رسالة المفوض السامي غراندي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
"سيكون رمضان هذا العام مختلفاً جداً عما عهدناه في حياتنا، فالشهر الذي يجسد قيم التلاحم الإنساني يشهد اليوم انفصال العائلات والمجتمعات عن بعضها نتيجة وباءٍ عالمي لم يسلم أحدٌ منه".
السلام عليكم،
مع حلول شهر رمضان المبارك أود أن أعرب عن أطيب أمنياتي لجميع من يستقبلون الشهر الفضيل.
سيكون رمضان هذا العام مختلفاً جداً عما عهدناه في حياتنا. فالشهر الذي يجسد قيم التلاحم الإنساني يشهد اليوم انفصال العائلات والمجتمعات عن بعضها نتيجة وباءٍ عالمي لم يسلم أحدٌ منه.
وستكون التجمعات والصلوات الجماعية محدودة جداً.
والكثيرون منا لن يتمكنوا من الإفطار مع عائلاتهم وأصدقائهم.
وأغلب الصائمين سيكرسون وقتهم للتأمل والعبادة.
وبالنسبة لأكثر من 70 مليون لاجئ ونازحٍ قسراً، مفهوم المنزل أو الوطن أمر بعيد المنال. الانفصال عن العائلة والأحبة والمجتمع هو الواقع الذي يعيشه البعض على مدى سنواتٍ وعقودٍ من الزمن.
وفي هذا الزمن الذي ينتشر فيه الخوف وانعدام الاستقرار، أستلهم قصصاً لا عداد لها، تبعث على الأمل وتعكس الإنسانية والكرم.
أشخاص عاديون يقفون على الخطوط الأمامية دعماً للحكومات والمؤسسات، المفوضية تقف معهم وتعمل على مدار الساعة لاحتواء تفشي هذا الوباء المميت وضمان توفير الدعم للفئات الأكثر ضعفاً.
واللاجئون أيضاً يضطلعون بدورهم في حماية المجتمعات المضيفة بكل شكلٍ ممكن. وقد شهدنا عائلات توصل الطعام لجيرانها من كبار السن، ومؤسسات يقودها اللاجئون تتبرع بمعدات طبية ضرورية للجمعيات الخيرية، والكثير من المبادرات الهادفة لدعم المجتمعات التي تستضيف اللاجئين.
والمجتمعات المضيفة تستمر في إبداء سخاءٍ منقطع النظير في توفير المأوى ومشاركة ما تيسر لهم مع اللاجئين.
ومن المهم أيضاً أن نتذكر بأن الكرم لا يتجسد بشكلٍ مادي فقط بل يأتي أيضاً على شكل بادرةٍ لطيفة، أو كلمة مشجعة أو ابتسامة أو عمل خير.
هذا الوباء يذكرنا بأننا نواجه التحديات معاً. وهذا الشهر يتيح لنا فرصة التأمل في أهمية المجتمعات التي نعيش فيها ونقدرها وفي جهودنا الجماعية للتأقلم والتغلب (على المحن).
وبينما تخضع روح التضامن الإنساني للاختبار، يمكنني أن أقول بثقةٍ أن الإنسانية لن تهزم
رمضان كريم.