننتظر فحسب"
يبلغ عدد النازحين داخلياً في بامباري 36,000 شخص يعيشون في سبع مخيمات. والخبر السار هو أن عددهم انخفض من أكثر من 50,000 شخص قبل عامين. لم يعد السلام يبدو في الأفق فحسب، بل هو حقيقة تتبلور، وقد اتبع البعض هذا الواقع وعادوا إلى ديارهم المهجورة.
التقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إلى جانب وزيرة العمل الإنساني والمصالحة الوطنية في جمهورية إفريقيا الوسطى، فيرجيني باكوا، مع اللاجئين العائدين يوم الاثنين خلال زيارته للبلاد. كما التقيا يوم الثلاثاء بالنازحين من مختلف المجتمعات واستمعوا لهم.
لقد كانت مناسبة احتفالية، حيث أخذ الأطفال يلوحون بالأعلام فيما رقصت مجموعة من الرجال وهي تغني للزوار مستعملة قرون البقر.
يلخص حمدو جادا، وهو من رعاة شعب الفولاني ويبلغ من العمر 50 عاماً كان قد فقد ماشيته، إحباط السكان قبيل الاجتماعات، حيث يقول: "لقد أصبحت كالسجين. لا يوجد هناك عمل. كل ما نفعله هو الانتظار فحسب".
منحت الاجتماعات فرصة للآخرين للتعبير عن إحباطاتهم. فمع القليل من المال، تجد الأسر صعوبة في شراء الأدوية لأفرادها المرضى. كما أن تكلفة إرسال الأطفال إلى المدارس غير المجانية تعد مشكلة أخرى. وقالوا بأن أكبر عقبة أمام الجميع تتمثل في العودة إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها ذات يوم، حيث كانوا بحاجة لمساعدة الحكومة لإعادة بناء المنازل واستعادة قطعانهم.
أخبرهم غراندي بأن الرسالة وصلته، وقال: "بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، لقد تعهدت مع الحكومة بتعبئة أكبر عدد ممكن من الموارد للتعامل مع هذا التحدي". وقد لقي تعليق غراندي موجة من التصفيق.
"لا سلام بدون عودة. لا عودة بدون سلام"
وأكد المفوض السامي على الحاجة إلى حماية أكبر للنساء، وقال: "فيما ننتقل تدريجياً من العمل الإنساني إلى إعادة بناء حياة هؤلاء الأشخاص في ديارهم، يجب إيلاء اهتمام خاص للنساء لإبعادهن عن الفقر والتعرض للاستغلال والعنف".
لكن غراندي شجع المجتمعات أيضاً على العيش معاً. فقد تسببت الاضطرابات المدنية التي اندلعت في عام 2013 في نزوح أكثر من ربع السكان وساهمت في إحداث توتر بين المجتمعين.
واختتم غراندي برسالة حذرة من الأمل: "لن يكون هناك سلام بدون عودة جزء كبير من السكان النازحين، لكن لن تكون هناك عودة بدون سلام".
وعلى الرغم من المفارقة التي قد يحملها هذا الأمل، إلا أنها نتيجة مرضية لماما روز، حيث قالت: "العودة إلى الديار. بالطبع، إذا استطعنا الحصول على المساعدة فسوف أكون على استعداد للذهاب اليوم".