بيان المفوض السامي فيليبو غراندي بمناسبة يوم اللاجئ العالمي لعام 2020

لكل منا دور وكل بادرة لها أثر

اعتادت ميديا على مشاهدة والديها وهما يصنعان زيت الزيتون في منزلهما في حلب. تدرس الآن صناعة الصابون في دورة تعليمية افتراضية. يستخدم أطفالها الصابون، ولكن يتم توزيعه مجاناً على اللاجئين الآخرين من قبل المركز الذي نظم التدريب.   © UNHCR/Houssam Hariri

نشهد هذا العام يوم اللاجئ العالمي على خلفية أزمة عالمية هائلة، ليس من حيث الأرقام القياسية للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم فحسب، بل لأن العالم يتصارع مع فيروس كورونا، وهو مرض لا يزال يؤثر علينا جميعاً. إن ما بدأ كأزمة صحية قد توسع، ليواجه اليوم العديد من الأشخاص الأكثر ضعفاً – منهم اللاجئون والنازحون - وباء الفقر.

ومع ذلك، شهدنا أيضاً خلال هذا الوقت العصيب ترابطاً يتجاوز الحدود. فقد هب أشخاص عاديون للمساعدة، وواصلت المجتمعات المضيفة - لا سيما تلك الموجودة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يعيش ما يقرب من 90% من لاجئي العالم – بإظهار ترحيب ملفت.

كما يساهم اللاجئون أنفسهم بطرق كثيرة، على الرغم من أنهم غالباً ما يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. إنهم، على سبيل المثال، يتطوعون كعاملين في المجال الصحي في الخطوط الأمامية في كولومبيا والمملكة المتحدة؛ ويصنعون الصابون لتوزيعه في لبنان والنيجر؛ ويحيكون أقنعة للوجه ومعدات خاصة بالحماية في إيران؛ ويساعدون في بناء مراكز العزل في بنغلاديش؛ وفي أماكن أخرى حول العالم، يساهمون بوقتهم لمساعدة المحتاجين في مجتمعاتهم المضيفة.

وبينما نحارب فيروس كورونا، أستلهم من العزيمة التي أظهرها اللاجئون في التغلب على أزمتهم الخاصة بهم والمتمثلة بالنزوح والحرمان، وانفصالهم عن الوطن والأسرة، وعزمهم على تحسين حياتهم وحياة الآخرين، على الرغم من هذه المصاعب وغيرها.

في يوم اللاجئ العالمي، أحيي ثبات اللاجئين والمهجرين حول العالم وأشيد به. كما أعبر عن تقديري للمجتمعات التي تستضيفهم والتي أظهرت القيم والمبادئ العالمية المشتركة المتمثلة بالتعاطف والإنسانية. فقد استضافوا في بعض الأحيان اللاجئين ووفروا لهم الحماية على مدى سنوات أو حتى أجيال. وما استمرارهم في الحفاظ على هذه القيم خلال زمن الوباء إلا رسالة قوية من الأمل والتضامن.

المفوضية ليست غريبة على التحديات. فلطالما عملنا منذ أكثر من 70 عاماً في الخطوط الأمامية لحالات لا تعد ولا تحصى من الطوارئ. ومع ذلك، فإن لهذا الوباء العالمي أبعاد مختلفة كلياً. كانت أولويتنا وسوف تستمر، أن نواصل تأدية مهامنا خدمة للاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية والذين كُلفنا بحمايتهم. لكن لا يمكننا القيام بذلك وحدنا.

لقد كان لتعبئة المساعدة والدعم للاستعداد للوباء والتصدي له دور حيوي في الأشهر الماضية. وقد رأينا كيف قامت البلدان والمجتمعات حول العالم بإدراج اللاجئين في خطط استجاباتهم الصحية الوطنية. من المهم الآن بنفس القدر تأمين إدراج اللاجئين والنازحين في الجهود الاجتماعية والاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها للتصدي لوباء فيروس كورونا.

أرسى الميثاق العالمي بشأن اللاجئين أساساً قوياً لجهود الاستجابة هذه، وقد رأينا ذلك بالفعل على أرض الواقع حيث تصدى المانحون الثنائيون والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص لهذه الأزمة بمستويات غير مسبوقة من الدعم للاجئين من خلال الحكومات المضيفة. من الواجب استمرار مثل هذا الدعم ومضاعفته حتى يكون لديهم الموارد اللازمة لإدراج اللاجئين والمهجرين وضمان ألا تؤدي التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية إلى حدوث انقسامات داخل المجتمعات وفيما بينها. كما يجب الاستثمار بشكل أكبر في بلدان الأصل لجعل عودة اللاجئين خياراً قابلاً للتطبيق.

في يوم اللاجئ العالمي لهذا العام، أدعو إلى مزيد من التضامن والعمل العالمي لإدراج ودعم اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية وكذلك مضيفيهم.

 أيا كنت، وبغض النظر عن البلد الذي تنتمي إليه.

 لكل منا دور وكل بادرة لها أثر.


يوم اللاجئ العالمي وحملة كل بادرة لها أثر

لقد أظهر لنا وباء فيروس كورونا والاحتجاجات الأخيرة المناهضة للعنصرية مدى الحاجة الماسة للعمل من أجل الوصول إلى عالم أكثر شمولاً وتساوياً. عالم يضمن عدم إغفال أحد. من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى أن لكل منا دور من أجل إحداث التغيير.

لكل منا دور. هذا هو جوهر حملة يوم اللاجئ العالمي لهذا العام، حيث نهدف إلى تذكير العالم بأن كل شخص، بما في ذلك اللاجئون، يمكنه أن يساهم في المجتمع، وأن كل بادرة لها أثر في الجهود الرامية لإيجاد عالم أكثر عدلاً وشمولاً وتساوياً.

حول المفوضية

تقود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العمل الدولي الهادف لحماية الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب النزاع والاضطهاد. نحن نقدم المساعدة المنقذة للحياة مثل المأوى والغذاء والماء، ونساعد في حماية حقوق الإنسان الأساسية، ونضع الحلول التي تضمن للأشخاص مكاناً آمناً يمكنهم فيه بناء مستقبل أفضل. نحن نعمل أيضاً على ضمان منح الجنسية للأشخاص عديمي الجنسية.

تتخذ المفوضية تدابير للمساعدة في التعامل مع حالة الطوارئ الصحية العامة المتعلقة بفيروس كورونا والحد من انتشاره. بالعمل مع الحكومات، تضمن المفوضية إدراج اللاجئين في خطط الاستجابة الصحية الوطنية وأن يكونوا على دراية بكيفية منع انتشار الفيروس، والحصول على الصابون والمياه النظيفة، ومواصلة تلقي الدعم والمساعدات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها.

للمزيد من المعلومات:

في جنيف، لي فوستر: [email protected] 24 91 557 79 41+

في جنيف، بتول أحمد: [email protected] 4097 314 79 41+