بعد أربعة عقود، هناك حاجة ملحة لإحياء الأمل لدى الملايين من اللاجئين الأفغان

على مدى أكثر من 40 عاماً، يواصل الأفغان الفرار من العنف والحرب والصراعات والكوارث الطبيعية.

أطفال أفغان يقفون في مدخل أحد مخيمات اللاجئين في إسلام آباد، باكستان، والذي يؤوي حوالي 3,000 لاجئ أفغاني.  © UNHCR/Roger Arnold

في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، والذي يمكن أن يُعزى له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.


تدعو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العالم إلى عدم التسبب بتلاشى الأمل بالنسبة لملايين الأفغان والذين تأثروا على مدى أكثر من أربعة عقود من الاضطرابات في أفغانستان ولدى المجتمعات المضيفة لهم في المنطقة.

تعقد حكومة باكستان والمفوضية اجتماعاً وزارياً في إسلام أباد الأسبوع المقبل لتذكير العالم بمصير ملايين الأفغان الذين يعيشون كلاجئين، ويشعر الكثير منهم أن باقي العالم قد تخلى عنهم، وهو انطباع ينبغي علينا أن نثبت بأنه خاطئ.

على مدى أكثر من 40 عاماً، يواصل الأفغان الفرار من العنف والحرب والصراعات والكوارث الطبيعية. ولا تزال الدول المجاورة - مثل باكستان وإيران - تبدي كرماً ملفتاً من خلال توفير الملاذ الآمن لملايين النساء والأطفال والرجال الأفغان، وكل ذلك رغم تناقص الدعم الدولي.

يبلغ عدد سكان أفغانستان اليوم 35 مليون نسمة، ويشكل ما يقرب من 25% منهم لاجئين سابقين عادوا إلى ديارهم في السنوات الـ 18 الماضية، مع وجود أكثر من مليون شخص من النازحين داخلياً.

لا يزال هناك ما يقرب من 4.6 مليون أفغاني - بما في ذلك 2.7 مليون لاجئ من المسجلين والذين يعيشون خارج البلاد. وتستضيف باكستان حوالي 90% منهم (1.4 مليون شخص) وإيران (1 مليون شخص آخر).

وفي تطور جديد، يشكل الأفغان الآن أكبر مجموعة من طالبي اللجوء الذين يصلون حالياً إلى أوروبا.

في ظل هذه الحاجة المستمرة، فإن الدعم العالمي الموجه لوضع اللاجئين الأفغان آخذ في الانخفاض. وقد شهدت المفوضية انخفاض مستويات التمويل لعملياتها التي تعاني أصلاً من نقص الموارد في أفغانستان وباكستان وإيران على مر السنين - مما يجعل من الصعب الاستثمار في حياة الأفغان ومواصلة دعم المجتمعات المضيفة المحلية المتأثرة.

أكثر من مليون لاجئ أفغاني ممن يعيشون في باكستان وإيران هم أطفال تقل أعمارهم عن 14 عاماً وما يقرب من ثلاثة أرباعهم تقل أعمارهم عن 25 عاماً.

ويؤثر نقص التمويل بشدة على الجهود المبذولة لتعليم وتمكين الشباب الأفغان في بلدان اللجوء، والذين سيلعبون دوراً رائداً في إعادة بناء مجتمعاتهم عند العودة. إن الفشل في القيام بذلك تترتب عليه مخاطر هائلة للشباب غير المتعلمين في منطقة معرضة للتطرف.

يسلط المؤتمر الدولي - يومي 17 و 18 فبراير - الضوء على سخاء وكرم الضيافة والتعاطف الذي تبديه كل من باكستان وإيران ودول أخرى باستضافتها واحدة من أكبر مجموعات اللاجئين في العالم وأطولها أمداً.

إنها أيضاً فرصة للتضامن الدولي وتقاسم المسؤوليات، لتخفيف الضغط على البلدان المضيفة التي تتعرض حالياً لضغوط هائلة، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الأفغان وإعادة إدماجهم بشكل مستدام في وطنهم.

وقد بثت الجهود الجارية لتحقيق تسوية سلمية في أفغانستان مرة أخرى الأمل بين اللاجئين الأفغان بشأن إمكانية العودة. وسوف يكون المؤتمر مقدمة مهمة للمضي قدماً.

للمزيد من المعلومات: