من إيبولا إلى فيروس كورونا: قصة لاجئة سابقة ومسؤولة صحة في المفوضية
ينصب جزء من تركيز مياتا على ضمان إدراج اللاجئين في أنشطة الإشراف والاستعداد والاستجابة الوطنية.
مسؤولة الصحة العامة في المفوضية، مياتا توبي جونسون.
© UNHCR/Winnie Itaeli Kweka
عندما طارد شبح تفشي فيروس إيبولا غرب إفريقيا قبل خمس سنوات، لعبت مياتا توبي جونسون، وهي لاجئة سابقة من ليبيريا وتعمل الآن كمسؤولة في مجال الصحة العامة لدى المفوضية، دوراً رئيسياً في الحد من الوفيات في مجتمعها من الفيروس المميت الذي أودى بحياة أكثر من 10,000 شخص.
وبعد اكتسابها المعرفة في التصدي للفيروسات، ها هي تنقل خبرتها وتسخرها لحماية الآلاف من اللاجئين المعرضين بشدة لخطر فيروس كورونا ممن يعيشون في مخيمات في تنزانيا.
تقول مياتا، والتي تقضي أيامها بين مكتبها وثلاثة مخيمات مختلفة للاجئين في منطقة كيغوما في تنزانيا: "آخر شيء نريده هناك هو تفشي الفيروس في المخيم".
يعيش أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين حول العالم، والبالغ عددهم 25.9 مليون شخص، في البلدان النامية.
ولمنع حدوث وفيات ومعاناة من الممكن تجنبها، تضع المفوضية الأولوية من حيث اتخاذ الخطوات الهادفة للحد من التفشي المحتمل لفيروس كورونا والذي من شأنه أن يضع ضغوطاً غير عادية على خدمات الرعاية الصحية المحلية الضعيفة أصلاً.
"آخر شيء نريده هناك هو تفشي الفيروس في المخيم"
مع وجود 245,000 لاجئ في تنزانيا، تعمل مياتا طوال ساعات لتنفيذ الخطوات الواجب اتباعها لمنع تفشي الفيروس في المخيمات والمجتمعات المضيفة التي تحيط بهم.
على رأس جدول أعمالها يأتي ترأس اجتماع للتأهب حول الفيروس مع 20 موظفاً ممن ينتمون لعدد من المنظمات ومن الحكومة، حيث يجلسون تحت شجرة على مسافة متر واحد على الأقل بين الواحد والآخر، لمراعاة قواعد التباعد الاجتماعي.
بعد ذلك، تتوجه لتسليم جهاز رقمي للأشعة السينية تشتد الحاجة إليه، تم شراؤه مؤخراً بتمويل من المانحين، إلى مستشفى في حي قريب يوفر الخدمة للمجتمع المضيف. تعتبر الأجهزة أدوات مفيدة لتشخيص الإصابة بالفيروس، حيث يمكنها اكتشاف تلف الرئة.
تضيف مياتا قائلة: "نحن نعمل دائماً من أجل بناء القدرات في المرافق الصحية المحلية عندما نحدد الثغرات، وهو أمر مهم للتعايش بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن حالات لفيروس كورونا بين اللاجئين في تنزانيا، والذين يأتي معظمهم من بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ينصب جزء من تركيز مياتا على ضمان إدراج اللاجئين في أنشطة الإشراف والاستعداد والاستجابة الوطنية، حيث تشرح قائلة: "في حال وجود أي حالات لفيروس كورونا في المخيم، فسيتم إحالتها إلى المرافق الصحية الحكومية المختصة".
بعد فرارها من الحرب الأهلية في ليبيريا عندما كانت طفلة في عام 1991، عادت مياتا إلى ديارها مع عائلتها بعد ثماني سنوات، حيث التحقت بالدراسة وتخرجت بدرجة تمريض. بعد ذلك بعامين، حصلت على شهادة الماجستير في الصحة العامة وتقدمت بطلب للحصول على وظيفة كمساعدة لمسؤول الصحة العامة في مكتب المفوضية في ليبيريا.
في عام 2014، بعد عام واحد من عملها الجديد، أعلنت ليبيريا حالة الطوارئ بعد تفشي فيروس إيبولا في المنطقة. وكانت الدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا الأكثر تضرراً، حيث سجلت 4,809 حالة وفاة قبل الإعلان عن تفشي المرض في عام 2016.
ومن بين المهام التي كانت تقوم بها مياتا هو التأكد من أن يكون اللاجئون على دراية جيدة بكيفية منع انتقال فيروس إيبولا. كما عملت مع الفرق من أجل إقناع الحكومات بإدراج اللاجئين في الخطة الوطنية للوقاية من فيروس إيبولا.
وقالت مياتا: "لقد هيأتني تجربتي في ليبيريا لما أنا عليه اليوم. أشعر بأنني في وضع مألوف".
في حين أن لفيروس كورونا طرق عدوى ومسببات مختلفة عن فيروس إيبولا، فإن مياتا تعتمد بشكل عام على تلك التجربة لنشر رسائل الصحة العامة المنقذة للحياة وتدعو إلى دمج اللاجئين في الاستجابة الوطنية لفيروس كورونا.
"هيأتني تجربتي في ليبيريا لما أنا عليه اليوم"
تعد خطة الاستجابة للاجئين في تنزانيا من أقل الخطط تمويلاً في المنطقة، حيث تتلقى 25% فقط من التمويل المطلوب للفترة 2019-2020. وتعاني الخدمات الأساسية من ضغط شديد وهي غير قادرة على تلبية احتياجات اللاجئين.
وبينما تعمل في تنزانيا، تبقى عائلة مياتا في ليبيريا، حيث يتطلب عملها الكثير من الجهد، ولكن البقاء على اتصال مع ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات يخفف من مشقتها، وتقول: "إن العيش بعيداً عن الوطن من طبيعة مهامنا كعاملين في المجال الإنساني، لكن في بعض الأحيان يحتاج طفلك إلى اهتمامك الكامل كأم".
تعمل مياتا، كالعديد من العاملين في المجال الإنساني حول العالم خلال هذه الأزمة العالمية، للتأكد من حصول اللاجئين على المساعدة المنقذة للحياة.
تقول: "أتذكر عندما كنا في مخيم اللاجئين، كنت أشعر بالسعادة عند عودة والداي من نقطة توزيع الغذاء حاملين الطعام للعائلة. وأنا الآن ألعب هذا الدور. وسواء كان هناك حجر صحي أم لا، يجب أن يحصل اللاجئون على ما يحتاجونه".
شارك في التغطية ليندا موريوكي في نيروبي، كينيا